أوقفت قوات الأمن السورية الخميس إبراهيم حويجة، رئيس المخابرات الجوية في عهد الرئيس الأسبق حافظ الأسد، وفق ما نقلت وكالة الأنباء الرسمية السورية عن مصدر في إدارة الأمن العام.
وقال المصدر، "بعد الرصد الدقيق والتحري، تمكنت قواتنا في مدينة جبلة من اعتقال اللواء المجرم إبراهيم حويجة رئيس المخابرات الجوية السابق في سوريا".
ويأتي ذلك، في إطار حملة أمنية تشنّها قوات الأمن في محافظة اللاذقية في غرب البلاد، حيث تخوض اشتباكات ضد مسلّحين موالين لحكم الرئيس المعزول بشار الأسد.
- ما الذي يحدث في سوريا ومناطق الساحل السوري؟
- السلطات السورية تعيد فرض حظر التجوال في طرطوس واللاذقية في ظل استمرار العمليات الأمنية في المدينتين
من هو إبراهيم حويجة؟
وحويجة تولّى رئاسة المخابرات الجوية السورية لأكثر من عقد خلفاً للواء محمد الخولي، وتحديداً بين عام 1987 وعام 2002.
وكان اسم حويجة قد تردد سابقاً في تقارير وأعمال وثائقية تناولت اغتيال كمال جنبلاط، فيما يتّهمه المصدر ذاته "بمئات الاغتيالات" في عهد الرئيس الأسبق حافظ الأسد، منها "الإشراف على اغتيال كمال جنبلاط" الزعيم الدرزي اللبناني في 16 مارس/ آذار 1977، وفقا لوكالة سانا.
وحويجة نادر الظهور في العلن ولا تتوفر عنه معلومات كثيرة.

ردود الفعل حول اعتقال حويجة
وعبر منصة إكس، أعاد النائب اللبناني السابق وليد جنبلاط الذي ورث الزعامة عن والده بعد اغتياله، نشر الخبر مرفقاً بتعليق "الله أكبر".
وكان وليد جنبلاط، قد ذكر اسم كل من إبراهيم حويجة ومحمد الخولي، خلال بثّ مباشر لشهادته في إحدى جلسات المحكمة الدولية الخاصة باغتيال رئيس الحكومة اللبناني السابق رفيق الحريري.
وأشار إلى مسؤوليتهما في الإشراف على عملية الاغتيال. لكنه كرّر في أكثر من لقاء إعلامي أنّ أمر الاغتيال صدر من رأس النظام قاصداً حافظ الأسد.
وزار وليد جنبلاط بعد سنوات قليلة على اغتيال والده حافظ الأسد، وتحالف مع النظام السوي خلال الحرب الأهلية وفي مرحلة التسعينيات. لكنه عاد إلى اتهام النظام بمقتل والده بعد خلافه مع الرئيس السابق بشار الأسد وإدارته.
الله أكبر https://t.co/nUz9cRlT5A
— Walid Joumblatt (@walidjoumblatt) March 6, 2025
وأعادت سوزان إسماعيل نشر خبر توقيف حويجة، معلقةً "أخيرا العدالة تتحقق بعد 48 سنة على اغتيال المعلم الشهيد".
واخيرا العدالة تتحقق بعد 48 سنة على اغتيال المعلم الشهيد #كمال_جنبلاط#العدالة pic.twitter.com/Vd0hHqF0BZ
— Suzan ismail (@suzanIZahr) March 6, 2025
وعلّق هادي عبر منصة "إكس"، "في ذكرى ميلاده سقط نظام الطغاة وفي ذكرى إستشهاده سقط القاتل المباشر"، قاصداً بحديثه كمال جنبلاط.
في ذكرى ميلاده سقط نظام الطغاة وفي ذكرى إستشهاده سقط القاتل المباشر ، إنه سر العظماء !#صبرنا_وصمدنا_وانتصرنا #كمال_جنبلاط pic.twitter.com/Rm8ZeMmPxu
— Hadi Aboul Hosn (@HadiAboulHosn) March 7, 2025
ويقول مستخدم منصة إكس، عبدو أحمد، "حتى هذه اللحظة، توجه أكثر من 21 ألف عسكري تابع لوزارة الدفاع وقوات الأمن العام إلى الساحل.. وتشهد المنطقة اشتباكات عنيفة أسفرت عن سقوط عشرات القتلى والجرحى بالإضافة إلى وقوع أسرى، وعلى رأسهم إبراهيم حويجة، رئيس المخابرات الجوية في النظام البائد".
#سوريا
— Abdo Ahmad AlDibo (@al3rab963sy) March 6, 2025
حتى هذه اللحظة، توجه أكثر من 21 ألف عسكري تابع لوزارة الدفاع وقوات الأمن العام إلى الساحل، ووصل منهم 15 ألف مقاتل. وتشهد المنطقة اشتباكات عنيفة أسفرت عن سقوط عشرات القتلى والجرحى في صفوف فلول النظام، بالإضافة إلى وقوع أسرى، وعلى رأسهم إبراهيم حويجة، رئيس المخابرات… pic.twitter.com/GQnswlMQ1z
وقال فادي غصن، "الدنيا ستدور. والمشاهد ستعاد والأدوار ستتبدل. وكل ساق سيسقى بما سقى"، مطالباً الحكومة السورية الجديدة بتسليم إبراهيم حويجة.
الدنيا ستدور
— Fadi Ghosn...🍁 (@Ghosn_Fadi1) March 6, 2025
والمشاهد ستعاد والأدوار ستتبدل
وكل ساق سيسقى بما سقى...
نطالب الحكومة السورية الجديدة تسليم القاتل الغدار الجبان ابراهيم حويجة الذي غدر المعلم #كمال_جنبلاط ليتم إعدامه تعزيرا للجرائم التي ارتكتبها هذا المجرم الغدار والحقير... pic.twitter.com/Qt5t6CqJbz

اغتيال كمال جنبلاط
ويصادف توقيف حويجة، قبل نحو أسبوع من حلول ذكرى اغتيال كمال جنبلاط، والتي تقام للمرة الأولى هذا العام بعد سقوط النظام السوري.
وفي 16 مارس/آذار 1977، وُجد زعيم طائفة الموحدين الدروز في لبنان رئيس الحزب الاشتراكي اللبناني كمال جنبلاط مقتولاً في سيارته، على طريق دير دوريت في منطقة الشوف في جبل لبنان.
وعلى مسافة قريبة من السيارة التي تُركت فيها جثة كمال جنبلاط على المقعد الأمامي، كان مرافقاه حافظ الغصيني وفوزي شديد، ملقيان أرضاً. قُتل الثلاثة رمياً بالرصاص.
ومن بين السيارات الأولى التي توقفت بجانب سيارة كمال جنبلاط ذلك اليوم، كانت سيارة العميد عصام أبو زكي، المحقق في الشرطة العسكرية، والذي بادر بطلب من وليد جنبلاط، بمباشرة التحقيقات.
السيناريو الذي توصّل إليه تحقيق أبو زكي آنذاك، وتحقيقات إعلامية نشرت على مدى سنوات بعد الاغتيال، أشارت إلى سيارة تابعت سيارة كمال جنبلاط، كان فيها ثلاثة عناصر من الجيش السوري، قامت بتنفيذ الاغتيال.
وذكر اسم الرائد إبراهيم حويجة آنذاك، الذين كان من بين الضباط السوريين المتواجدين في لبنان، مع دخول القوات السورية وقوات الردع العربية عام 1976، تحت عنوان إيقاف الحرب الأهلية وحفظ الأمن.
وكان كمال جنبلاط آنذاك حليفا لمنظمة التحرير الفلسطينية بزعامة ياسر عرفات ضدّ دمشق، وفق فرانس برس.
وشكّل اغتيال كمال جنبلاط -أولى الاغتيالات السياسية الكبيرة خلال الحرب الأهلية- صدمة في الشارع اللبناني ولدى أنصاره.
وكان كمال جنبلاط قد أمضى أكثر من نصف قرن في المشهد السياسي اللبناني عند اغتياله. فإلى جانب تأسيس الحزب الاشتراكي التقدمي وتزّعم طائفة الموحدين الدروز والحركة الوطنية اللبنانية، كانت له علاقات وثيقة برؤساء عرب مثل جمال عبد الناصر وبشخصيات رفيعة في الاتحاد السوفياتي.
ولم يكتمل أي تحقيق قضائي قديم في حادثة اغتياله، خاصة وأن الحرب الأهلية استمرت بعد ذلك أكثر من عشر سنوات.
- وزير الخارجية السوري يتعهد بتدمير مخزون الأسلحة الكيميائية، واعتصام في السويداء ضد الإدارة الجديدة
- كيف استقبل السوريون شهر رمضان الأول دون حكم الأسد؟
- سوريا الجديدة: ما أبرز تحديات المرحلة الانتقالية بعد تعيين الشرع رئيسا للبلاد؟





















التعليقات