22 يناير 2007


rlm;محمد عبد الهادي


جاءت دعوة الفاتيكان للازهر الشريف للمشاركة في لقاء الحوار بين الاديان المقرر عقده في روما يومrlm;24rlm; فبراير المقبل خطوة تصحيحية من جانبه يعدل بها قراره السابق ـ ابان جلوس البابا الحالي بندكتوس السادس عشر علي كرسي الباباوية في ابريلrlm;2005rlm; بوقف الحوار ضمنيا بتعيين الكاردينال مايكل فيتزجيرالد رئيس لجنة الحوار سفيرا له بالقاهرةrlm;,rlm; ذلك التطور الذي اثار الدهشة لدي الدول الاسلامية وفي اوساط الفاتيكان الدينية نفسها حيث اعتبر المهتمون بالحوار القرار إهدارا لوقت طويل وجهد كبير بذل في الحوارrlm;.rlm;

وزاد الطين بلة المحاضرة التي ألقاها البابا في ألمانيا في سبتمبر الماضي واساء فيها الي الديانة الاسلامية وأثارت ورد فعل عنيفة ضده والفاتيكان عطفا علي موقفه المضاد لانضمام تركيا للاتحاد الاوروبي باعتبار الاتحاد ناديا مسيحياrlm;,rlm; وقررالازهر الشريف في أعقاب محاضرته تجميد الحوار الي اجل غير مسميrlm;.rlm;

وتأتي دعوة الفاتيكان لاستئناف الحوار بعد زيارة البابا لتركيا في نوفمبر الماضي وإطلاقه تصريحات حاول بها علاج الآثار السلبية لمحاضرتهrlm;,rlm; واستقباله سفراء الدول الاسلامية لدي الفاتيكان حيث اوضح انه اقتبس في محاضرته نصا تاريخيا ولم يقصد به الاساءة الي الديانة الاسلامية الامر الذي اعتبر تراجعا مقبولاrlm;,rlm; الامر الذي أدي بدوره إلي موافقة مجمع البحوث الاسلامية برئاسة فضيلة الامام الدكتور محمد سيد طنطاوي شيخ الازهر الشريف علي استئناف الحوار بناء علي طلب بابا الفاتيكانrlm;.rlm;

وقد دشنت مؤسسة سانت إيجيدير الايطالية الحوار بين الاديان وبين الفاتيكان والازهر عامrlm;1987rlm; عبر تنظيم أول لقاء بين ممثلي الاديان السماويةrlm;.rlm;

من الافضل ان يتناول الحوار المزمع القضايا المثيرة للجدل وليس التغطية عليها فبدون ذلك ستظل تلك القضايا المسكوت عنها قابلة للانفجارفي أي وقتrlm;,rlm; وبطبيعة الحال من الافضل كذلك ان يظل الحوار اللاهوتي بين رجال الدين داخل المسجد والكنيسة في الفاتيكان وفي الازهر الشريفrlm;.rlm;

أما القضية الاكثر ازعاجا للمسلمين والتي اثارها البابا في محاضرته الالمانية وهي انتشار الاسلام بحد السيف فهي قضية لاتستحق الدخول في الجدال بشأنهاrlm;,rlm; لان الدين الاسلامي لم ينحسر مع ضعف وانهيار الدول الاسلامية وعاش في البوسنة والهرسك ولم ينحسر برغم مجازر الصرب والكرواتrlm;,rlm; ولان بعض رجال نابليون بونابرت اشهروا اسلامهم برغم انهم هم الغزاةrlm;,rlm; وبينما عاش مسيحيو الاندلس علي هويتهم الدينية علي مدي ثمانية قرون حتي استطاعوا هم قلب الدولة الاسلامية فقد تم القضاء علي المسلمين في الاندلس بعد سقوط دولتهم باستخدام الآخر حد السيفrlm;,rlm; اكثر من ذلك فان بقاء الكنائس والآثار القبطية في مصر منذ الفتح الاسلامي دون ان يمسها احد دليل علي سماحة الاسلامrlm;.rlm;

بابا الفاتيكان تغير ويجب التجاوب مع دعوته لاستئناف الحوار فقبل توجيه الدعوة للازهر للمشاركة إلتقي البابا وفدا يمثل احدي المنظمات اليهودية الدولية وقال خلال لقائه بهمrlm;:rlm; من المهم اظهار بوادر المصالحة بين اليهود والمسلمين والمسيحيين لدعم الاسلام في الشرق الاوسط سواء من خلال حوار الاديان الصادق أو من خلال خطوات المصالحة الفعليةrlm;.rlm;