إيلاف من القاهرة: قالت مصادر دبلوماسية مصرية إن الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي سيؤجل زيارته المقررة إلى واشنطن وسط توترات متزايدة بين مصر والولايات المتحدة.

ومن المرجح أن يتم تأجيل الزيارة، التي كانت مقررة في 18 شباط (فبراير)، إلى أجل غير مسمى بسبب معارضة القاهرة لخطة أميركية روج لها الرئيس الأميركي دونالد ترامب لنقل الفلسطينيين من غزة إلى مصر والأردن.

لم تعلق مصر رسميًا على تأجيل الزيارة، لكن كبار المسؤولين المصريين وصفوا العلاقات مع واشنطن بأنها الأكثر توتراً منذ ثلاثة عقود، في أعقاب ما قالوا إنه ردود فعل سلبية للغاية من إدارة ترامب على مخاوف مصر بشأن الاقتراح.

على الجانب الآخر، تردد أن ترامب ليس مستعداً للقاء الرئيس المصري، في ظل إصراره على رفض فكرة تهجير سكان غزة، ولم تستبعد المصادر انفراج الأزمة خلال الأيام المقبلة، وأن يقوم الرئيس المصري بزيارة الولايات المتحدة، والتحدث مع دونالد ترامب وفقاً لتفاهمات واضحة ترتكز على البحث عن حلول بديلة.

الرئيس المصري من ناحيته جدد طرحه اليوم (الثلاثاء) فيما يتعلق بضرورة البدء في إعادة إعمار غزة دون تهجير السكان، وشدد السيسي خلال اتصال هاتفي مع رئيسة الوزراء الدنماركية ميته فريدريكسن على "ضرورة بدء عمليات إعادة إعمار قطاع غزة، بهدف جعله قابلا للحياة، وذلك دون تهجير سكانه الفلسطينيين، وبما يضمن الحفاظ على حقوقهم ومقدراتهم في العيش على أرضهم" وفق بيان صادر عن مكتبه.

وقال الرئيس المصري أيضا إن إقامة دولة فلسطينية هي "الضمانة الوحيدة لتحقيق السلام الدائم" في المنطقة.

الجنرال السيسي
كان أحد العوامل وراء قرار تأجيل الزيارة هو الإشارة المتكررة للرئيس دونالد ترامب إلى السيسي باعتباره "الجنرال"، وهو المصطلح الذي استخدم مرة أخرى خلال مؤتمر صحفي عقده مؤخرًا في البيت الأبيض مع رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتانياهو. وقال المصدر إن المسؤولين المصريين اعتبروا هذا الأمر استخفافًا، وفقاً لمصادر "العربي الجديد"، والتي أكدت أن الزيارة أقرب إلى التأجيل.

كما تعتقد القاهرة أن انتقادات نتانياهو الأخيرة لكل من مصر والمملكة العربية السعودية حصلت على موافقة ضمنية من الولايات المتحدة.

واتهم نتانياهو مصر مؤخرا بتحويل غزة إلى "سجن كبير في الهواء الطلق" واقترح أن تقوم المملكة العربية السعودية بإنشاء دولة فلسطينية على أراضيها.

عودة الجماعات المتطرفة
وفي الوقت نفسه، قال مصدر دبلوماسي مصري في واشنطن إن وزير الخارجية بدر عبد العاطي حذر المسؤولين الأميركيين وأعضاء الكونغرس من أن تنفيذ خطة ترامب لإعادة التوطين قد يؤدي إلى عودة ظهور الجماعات الإسلامية المتطرفة في المنطقة.

وقال إن مثل هذه الجماعات، التي أضعفتها جهود مصر ودول أخرى في الشرق الأوسط، يمكن أن تكتسب القوة من القضية الفلسطينية، مما يؤدي إلى مزيد من عدم الاستقرار وزيادة التهديد للمصالح الأميركية.

تهديدات ترامب
وفي تطور آخر، هدد ترامب بقطع المساعدات الأميركية لمصر والأردن إذا رفضا قبول الفلسطينيين النازحين من غزة. وفي حديثه في البيت الأبيض، حذر ترامب أيضا من أنه سوف يلغي وقف إطلاق النار في غزة ما لم تطلق حماس سراح جميع الرهائن الإسرائيليين بحلول يوم السبت.

وقال "إذا لم يتم إطلاق سراح الرهائن، فإن أبواب الجحيم سوف تفتح".

وقال دبلوماسي مصري كبير إن أي تحرك لحجب المساعدات الأمريكية من شأنه أن يهدد بشكل مباشر معاهدة السلام لعام 1979 بين مصر وإسرائيل.

وقال الدبلوماسي "إن المساعدات الاميركية لمصر هي جزء رسمي من الاتفاقية"، "إذا تم سحبها، فسوف يتعين إعادة النظر في المعاهدة نفسها".

وقال الرئيس الأمريكي دونالد ترامب يوم الأحد إنه ملتزم بشراء غزة وامتلاكها، لكنه قد يسمح بإعادة بناء أجزاء من الأرض من قبل دول أخرى في الشرق الأوسط.

وقال "أنا ملتزم بشراء غزة وامتلاكها. وفيما يتعلق بإعادة إعمارها، فقد نعطيها لدول أخرى في الشرق الأوسط لبناء أجزاء منها، وقد يفعل ذلك أشخاص آخرون، من خلال رعايتنا. لكننا ملتزمون بامتلاكها، والاستيلاء عليها".