معلومات عن استقطاب ... وlaquo;تدفقraquo; محدود ..


الرياض - عادل الثقيل


في ظل تواتر الأنباء عن تفاقم العنف في أفغانستان بين مقاتلي حركة laquo;طالبانraquo; وعناصر تنظيم laquo;القاعدةraquo; الذي يتزعمه أسامة بن لادن، والقوات المتعددة الجنسيات التي تقودها الولايات المتحدة، تسربت معلومات عن توجّه شبان سعوديين إلى أفغانستان للانضمام إلى laquo;الجهادraquo;، وذلك في مقابل انخفاض ملموس في عدد السعوديين الذين يقصدون العراق لقتال القوات الأميركية، إثر تشديد الرقابة على الحدود، وتشدد دولة عربية مجاورة للعراق في التعامل مع المتسللين، ممن تسميهم القوات الأميركية laquo;المقاتلين الأجانبraquo;.

وعلمت laquo;الحياةraquo; ان شباناً سعوديين قصدوا أفغانستان خلال الشهور الماضية، وانضموا إلى الجماعات laquo;الجهاديةraquo; هناك، في مقدمها تنظيم laquo;القاعدةraquo;.

وكشف قريب أحد هؤلاء الشبان لـ laquo;الحياةraquo;، أن هناك معلومات تفيد بانضمام قريبه الذي غادر السعودية قبل أكثر من شهرين، إلى مجموعة يقودها السعودي laquo;أبو ناصر القحطانيraquo;، وهو أحد أعضاء تنظيم laquo;القاعدةraquo; الأربعة الذين فروا من سجن قاعدة بغرام الأميركية في أفغانستان.

واستبعد المصدر نفسه أن يكون قريبه (البالغ من العمر 25 سنة وكان يقيم في الرياض) توجه إلى أفغانستان من دون عدد من رفاقه، مرجحاً أن يكون هناك من laquo;حرضهم ووفر لهم الدعمraquo;.

وذكر الإعلامي المتخصص في شؤون laquo;القاعدةraquo; فارس بن حزام، أن هناك توجهاً واضحاً لدى الشباب السعوديين منذ حوالى عام، للذهاب إلى أفغانستان، نظراً إلى ان الوصول إلى العراق لـ laquo;الجهادraquo; لم يعد متاحاً كما في السابق، مشيراً إلى الضغوط التي مارستها الحكومة الأميركية على إحدى الدول التي كانت تتغاضى عن تسلل المقاتلين إلى العراق عبر أراضيها.

وأضاف بن حزام: laquo;ان الوصول إلى أفغانستان سهل قياساً بالعراق، خصوصاً عبر حدودها مع باكستان حيث تنتشر فيها القبائلraquo;، مشيراً إلى عمليات استقطاب الشباب السعوديين إلى أفغانستان، التي يقودها مواطناهما المقيمان هناك: laquo;أبو ناصر القحطانيraquo; و laquo;صالح الغامديraquo; (أحد المطلوبين في قائمة الـ36 التي أعلنتها وزارة الداخلية، وهو في الأربعينات من عمره، ويتمتع بجماهيرية واحترام كبيرين في أوساط التنظيمات الجهادية).

وأشار إلى أن هناك عاملاً داخل السعودية يسهم في نجاح هذا الاستقطاب، يتمثل في تحريض بعض رجال الدين الشبان على التوجه إلى laquo;الجهادraquo;، إلى جانب دعوة بعض أئمة المساجد في خطبهم إلى laquo;نصرة المجاهدينraquo;.

وأوضح ان القحطاني عمد منذ هروبه من قاعدة بغرام إلى بث أفلام، تصور العمليات التي ينفذها مع جماعته ضد القوات المتعددة الجنسية في أفغانستان، إلى جانب خطاباته عبر laquo;الإنترنتraquo;، التي وجّه في أحدها التحية إلى مقاتلي laquo;القاعدةraquo; في السعودية، ووعدهم بأنه سيأتي إليهم للعمل الى جانبهم.

ولم يستبعد الكاتب الصحافي مشاري الذايدي، وهو متابع لشؤون laquo;القاعدةraquo;، أن تكون هناك عودة للمقاتلين إلى أفغانستان، نظراً إلى ازدياد العمليات التي تستهدف القوات المتعددة الجنسية في هذا البلد أخيراً، ما يشير إلى أن حركة laquo;طالبانraquo; استعادت جزءاً كبيراً من قوتها، باعتراف الرئيس الأفغاني حميد كارزاي والقوة المتعددة الجنسية، وعزا ذلك إلى laquo;الغفلةraquo; التي حظي بها هذا البلد، نتيجة تركيز القوة العسكرية والاستخباراتية (الأميركية) خلال السنوات الماضية على العراق.


طهران وورقة الضغط على واشنطن

وعمّا يتردد عن أن طهران تسهّل وصول المقاتلين إلى أفغانستان، قال الذايدي: laquo;من المعلوم أن إيران تُسهّل وصول أعضاء القاعدة إلى كل من أفغانستان والعراق، وهذا ليس غريباً، باعتبار أنها كانت الملجأ لأعضاء laquo;التنظيمraquo; الذين فروا من أفغانستان بعد سقوط حكومة laquo;طالبانraquo;، ومن بينهم سعد بن لادن وأبو مصعب الزرقاويraquo;.

وعزا تصرف طهران على هذا النحو إلى اعتقادها بأنها تستطيع السيطرة على تنظيم laquo;القاعدةraquo;. واستخدامه ورقة لـ laquo;إزعاج أميركاraquo;.

وأكد أن هذا التحول إلى أفغانستان لن يأتي على حساب التوجّه الى العراق، نظراً إلى ان هؤلاء يعتبرون هذا البلد laquo;عراق هارون الرشيد وأحمد بن حنبلraquo;، الذي يجب laquo;تطهيرهraquo; من الاحتلال laquo;الصليبيraquo;.

ويعتقد الذايدي ان التدفق الأصولي إلى أفغانستان الآن، لن يكون مثلما كان الوضع قبل عام 1992، نظراً إلى تحالف الحكومة الباكستانية - التي تكاد تكون المعبر الوحيد إلى هذا البلد، مع الولايات المتحدة في الحرب على الإرهاب.

وأشار إلى الخدمات التي قدمتها الأولى في هذا المجال، مثل القبض على قادة في تنظيم laquo;القاعدةraquo;، ومساعدتها في كشف خلية لندن الإرهابية الصيف الماضي.