أنيس منصور

أول مرة اسمع فيها عن العلاج بالمغناطيس من طيار مصري اسمه الكابتن الشقنقيري، أثناء رحلة إلى اليابان. قال لي إن عظامه تكسرت في حادثة سيارة. وذهب إلى باريس وتلقى علاجا من الدكتور بارون في مستشفى سانت اثين، وفي ذلك الوقت ظهر طبيب مصري اسمه طانيوس. وهو أيضا يعالج بالمغناطيس، وذلك بأن يضع شرائح ممغنطة على أماكن الألم في اليدين والكتفين والظهر. وكانت الشرائح فجة وشكلها قبيح. ولكن اليابانيين طوروها وجعلوها في حجم أقراص الأسبرين من النحاس ومن الذهب ويضعونها على مواطن الألم.

وذهبت إلى د. بارون مع د. طانيوس. وذهب كثيرون للعلاج.. وذهبت للفرجة والمعرفة. وذهبت مع طبيبة فرنسية ألقت محاضرات للأطباء في جامعة قناة السويس، وقبل ذلك بثلاثين عاما انشغلت بعدد من الباحثين الذين يستخدمون laquo;البندولraquo; في العلاج أيضا، ذلك بأن يأتي الطبيب بالبندول ويركزه على موطن الألم فيتحرك البندول. ويقال في تفسير ذلك إن البندول يهتز بشكل غير منتظم، إذا كانت الطاقة المغناطيسية في الجسم ناقصة، ويتولى البندول إعادة ترتيب أو تنسيق أو تنظيم هذه الطاقة.

ومنذ ذلك الوقت وأنا ـ وملايين غيري ـ يضعون حول أيديهم أساور من النحاس الممغنط.. وهي صناعة تدر على أصحابها أكثر من 300 مليون دولار سنويا!

ولم يخالجني الشك في أن هذه الأسورة، التي تباع في كل الصيدليات في العالم، قادرة على تخفيف آلام المفاصل والصداع.

وفي الأسبوع الماضي نشر اثنان من العلماء الإنجليز في laquo;الصحيفة الطبية البريطانيةraquo; أنهما اجريا تجارب عديدة على أكثر من عشرة آلاف من الذين يضعون الأساور النحاسية المذهبة والممغنطة حول أيديهم، فلم يجدوا لها أي اثر. سواء كانوا صغارا أو كبارا أوروبيين أو من القارات الأخرى. إذن كيف؟ يقول العلماء الإنجليز ليس هناك إلا شيء واحد وهو العامل النفسي.. وإنما هذه الأساور النحاسية مثل (البلاسيبو) أي الأقراص أو الحبوب البديلة عن الدواء الحقيقي.. يتعاطاها المريض ويشعر أنه قد استراح أو أنه قد شفي تماما، مع إنها ليست إلا تقليدا للحبوب الحقيقية.. وكذلك هذه الأساور..

وخلعت الأسورة من يدي، بعد أن التفت حولها عشرين عاما!