المالكي يتهم مسؤولين بحماية الميليشيات
طالباني إلى طهران نهاية الأسبوع ويتطلع إلى لقاء الأسد في دمشق ...



باريس , بغداد , دمشق - رندة تقي الدين , ابراهيم حميدي



علمت laquo;الحياةraquo; من مصدر موثوق أن وزير الخارجية السوري وليد المعلم ونظيره العراقي هوشيار زيباري سيعلنان اليوم استئناف العلاقات الديبلوماسية بين البلدين، فيما أكد مكتب الرئيس جلال طالباني أنه سيزور طهران نهاية الأسبوع الجاري تلبية لدعوة سابقة من الرئيس محمود أحمدي نجاد، نافياً أنباء عن عقد قمة عراقية - سورية - ايرانية في طهران. لكن مصدراً آخر قال ان طالباني يتطلع الى لقاء الرئيس السوري بشار الأسد في دمشق.

في غضون ذلك اعترف رئيس الوزراء العراقي نوري المالكي بأن الميليشيات تحظى بغطاء سياسي، متهماً أعضاء في الحكومة ونواباً بتشكيل هذا الغطاء وطالبهم بالتنحي عن مناصبهم.

وقالت مصادر رسمية سورية ان المعلم وزيباري سيوقعان صباح اليوم اتفاقاً لاستئناف العلاقات الديبلوماسية على مستوى السفراء، بعدما اتفق المعلم مع كبار المسؤولين العراقيين على laquo;ايجاد آليات للتعاون الأمني الكامل وحل مشكلة الأموال العراقية العالقة وتطوير العلاقات الاقتصاديةraquo;، في اشارة الى وجود laquo;رغبة مشتركة لفتح صفحة جديدة في العلاقاتraquo;.

وكان رئيس الوزراء العراقي نوري المالكي الذي توقع بعد لقائه المعلم laquo;تفهماً سورياً أكثرraquo; للوضع العراقي، لافتاً الى ان laquo;تسوية دمشق خلافاتها مع الولايات المتحدة يجب ان لا تكون على حساب العراقraquo;، فيما قال مستشاره السياسي فاضل الشرع ان الوزير السوري وعد بتسليم كل المطلوبين الموجودين داخل الاراضي السورية الى الحكومة العراقية ومنع اتخاذ الاراضي السورية قاعدة لانطلاق العمليات الارهابية.

وجدد المعلم ادانة بلاده laquo;كل ارهاب يستهدف الشعب العراقي ومؤسساتهraquo; وأعلن تأييده laquo;وضع آلية للتعاون الامنيين البلدينraquo;، وأكد ان دمشق laquo;ليست عراباً او وسيطاً للولايات المتحدةraquo;.

الى ذلك اعلن الرئيس السوري بشار الاسد في اجتماع للقيادة المركزية للجبهة الوطنية التقدمية أن سورية laquo;حريصة على استتباب الامن والاستقرارraquo; في المنطقة من خلال ايجاد الحلول العادلة والمتكاملة للازمات التي تشهدها.

ونقلت وكالة الانباء السورية عنه قوله ان laquo;المواقف السياسية الاخيرة للاطراف الدولية برهنت صحة المواقف السورية تجاه مختلف القضايا المطروحة وتحذيراتها من مغبة السياسات الخاطئة وآثارها المدمرةraquo;.

من جهة أخرى أعلن الناطق باسم الرئاسة العراقية كامران قره داغي ان طالباني سيزور طهران نهاية الاسبوع الجاري لاجراء محادثات مع نجاد. ونفى في اتصال مع laquo;الحياةraquo; أنباء عن عقد قمة ثلاثية في طهران بمشاركة الأسد. أوضح ان laquo;الرئيس طالباني سيتوجه الجمعة او السبت المقبل الى طهران لاجراء محادثات مع الرئيس محمود احمدي نجاد حول الاوضاع في العراق والمنطقةraquo;.

وكانت وكالة laquo;اسوشييتد برسraquo; نقلت عن القيادي في حزب laquo;الدعوةraquo; علي الأديب قوله إن ايران دعت الرئيسين العراقي والسوري للقاء للتوصل الى سبل للتعاون في لجم العنف الذي جر العراق الى حافة الحرب الاهلية، ويهدد بالانتشار في المنطقة. وأضافت الوكالة أن طالباني قبل الدعوة وسيسافر الى العاصمة الإيرانية السبت المقبل، في حين قال مصدر آخر لوكالة laquo;فرانس برسraquo; إن طالباني سيزور laquo;الجمعة أو السبت المقبلين طهران لاجراء محادثات مع الرئيس محمود احمدي نجاد حول الأوضاع في العراق والمنطقةraquo;، وذلك تلبية لدعوة تلقاها في تموز (يوليو) الماضي. لكن قريبين من الرئيس العراقي لفتوا الى أن دعوة الأخير الى طهران سلمها اليه الخميس الماضي السفير الايراني في بغداد حسن كاظمي القمي الذي قال إن الرئيس الأسد سيكون في العاصمة الايرانية أيضاً لاجراء محادثات مع نجاد.

ورأت laquo;أسوشييتد برسraquo; أن البادرة الديبلوماسية الايرانية تأتي في ما يبدو تحضيراً لتحرك متوقع من واشنطن سيشمل ايران وسورية في اطار جهود اقليمية أوسع لوقف العنف في العراق حيث قتل خلال الأيام العشرين الأوائل من تشرين الثاني (نوفمبر) الجاري عدد من المدنيين أكثر من أي شهر مضى منذ نيسان (أبريل) عام 2005. كما اعتبرت الوكالة التحرك الايراني استعراضاً لدورها في الشرق الأوسط حيث أسست نفوذاً عميقاً في سورية ولبنان.

في واشنطن أعلن الناطق باسم الخارجية الأميركية توم كيسي ان القرار يعود الى بغداد. لكن على ايران وسورية تغيير سلوكهما قبل هذا الاجتماع: laquo;اننا نرحب بهذا النوع من الحوار لكننا قلقون من حقيقة أن طهران تطلق تصريحات ايجابية عن رغبتها في لعب دور ايجابي في العراق، وفي الوقت ذاته تتخذ خطوات سلبية والشيء ذاته ينطبق على سورية.

في باريس قال مصدر ديبلوماسي لـ laquo;الحياةraquo; انه laquo;لا الولايات المتحدة ولا فرنسا أغلقتا الباب كلياً امام الحوار مع سورية طالما هناك سفارة للبلدين في دمشق، والمسألة ليست ان الولايات المتحدة أو فرنسا ترفضان الحوار مع سورية ولكنهما تريان أن ليس هناك فائدة من الحوار معها حالياً. وتابع المصدر ان البلدين لم laquo;يلاحظا أي اشارة سورية الى ان دمشق مستعدة لتغيير سلوكها لا في العراق ولا في لبنان ولا في فلسطينraquo;.

على صعيد آخر اتهم المالكي خلال لقائه قادة الفرق العسكرية في بغداد أمس، بعض اعضاء الحكومة والبرلمان بأن لهم علاقات مع الميليشيات والارهابيين، وطالبهم بالتنحي. ودعا السياسيين العراقيين الى ان laquo;يكونوا شركاء حقيقيين في السراء والضراء لا سياسيين في النهار ومع الميليشيات والمنظمات الارهابية والصداميين في الليلraquo;. وحمّل هؤلاء السياسيين laquo;مسؤولية الدماء التي بذلتها عناصر القوات المسلحة العراقيةraquo; لأن الازمة التي تشهدها البلاد laquo;سياسية وليست امنيةraquo;.

وأضاف laquo;لا موقف لدينا من مذهب او حزب، لكن كل هذه الانتماءات يجب ان تذوب امام الهوية العراقية الكبيرةraquo; مشيراً الى ان على العسكري والسياسي ان يتصرفا وفق هذه الحقيقةraquo;، ودعا كل السياسيين الى laquo;تحمل مسؤولياتهم كشركاء في العملية السياسية من دون انتقائية او ترك المسؤولية لمن هم اقدر على تحملهاraquo;.

وخاطب القادة العسكريين قائلاً: laquo;انكم تخوضون حربين في آن: الاولى ضد العصابات الارهابية المنظمة والقوى التي تريد تعويق العملية السياسية وبقايا الصداميين والقوى والارادات والمصالح التي تقف خلف هذه القوى، والثانية خوضكم غمار بناء القوات المسلحة العراقية على اسس قيم جديدة من الديموقراطية والتعددية والحرية واحترام المواطنة الصالحةraquo;.