إيلاف من بيروت: حادثة تحطم طائرة في كازاخستان يوم 25 كانون الأول (ديسمبر) الماضي، والتي شهدت نجاة عدد كبير من الركاب الذين كانوا يجلسون في الجزء الخلفي منها، ألقت الضوء على أهمية اختيار المقاعد بعناية أثناء السفر الجوي.
هذه الحادثة أثارت النقاش حول المقاعد الأكثر أمانًا على متن الطائرات في حالات الطوارئ، فمعظم الركاب يركزون على الراحة عند اختيار مقاعدهم، سواء للمساحة الإضافية للساقين أو لتقليل الوقت اللازم للنزول بعد الهبوط. حتى المسافرون الدائمون عادةً ما يتجهون نحو مقدمة الطائرة لهذا السبب.
ولكن، ماذا عن الأمان؟ تشير دراسات إحصائية إلى أن المقاعد الموجودة في الصفوف الخلفية، وخاصةً المقاعد الوسطى، تتمتع بأفضل فرص النجاة في حالات الطوارئ. هذا الاختيار، رغم كونه غير مرغوب من حيث الراحة، قد يُحدث فارقًا كبيرًا في المواقف الحرجة.
وتظهر الإحصائيات أن المقاعد الأقرب إلى ذيل الطائرة عادة ما تكون بعيدة عن نقاط الاصطدام الأكثر شيوعًا، مما يزيد من فرص النجاة. إضافة إلى ذلك، توزيع الضغط خلال الطيران يكون أقل على الأجزاء الخلفية مقارنة بالوسط أو المقدمة.
ألكسندر رومانوف، قائد طائرات سابق وخبير في سلامة الطيران، أكد أن المقاعد الخلفية في نهاية المقصورة هي الأفضل لزيادة فرص النجاة.
في حديثه مع صحيفة "فيتشرنايا موسكفا"، أوضح رومانوف أن "عند حدوث هبوط قوي للطائرة، تتحرك المقاعد الأمامية بقوة للأمام، مما يؤدي أحيانًا إلى تحطمها أو تعرض الركاب لإصابات خطيرة، بينما تبقى المقاعد الخلفية غالبًا سليمة".
وأشار الخبير إلى أن الطوارئ الجوية قد تكون غير متوقعة وتختلف من حالة إلى أخرى، لكن الإحصائيات والتجارب السابقة تؤكد أن الركاب في الصفوف الخلفية يملكون فرص نجاة أكبر، حتى في حالات سقوط من ارتفاعات شاهقة.
في الحادثة الأخيرة التي وقعت بالقرب من مدينة أكتاو، نجا 32 راكبًا من أصل 67 كانوا على متن الطائرة. التحقيقات الأولية أشارت إلى احتمال اصطدام الطائرة بسرب من الطيور أدى إلى تعطل المحرك، بينما رجحت تقارير أخرى أن السبب قد يكون عطلًا في أحد الأنظمة الرئيسية.
ورغم تضارب التقارير، فإن الحادثة أعادت فتح ملف سلامة الطيران وأهمية التخطيط الجيد لاختيار المقاعد.
ختاماً، رغم أننا نتجنب التفكير بالأسوأ عند حجز رحلاتنا، إلا أن الإحصاءات تذكرنا بأهمية التفكير في الأمان. اختيار المقعد المناسب قد يكون قرارًا بسيطًا يحقق فرقًا كبيرًا.
التعليقات