الأربعاء: 2006.05.17

علامة تعجب!
فؤاد الهاشم


.. اعتدت ـ في الحديث مع الزملاء عن الشؤون اللبنانية ـ ان اسمي العماد laquo;ميشيل عونraquo; زعيم التيار الحر باسم.. laquo;أحمد السعدون ـ اللبنانيraquo;، وفي الوقت نفسه، فان النائب laquo;أحمد السعدونraquo; هو laquo;ميشيل عون ـ الكويتيraquo; لأن كليهما يعتقد نفسه انه زعيم طارت منه.. الزعامة! اذا كانت هناك آلية تجعل السيارة تتحرك، وآلية تجعل الطائرة تطير، وآلية تجعل الباخرة تطفو، وآليات لكل شيء تجعل كل ما في هذا الكون من مخترعات يسير حسب الاصول، فان هذا الامر ينطبق على الدستور الكويتي الذي يتمتع بآلية مرنة تساعده حتى على تعديل ذاته بذاته بالاضافة الى بقية القنوات التي تنظم هذا العمل وتجعل العلاقة بين الحكومة والبرلمان شيئا حضاريا! على الأقل، هذا ما يجب ان يكون عليه الحال بعد أكثر من أربعين سنة من.. الديموقراطية!! laquo;ميشيل عون ـ الكويتيraquo; كان رئيسا لنادي كاظمة الرياضي في السبعينات، ولون فانيلة اللاعبين هو laquo;البرتقاليraquo;، والهوجة التي قادها يوم أمس وأمس الأول داخل المجلس، وعلى طريقة laquo;الفتواتraquo; في حكايا وقصص laquo;نجيب محفوظraquo; في الحارة المصرية، تسير في الاتجاه ذاته، قاد رئيس مجلس الأمة laquo;السابقraquo; أصحاب اللون البرتقالي وكأنه يتذكر بهم أمجاده الماضية والغابرة أيام.. النادي!! اذا كنا نرى مبررا لنواب مجلس 1985 ودواوين الأثنين الشهيرة لأن يتحرك الجميع وقتها، فان ذلك لأن شيئا غير دستوري قد أقدمت عليه الحكومة في ذلك الزمن قبل عشرين عاما، لكننا اليوم أمام حكومة جديدة تعي دورها ومسؤولياتها ومالها وما عليها وتتصرف وفقا لمبادىء الدستور ـ وبالمسطرة ـ فلماذا هذه الغوغائية والديماغوجية و.. laquo;شغل الصبيّانraquo;.. هذا؟! laquo;احمد السعدون ـ اللبنانيraquo; تمترس بقصر laquo;بعبداraquo; وبمقعده كرئيس وزراء عسكري للبنان حتى ولو كان الثمن تقسيم البلد الى laquo;لبنانينraquo; وبيروت الى.. laquo;بيروتتينraquo; و.. الليرة الى.. laquo;ليرتينraquo;، لكن laquo;مكنسةraquo; الارادة اللبنانية كنسته الى الخارج لخمس عشرة سنة فعاد ليبكي وينوح على زعامة طارت! هكذا يفعل laquo;ميشيل عون ـ الكويتيraquo; متأثرا بنظيره هناك، وهكذا يريد لبرلمان كويتي يعبر عن نبض كل مواطن ان يتحول الى laquo;حصان طروادةraquo; جرى صبغه باللون البرتقالي حتى يمتطيه في رحلة البحث عن الزعامة المفقودة ومقعد الرئاسة.. البائد! اننا نقول لـ laquo;عون السعدونraquo;.. ان احذر من غضبة الشعب الكويتي ومكنسته الخشنة والتي لا تعرف الرحمة ولا تميز بين الألوان من ان تقذفك خارج تاريخه مثلما قذف بك نوابه بعيدا عن.. المطرقة! فان كانت ثيران اسبانيا يهيجها اللون الأحمر، فهل يريد laquo;عون ـ الكويتيraquo; ان يهيج على اللون البرتقالي ويسير بنا في طريق لا لون.. له؟!