جنود جمهورية بينيتو موسيليني، تلك الجمهورية التي كانت دمية بيد المانيا النازية، quot;يجب ان يحظوا بالتقدير والاعتبار عينه الذي يتمتع به افراد المقاومة الايطالية وجنود الجيش الايطاليquot;، على ما جاء في مشروع قرار رفعته الحكومة الايطالية أخيراً أمام البرلمان لكي تجري مناقشته والتصويت عليه.
القرار يشير الى نحو مئتي الف جندي من جنود جمهورية ايطاليا الفاشية، ويعتبرهم جزءاً لا يتجزأ من القوات المسلحة الايطالية، بحيث لا يجوز تصنيفهم في خانة اخرى. غير ان القرار لا يلحظ أي تغيير في أوضاع من بقي من هؤلاء الجنود القدامى حياً (وهم بضعة الاف)، من حيث الرواتب والتعويضات التي يتقاضونها من الحكومة.
مشروع القرار المذكور الذي تقدمت به حكومة سيلفيو بيرلوسكوني اليوم مثير للجدل في ايطاليا. quot;وهو يفتح جراحاً قديمةquot;، بحسب ما كتب جون هوبر، مراسل الغارديان ويكلي في روما (20 ـ 26/2006)، وسيعيد استمزاج آرائهم حول ذلك التاريخ.
وكانت إيطاليا بعد استسلام معظم أراضيها للحلفاء في الحرب العالمية الثانية عام 1943 قد خضعت في جزئها الشمالي لسيطرة النازيين، الذين قاموا بدعم بينيتو موسوليني كديكتاتور على ما اطلق عليه حينها quot;جمهورية ايطاليا الاشتراكيةquot;.
من عاصمته بمدينة quot;سالوquot;، عند ضفاف بحيرة غاردا، استمر حكم الديكتاتور موسوليني من شهر تشرين الثاني عام 1943 حتى نيسان 1945. في تلك الاثناء أخذت تنشأ في ايطاليا الشمالية حركات وجمعيات مناوئة للفاشية والنازية، حيث تعرضت هذه الجمعيات لأعمال قمع وحشية، كانت تنفذ على ايدي جنود الديكتاتور، هؤلاء الذين يعيد قرار الحكومة الايطالية الأخير الاعتبار لمن بقي منهم على قيد الحياة.
النائب في البرلمان عن حزب الخضر، باولو سينتو، اعتبر القرار بمثابة quot;خطوة مشينة، لما فيه من محاولة لاعادة كتابة التاريخquot;. غير ان مؤيدي القرار لم يتهاونوا في اعتباره مساهمة في المصالحة الوطنية.
بأغلبية لبيرلسكوني وحلفائه في البرلمان الايطالي من المتوقع مرور القانون المذكور وسريانه بشكل شرعي وذلك قبل الانتخابات الايطالية العامة في التاسع من نيسان المقبل. ويشار هنا إلى ان اكثر المتحمسين للقرار المذكور هو التحالف القومي، الحزب الثاني في الحكومة من حيث العدد، والذي يعد معظم اعضائه من الفاشيين ـ الجدد السابقين.
أحزاب ايطالية عديدة، في المقابل، عبرت عن غضبها تجاه القرار وحاولت تقديم طعون به بغية حجب الثقة عنه. اليسار اعترض على التغطية التاريخية التي يؤمنها القرار لهؤلاء الذين وصفهم المؤرخ البريطاني دينيس ماك سميث بـ quot;العناصر المتعصبة، التي تطوعت في سبيل الفاشية بشكل شبه إرادي، وكانت لها سجونها وغرف تعذيبها الخاصةquot;.
عن المستقبل














التعليقات