الجمعة: 2006.10.20


لندنـ إلياس نصرالله

البريطاني المعارض، جاهدة، لتطويق الآراء التي أطلقها زميلهم وزير التربية والتعليم في حكومة الظل المحافظة النائب بوريس جونسون، الذي دعا في مقال له في العدد الأخير من أسبوعية laquo;ذي سبيكتاتورraquo; إلى مساعدة النظام الإسلامي المتشدد في إيران على بناء المفاعل النووي، وإنتاج القنبلة الذرية، مقابل تعهد إيران بتبني الديموقراطية في حياتها السياسية، والكف عن تهديد إسرائيل.
وتشعر قيادة حزب المحافظين بزعامة ديفيد كاميرون بحرج شديد إزاء تصريحات جونسون الخارجة عن المألوف، في وقت يتجه فيه المجتمع الدولي للتصدي لكل من كوريا الشمالية، وإيران، ومنعهما من إنتاج أسلحة نووية، بفرض عقوبات اقتصادية ومقاطعة دولية لهما.
ويرى المحللون السياسيون بأن مثل هذا الموقف الذي كشف عنه جونسون ذو دلالات سياسية مهمة تمس صميم سياسة الدفاع البريطانية إلى جانب السياسة الخارجية وعلاقة بريطانيا مع دول منطقة الشرق الأوسط، خصوصا دول منطقة الخليج والتزام بريطانيا التاريخي في الدفاع عن أمنها واستقرارها.
ولوحظ أن التصدي للطرح الذي تقدم به جونسون جاء بالأساس من جانب اللوبي المؤيد لإسرائيل في حزب المحافظين المتمثل بالنائب المتنفذ ليام فوكس. وكأن المسألة تهم إسرائيل فقط ولا علاقة لها بالأمن والسلام العالمي.
يشار إلى أن جونسون المقرب جداً من زعيم المحافظين، والذي تتوقع أوساط عديدة له مستقبلاً زاهراً في صفوف الحزب هو من الأسماء التي تطرح دائماً ضمن رموز المستقبل في حزب المحافظين وحتى لزعامته. وهو رجل مثقف جداً ورأس تحرير laquo;ذي سبيكتاتورraquo; التي تعتبر المجلة النظرية لحزب المحافظين، وعمل صحافياً في جريدة laquo;الديلي تلغرافraquo; وله صولات وجولات في مجالات فكرية وثقافية عديدة على الساحة البريطانية، واشتهر بجرأته على طرح أفكاره ومهاجمة رموز في الحياة السياسية البريطانية تعتبر laquo;بقرات مقدسةraquo;.
لذلك فعندما يطلق جونسون فكرة مثل دعم البرنامج النووي الإيراني مهما كانت الشروط التي يحددها فمثل هذه الفكرة حتماً ستحظى بتأييد ليس قليلاً لأن للرجل جمهورا واسعا يتعدى حدود هنلي أون تايمز، الدائرة الانتخابية التي يمثلها في مجلس العموم.
وهاجم حزب العمال الحاكم اقتراح جونسون ووصفه النائب العمالي أندرو ماكنلي، عضو لجنة الخارجية البرلمانية بأنه laquo;خطير وغير مسؤولraquo;. وقال ماكنلي انه laquo;يجب على كاميرون إذا كان جاداً أن يفصل بوريس جونسون، كونه يُعتبر عضواً قيادياً في فريق كاميرون وهو وزير في حكومة الظلraquo;. وأضاف أن تعليقات جونسون laquo;سيُنظر إليها في طهران على أنها تشجيع على التصلب وإنتاج الأسلحة النوويةraquo;.
كما يلاحظ أنه ما عدا الانتقاد العلني الذي صدر عن ليام فوكس داخل حزب المحافظين فضلت قيادات الحزب الرد في شكل غير مباشر على تصريحات جونسون، التي اعتبرها عدد من النواب المحافظين لم يفصحوا عن هويتهم بأنها تخرج عن إطار صلاحيات جونسون كوزير تربية وتعليم في حكومة الظل المحافظة وتعدتها إلى صلب سياسة الحزب الخارجية، بل جاءت خرقاً للخط العام الذي رسمه الحزب لنفسه في مؤتمره الأخير من أجل التعامل مع موضوع حساس كالموضوع الإيراني.
ففي مقاله قال جونسون laquo;أن الإيرانيين سيملكون القنبلة الذرية يوماً ما. وغالباً ليست لدينا المقدرة لفعل أي شيء. وكل صياحنا وتهديدنا لن ينفعraquo;. ودعا الحكومة الأميركية إلى تولي مسألة بناء المفاعلات الإيرانية بنفسها بدلاً من مهاجمة إيران. وقال laquo;ربما باستطاعة الأميركيين تقديم المساعدة التكنولوجية لإيران، تماماً مثلما يقدمون المساعدة للمملكة المتحدة، مقابل شروط محددة مثل: كف القيادة الإيرانية عن التهديد بمهاجمة إسرائيل مثلاً، وأن يجري التقدم نحو بناء الديموقراطية وما شابه ذلكraquo;.
وعندها برأيه laquo;سيشعر الجمهور الإيراني بالامتنان، ويبادل المعاملة بالمثل، بدلاً من الشعور بأنه منبوذraquo;. واختتم جونسون قائلاً laquo;أنه لو كان عضواً في البرلمان الإيراني لأيد مشروع إنتاج قنبلة ذريةraquo;.