إيلاف من الرباط : أعلنت الحكومة المغربية عن تسجيل ارتفاع مقلق في حالات الإصابة بمرض الحصبة المعروف بـ"بوحمرون"، مما أثار استنفاراً واسعاً لمواجهة هذا التحدي الصحي.
وأعلن الناطق الرسمي باسم الحكومة، مصطفى بايتاس، خلال مؤتمر صحفي عُقد عقب اجتماع مجلس الحكومة الخميس، إطلاق حزمة إجراءات عاجلة للحد من انتشار المرض، وتجنب تحول الوضع إلى أزمة صحية كبرى.
وكشف بايتاس أن الحكومة اعتمدت نظاماً متقدماً لليقظة والتتبع على مستوى المركز الوطني للعمليات الطارئة للصحة العمومية، بالإضافة إلى تخصيص 12 مركزاً إقليمياً للطوارئ الصحية. كما أطلقت السلطات حملة وطنية استدراكية شاملة للتطعيم ضد الحصبة وأمراض أخرى، تستهدف الأطفال الأقل من 18 سنة.
وأشار إلى أن الحملة يتم تنفيذها بتنسيق بين وزارة الصحة ووزارة التربية الوطنية والتعليم الأولي والرياضة ووزارة الداخلية.
حملة تلقيح استدراكية وأولوية للأطفال
تهدف الحملة الوطنية الحالية إلى التحقق من تلقيح التلاميذ في المؤسسات التعليمية، وضمان وصول اللقاحات للفئات الأكثر عرضة للخطر.
وشدد الناطق الرسمي على أن الحكومة تتكفل بكافة حالات الإصابة التي تُسجل في صفوف المخالطين للمرضى، بهدف حماية الصحة العامة والحد من انتشار المرض.
التصدي للشائعات حول التلقيح
وفي إشارة إلى أسباب تزايد الإصابات، أوضح بايتاس أن تراجع الإقبال على حملات التلقيح في السنوات الأخيرة يعود إلى انتشار معلومات مغلوطة أثارت تخوف المواطنين من فعالية اللقاحات وسلامتها.
وذكر أن "أفضل وسيلة لمحاربة هذا المرض هي التلقيح المبكر للأطفال"، داعياً الآباء والأمهات إلى التعاون مع الجهات الصحية لضمان حصول أطفالهم على التطعيم اللازم.
وتدعو الحكومة المواطنين ومكونات المجتمع المدني للمشاركة الفعالة في الحملة الوطنية الجارية.
وشدد الناطق الرسمي باسم الحكومة على ضرورة تكاثف الجهود بين المؤسسات الحكومية والأسر والجمعيات لضمان نجاح الحملة وتحقيق الهدف المتمثل في وقف انتشار الحصبة نهائياً. كما أكدت الحكومة التزامها بالتحرك السريع لمواجهة هذا التحدي الصحي، من خلال تنسيق واسع بين الوزارات والجهات المختصة، وعمل السلطات على احتواء المرض والتوعية بخطورة تراجع التلقيح، الذي يمثل الحصن الأول ضد تفشي الأوبئة.
وتعد "الحصبة" من الأمراض الفيروسية شديدة العدوى التي قد تؤدي إلى مضاعفات خطيرة إذا لم يتم التصدي لها باللقاحات.
ومع تسارع وتيرة الإصابات، باتت عودة "بوحمرون" إلى الواجهة تحدياً يختبر جاهزية النظام الصحي المغربي وقدرته على الاستجابة السريعة للأزمات الصحية.
التعليقات