رندة تقي الدين
لم تنته الحرب الاسرائيلية حتى الآن على لبنان. فالقرار 1701 قيد التنفيذ، وانتشر عدد من قوات اليونيفيل المعززة واسرائيل ما زالت موجودة في القرى اللبنانية وما زالت مصرة على محاصرة لبنان.
فما من مسؤول غربي مهتم بلبنان من الرئيس الفرنسي جاك شيراك أو أمين عام الأمم المتحدة كوفي انان الذي زار اسرائيل الا وطالب برفع الحصار، ورئيس الحكومة اللبنانية فؤاد السنيورة طالب وزيرة الخارجية الاميركية كوندوليزا رايس بمساعدة لبنان بالضغط على اسرائيل لرفع الحصار، ولكن لم تفعل ذلك. فاسرائيل تتمسك بحجة انه ما زال laquo;حزب اللهraquo; يتلقى اسلحة عبر سورية من ايران. ألا ان حجة اسرائيل كاذبة كعادة الحكومة الاسرائيلية. فاسرائيل عازمة على قهر الشعب اللبناني كما تفعل بالشعب الفلسطيني وهي تستمتع بالخسارة الكبرى التي يتكبدها لبنان اقتصادياً بعد ان دمرت قراه ومدنه وسقط عدد كبير من الضحايا، واسرائيل فشلت في انهاء laquo;حزب اللهraquo; مثلما كان عنوان حربها على لبنان.
فعشية ذكرى 11 أيلول والعملية الارهابية الوحشية التي استهدفت مدنيين في الولايات المتحدة، ألم يفهم الرئيس الاميركي جورج بوش ان دعمه لسياسة اسرائيلية تقهر الشعبين الفلسطيني واللبناني ليست لمصلحة الولايات المتحدة؟ فالديبلوماسية الاميركية كما يشرحها البعض في الادارة الاميركية ليست بمثابة جمعية خيرية بل انها ترتكز على مصالح اميركا. ولكن مصلحة الولايات المتحدة ان تضغط على اسرائيل لرفع الحصار عن لبنان وإلا كيف تكون مساعدة حكومة فؤاد السنيورة التي تدعي الادارة الاميركية انها تريد مساعدتها؟
فالسؤال الذي يطرح نفسه اليوم حول هدف هذا الحصار وسبب عدم تحرك الولايات المتحدة للمساعدة على رفعه هو هل ان اسرائيل والادارة الاميركية تعدان لضربة عسكرية على المواقع النووية في ايران وتريدان حتى هذا الموعد إبقاء لبنان تحت حصار جوي وبحري كي تتمكن اسرائيل من ضرب ايران على ان تكون متأكدة من ان الجبهة المؤيدة لايران في لبنان مضبوطة ولا يمكنها الحصول على المزيد من الاسلحة؟
فقد يكون هذا سبب الحرب الاقتصادية المستمرة التي تقودها اسرائيل لخنق لبنان. فمن الواضح ان ايران رفضت كل مساعي الغرب للحوار ولتعليق تخصيب اليورانيوم، ومن الواضح ان ايران ونظامها المتشدد المتمثل بالرئيس احمدي نجاد تطوّر السلاح النووي. وهناك من يقول انها لن تحصل على هذا السلاح قبل 10 سنوات على الاقل، لكنها في طريقها الى القنبلة الذرية. فصحيح ان من المقلق جداً لمنطقة الشرق الأوسط ان يكون بحوزة الرئيس الايراني احمدي نجاد سلاح نووي إلا أن ضربة عسكرية على ايران تكون خطيرة جداً في المنطقة. واسرائيل في حاجة الى تحسين وضعها الداخلي بعد فشلها في لبنان، ولكن مثل هذه المجازفة اذا حصلت لن تحصل على تأييد دول عديدة في مجلس الأمن منها فرنسا والصين وروسيا. فالحصار الاسرائيلي على لبنان قد يكون مقدمة لضربة اسرائيلية - أميركية على ايران. فمبادرة قطر بإرسال طائراتها القطرية الى لبنان ولو انها باذن اسرائيلي ينبغي أن تتبعها مبادرات أخرى من شركات أوروبية اذا أرادت العمل على انقاذ لبنان من خنق يومي. فالمرجو أن تشهد الأيام المقبلة تجاوباً اميركياً مع التعبئة اللبنانية والفرنسية من أجل المساعدة لإنهاء هذه الحرب الكارثة على لبنان.
التعليقات