الأحد:12. 02. 2006
اوراق يومية
أحمد كمال
ما جرى في دمشق وبيروت من قبل المحتجين على الرسوم الكاريكاتورية الدانماركية المسيئة الى النبي محمد صلى الله عليه وسلم من حرق للسفارات الدانماركية والبلجيكية وبقية السفارات الاوروبية المشتركة معها في العمارتين امر غير مقبول ويعود بالسلب على كل ما قام به العرب رغم ان المسلمين عموما ضد الاهانة الكبيرة لنبي الاسلام محمد عليه الصلاة والسلام.
كانت المقاطعة والمسيرات والمظاهرات التي عمّت جميع المدن والبلاد العربية والاسلامية وشملت بعض المدن الاوروبية التي تتواجد فيها جاليات مسلمة عربية وغير عربية، المقاطعة والمظاهرات المعبرة كانتا امرين ايجابيين اثارتا ردود فعل ايجابية من قبل المسيئين ومن انصار هؤلاء المسيئين وكانت علامة بارزة على رسوخ الاسلام وانتشاره والتمسك بتعاليمه وبنبيه اكرم النبيين وخاتم المرسلين، عرف الكثير من الغربيين معنى الاسلام وتماسك المسلمين واتحادهم ودفاعهم عن مقدساتهم واستعدادهم للتضحية، من اجل ذلك وكما ورد في بعض الاخبار ان عددا من الدانماركيين قد اتجهوا الى الاسلام واعتنقوا الدين الاسلامي بعد ان شهدوا ردات الفعل القوية واعتزاز المسلمين بدينهم ونبيهم والتمسك بمبادئ واخلاق هذا النبي والدفاع عن قداسته وعن عزة الاسلام.. وهذا كله يدخل في ايجابيات ما حدث..
ولكن الحرائق التي حدثت في دمشق وبيروت والاعتداء على الكنائس واقتحامها امر شاب سلامة بل وعظمة ما قام به المسلمون في كل انحاء المعمورة في بلاد الاسلام وفي بلاد العروبة وفي البلاد الاوروبية وما حدث امر عكسي لا يعطي إلا نتائج غير مبررة ويعطي ذريعة للمتربصين من اعداء الدين الاسلامي الذي أخذ في الانتشار في كل دول اوروبا وآسيا وبقية العالم.. لذا فإن واجب المسلمين ان يقدموا اعتذارا سريعاً وواضحاً للذين تضرروا من هذه الافعال التي ضررها واساءتها اكثر من نفعها.. والمؤلم ان هذا الاعتداء شمل إحدى الكنائس المسيحية في بيروت مما يثير الشكوك الكبيرة في نوايا الفاعلين ومَنْ دعمهم وشجعهم على القيام بما فعلوه وخيراً فعلت الادارة اللبنانية حين اعتقلت عددا لا بأس به من المتظاهرين القائمين بهذا العدوان الذي لا يرضى به الاسلام ولا يرضى به محمد عليه الصلاة والسلام الذي آخى بين المسلمين والنصارى بل واليهود.. فاذا كانت ثورتنا السلمية ثورة المقاطعة والاحتجاج على الاهانة من اجل محمد صلى الله عليه وسلم فكيف نرضى بمخالفة تعاليمه وخلقه الكريم؟؟
التعليقات