إيلاف من لندن: دانت محكمة بريطانية ثلاثة أشخاص مدانون بالتجسس لصالح جهاز الاستخبارات الروسي المعروف باسم GRU، وأدار الثلاثة عملية التجسس من دار ضيافة في مدينة غريت يارموث.

والمدانون من جانل محكمة (أولد بيلي) اللندنية، هم أدينت كاترين إيفانوفا، 33 عامًا، وهي مساعدة مختبر من هارو، شمال لندن، وفانيا جابيروفا، 30 عامًا، وهي خبيرة تجميل من أكتون، غرب لندن، وتيهومير إيفانشيف، 39 عامًا، وهو رسام ومصمم ديكور من إنفيلد، شمال لندن.

وتم احتجاز المتهمين في الحبس الاحتياطي حتى صدور الحكم في الفترة ما بين 7 و12 مايو.

مجموعة المينيون

وأطلق على المجموعة اسم "المينيون"، وهم رفاق فيلم Despicable Me الأصفر. بدلاً من شخصية العقل المدبر الشرير الكرتوني جرو، كما اعتمد الثنائي أسماء نجوم أفلام فنون القتال - كان روسيف هو "جاكي شان" وكان دزامبازوف هو "جان كلود فان دام" أو "ماكس ماكس".

وكانت المرأتان متورطتين في علاقات مع بيزر دزامبازوف، 43 عامًا، وهو ساعي طبي يدير العمليات الأرضية لحلقة التجسس.

وكانت حلقة التجسس يديرها أورلين روسيف، 46 عامًا، وهو عامل سابق في سيتي أسس عملية تجسس مستقلة من دار ضيافة مكونة من 33 غرفة في غريت يارموث.

جهة الاتصال

وكان روسيف جهة اتصال حلقة التجسس في موسكو رجلًا نمساويًا يُدعى يان مارساليك، 44 عامًا، الرئيس التنفيذي السابق لشركة مالية وتكنولوجية كبرى تسمى وايركارد والتي انهارت في عام 2020 وسط مزاعم عن احتيال بقيمة 1.6 مليار جنيه إسترليني.

وقالت تقارير إن جميع المدانين مواطنون بلغاريون يتمتعون بوضع مستقر في الاتحاد الأوروبي بعد أن عاشوا في المملكة المتحدة لسنوات عديدة.

وكان تم الكشف عن شبكة التجسس - التي عملت عالميًا بين أغسطس 2020 وفبراير 2023 - في أكثر من 80 ألف رسالة تم استردادها من روسيف ودزامبازوف على تطبيق المراسلة المشفر تيليجرام، بعد اعتقالهما في فبراير 2023.

وعلم أن الخلية استخدمت "منهجية متطورة" تضمنت تكنولوجيا متقدمة وهويات مزيفة من أجل الحصول على المعلومات والصور، قبل تجميع تقارير مفصلة عن أهدافها لإرسالها إلى موسكو.

مهام الحلقة

وكانت إحدى مهام حلقة التجسس جمع المعلومات عن المنشقين والأفراد البارزين الذين يثيرون اهتمام الروس.

وكان من بين أهدافهم كريستو جروزيف، الصحفي الذي عمل لصالح موقع التحقيقات البريطاني بيلينغ كات وكان مسؤولاً عن تحديد هوية عملاء المخابرات العسكرية الروسية المتهمين بتسميم العميل المزدوج لجهاز الاستخبارات الخارجية الروسي سيرجي سكريبال بغاز الأعصاب نوفيتشوك في سالزبوري في مارس 2018.

وقال مارساليك إن فلاديمير بوتن "يكره بشدة" جروزيف وفكر في قتله بمطرقة ثقيلة.

عمليات مراقبة

وأجرت حلقة التجسس عمليات مراقبة في نايتسبريدج وكينسينغتون في لندن وفكرت حتى في استخدام طائرة بدون طيار لرش دماء الخنازير على سفارة كازاخستان كجزء من احتجاج مزيف.

وكانت إحدى العمليات التي تم تنفيذها تتضمن وضع ملصقات حول فيينا وبرلين لتشويه سمعة أوكرانيا، بما في ذلك رسائل اليمين المتطرف على متحف يهودي.

قالت أليسون مورغان، ممثلة الادعاء: "من خلال جمع المعلومات وتمريرها إلى الدولة الروسية، كان المتهمون، بلا شك، يعرضون حياة العديد من الأشخاص للخطر".

وقال ماثيو كولينز، نائب مستشار الأمن القومي البريطاني، للمحاكمة إن الروس كانوا يسعون إلى "الاستعانة بمصادر خارجية" لعملياتهم السرية من أجل استعادة موطئ قدم في بريطانيا بعد طرد الجواسيس في أعقاب تسميم سيرجي سكريبال.

وفي إحدى الرسائل، قال مارساليك لروسيف: "ستكون العملية الناجحة على الأراضي البريطانية مذهلة بعد الفوضى التي حدثت بشأن سكريبال".

مستودع إنديانا جونز

ودفع شريك روسيف 220 ألف جنيه إسترليني مقابل دار ضيافة هايدي في برينس رود، بالقرب من الواجهة البحرية في غريت يارموث.

وقال إنه "أصبح كيو"، الشخصية من أفلام جيمس بوند، وأطلق على دار الضيافة اسم "مستودع إنديانا جونز".

عندما داهمت الشرطة الفندق كجزء من عملية أطلق عليها اسم "سكيرب"، وجدته مليئا بالمعدات التقنية بما في ذلك 495 بطاقة SIM، و221 هاتفا محمولا، و258 قرصا صلبا، و55 جهاز تسجيل مرئي، و33 جهازا صوتيا، و16 جهاز راديو، و11 طائرة بدون طيار.

وكانت الشرطة أمضت ثمانية أيام في تمشيط المبنى، الذي كان مليئا حتى السقف بمعدات المراقبة الإلكترونية، بما في ذلك جهاز التقاط رقم الهاتف الدولي (IMSI) بقيمة 120 ألف جنيه إسترليني.

وكان الكثير منها عبارة عن "تكنولوجيا يمكن ارتداؤها" لتسجيل الفيديو والصوت مثل الساعات اليدوية والأقلام والربطات والنظارات الشمسية والولاعات ومفتاح السيارة والمجوهرات.

كما كان هناك 91 بطاقة مصرفية باسم 17 فردا و75 جواز سفر ووثيقة هوية باسم 55 فردا.

وقال القائد دومينيك مورفي، رئيس وحدة العمليات الخاصة 15 في شرطة سكوتلاند يارد، والتي تتعامل مع التهديدات التي تواجهها الدولة، إن الأمر كان واحدا من أكبر التحقيقات في التجسس في السنوات العشرين الماضية.

وقال "كان هذا تجسسًا على نطاق صناعي تقريبًا لصالح أجهزة الاستخبارات الروسية والكثير من أنشطتها تتعلق بقلب الحريات والأمن القومي الذي نحتاج إلى محاولة حمايته هنا في المملكة المتحدة".

أعدت هذه المادة من موقع قناة(سكاي نيوز) البريطانية على الرابط:https://news.sky.com/story/three-people-guilty-of-spying-for-russia-from-seaside-guesthouse-13316246