إيلاف من تونس: أعلنت وزارة الدفاع الأمريكية (البنتاجون) عن إعادة معتقل تونسي كان محتجزًا في سجن جوانتانامو الأمريكي في كوبا، وذلك في اليوم الذي افتتح فيه السجن، حيث لم توجه له أي تهم في محكمة الحرب، وكان قد تمت الموافقة على نقله منذ أكثر من عقد.

ووفقًا لصحيفة "نيويورك تايمز"، أمضى رضا بن صالح اليزيدي، البالغ من العمر 59 عامًا، سنوات طويلة في جوانتانامو بسبب صعوبة التوصل إلى اتفاقات لإعادته إلى وطنه أو إعادة توطينه.

من هو رضا بن صالح اليزيدي ؟
رضا بن صالح بن مبروك اليزيدي هو تونسي من مواليد 24 يناير 1965 في معتمدية النفيضة التابعة لولاية سوسة.

غادر اليزيدي تونس في عام 1997 إلى إيطاليا حيث تزوج من امرأة إيطالية، ثم توجه إلى أفغانستان حيث استقر هناك وشارك في القتال ضمن صفوف تنظيم القاعدة، وحصل على تدريب مكثف في استخدام الأسلحة والمتفجرات، وشارك في العمليات العسكرية ضد القوات الأمريكية وقوات التحالف.

كان اليزيدي معروفًا بلقب "أبوسيف الإسلام"، وعمل كحارس شخصي لعدد من القيادات البارزة في تنظيم القاعدة، بما في ذلك أسامة بن لادن.
كما شارك في القتال في البوسنة وله علاقات واسعة مع الجماعات الإرهابية، وكان على اتصال وثيق بكبار قادة التنظيم. تم توقيفه في عام 2002 ونقله إلى معتقل جوانتانامو.

خلال فترة ولاية الرئيس الأمريكي دونالد ترامب، قررت إدارته تعليق قرار كان يهدف إلى الإفراج عن خمسة معتقلين في غوانتانامو، من بينهم اليزيدي.

وأوضحت وزارة الدفاع الأمريكية أنه تم نقله جويًا من القاعدة في عملية سرية، والتي اكتملت بعد 11 شهرًا من إخطار وزارة الدفاع للكونجرس بأن اتفاقًا قد تم للتوصل إلى إعادة احتجازه في تونس، ولم تكشف تفاصيل عن الترتيبات الأمنية المتعلقة بعودته.

وكان نقل اليزيدي جزءًا من جهود إدارة الرئيس بايدن لتقليل عدد المعتقلين في جوانتانامو، حيث بلغ عددهم 40 معتقلًا عندما تولى بايدن منصبه، ومن المتوقع أن ينخفض العدد إلى 26 معتقلًا عند مغادرته منصبه، وتمت الموافقة على نقل 14 معتقلًا منهم إلى دول أخرى بعد التوصل إلى ترتيبات دبلوماسية وأمنية.

وفي المقابل، لا يزال 9 معتقلين آخرين في مرحلة ما قبل المحاكمة أو تمت إدانتهم بجرائم حرب، مما يعني أن طموحات الرئيس الأسبق باراك أوباما بإغلاق السجن لن تتحقق.

يُعد اليزيدي آخر معتقل من بين اثني عشر تونسيًا كانوا محتجزين في السجن، حيث تم القبض على معظمهم في أفغانستان أو باكستان بعد هجمات 11 سبتمبر، ونقلوا إلى جوانتانامو كمشتبه بهم في قضايا إرهاب.
وكان اليزيدي من أول المعتقلين الذين وصلوا إلى السجن في 11 يناير 2002، وهو اليوم الذي تم فيه افتتاح السجن.

ومع نقله، تبقى هناك فقط حالة واحدة من بين أول 20 معتقلًا في السجن، وهو علي حمزة البهلول، الذي يقضي حكمًا بالسجن مدى الحياة بتهمة التآمر لارتكاب جرائم حرب، حيث كان يشغل منصب المستشار الإعلامي لزعيم تنظيم القاعدة أسامة بن لادن.