2 فبراير2007

الحص: من حق اللبنانيين المطالبة بمحاسبة أمريكا على مآسيها

بيروت - الخليج

حافظت الأوضاع في الساحة اللبنانية أمس على هدوئها الحذر، حيث لم يستجد ما يبرر تعزيز كفة التشاؤم أو التفاؤل حيال المآل الذي ستدركه الأزمة، وعادت المؤسسات التربوية إلى فتح أبوابها بعد عطلة قسرية فرضتها الأحداث الأخيرة، باستثناء الجامعة اللبنانية وجامعة بيروت العربية اللتين فضلتا الاستمرار في الاقفال حتى الاثنين المقبل خشية حصول اصطدام بين الطلاب على خلفية التوتر الحاصل، ولم ترشح معلومات حاسمة حول المفاوضات الدائرة بين المملكة العربية السعودية وإيران، والتي كانت مصادر إعلامية قد تقاطعت عند مفصلية انعكاساتها على الوضع اللبناني، كما لم تتسرب معطيات كافية حول الموعد المرتقب لمعاودة الأمين العام لجامعة الدول العربية عمرو موسى مساعيه في شأن رأب الصدع بين الأفرقاء اللبنانيين.

ودعا الرئيس اللبناني اميل لحود أمس إلى محاكمة مرتكبي أعمال الشغب والتخريب التي حصلت الأسبوع الماضي، مشيراً إلى أن ذلك سيؤدي إلى معرفة الهوية الحقيقية لمرتكبي هذه الاعتداءات والجهات التي تقف وراءهم.

ونقل زوار لحود عنه قوله امس إن القوى الأمنية والجهات القضائية المختصة تواصل التحقيق مع المعنيين، محذراً من ممارسة أي ضغط لمصلحة هذا الفريق أو ذاك، ldquo;فالمذنب يجب أن ينال عقابه إلى أي جهة انتمى، والذين عملوا على إطلاق النار وإلقاء الحجارة على المواطنين والقوى الأمنية، وأضرموا الحرائق في السيارات وتعرضوا للآمنين والابرياء لن يبقوا من دون عقابrdquo;.

ومن ناحيته أكد رئيس الحكومة فؤاد السنيورة أمس ان الحكومة ينبغي أن تحتكر حمل السلاح دون غيرها وهي تعمل على بسط سلطتها على كل الأراضي اللبنانية لتكون السلطة الوحيدة في البلاد.

ورأى في حديث إلى محطة الرأي الإيطالية أن ldquo;تركيبة المجتمع اللبناني لا تسمح بفرض الحلول بالقوة لأنه لا يمكن أن يكون هناك غالب أو مغلوب، مشيراً إلى أن حكومته ستقوم بنزع سلاح الميليشيات ولكن عبر التعاون والتنسيق مع المقاومة التي تشكل جزءاً من النسيج اللبناني، ولا تتألف من خارجين على القانون بل من لبنانيين كانوا يحاربون الاحتلال ldquo;الاسرائيليrdquo; الذي لايزال جاثماً على بعض الاجزاء من لبنانrdquo; واضاف ldquo;سنبقى نعمل مع مواطنينا حتى نصل الى نقطة حيث الدولة هي السلطة الوحيدة في لبنانrdquo;.

وبدوره قال رئيس الوزراء الاسبق سليم الحص في مؤتمر صحافي عقده في بيروت امس لشرح ميثاق الشرف الذي وقعه رؤساء الحكومات السابقون انه لا يوافق الرئيس الامريكي جورج بوش على ما جاء في بيانه الاخير حول لبنان، مشيراً إلى أنه يحق للبنانيين المطالبة بمحاسبة الرئيس الامريكي لتسببه بهذا القدر من المآسي في لبنان وسائر بلدان المشرق العربي.

من ناحية ثانية دعا مجلس العلماء في لبنان المعارضة إلى انهاء اعتصامها المستمر منذ الأول من شهر ديسمبر/كانون الأول واصدر فتوى بتحريم التقاتل والاعتداء على الممتلكات الخاصة والعامة، وقال في بيان عقب اجتماعه برئاسة مفتي الجمهورية محمد رشيد قباني ان الشارع لن يؤدي الى حل او نتيجة بل يمعن في الفرقة والانقسام ويدفع البلاد الى حافة الانهيار ولان الحوار والتفاهم داخل المؤسسة الدستورية هو الحل الوحيد للأزمة اللبنانية.

من جانبه اكد وزير الاتصالات مروان حمادة ان الاجواء الداخلية باتت تميل الى التهدئة والتوافق على الهدنة مشدداً على عدم السماح بتحويل تاريخ 14 فبراير/شباط ذكرى استشهاد الرئيس رفيق الحريري الى تاريخ للصدام. ورأى انه بات واضحاً من مواقف الرئيس نبيه بري غير المعلنة والتي تسرب الينا كذلك مواقف اطراف أخرى في المعارضة ان هذا التاريخ (14 فبراير) لا يجوز ان يكون تاريخاً لمنع اللبنانيين من توجيه تحية وقراءة الفاتحة وتكريم الرئيس رفيق الحريري.

وأكد أنه ldquo;من غير الوارد أن يكون تاريخ 14 شباط لحظة أو تاريخا لأمر عمليات هجومي على مخيم المعارضة، ولا أظن أن في نية المعارضة، إلا إذا أرادت أن تزج البلاد في حرب أهلية، أن تمنع قوى 14 آذار من الاحتفال بذكرى الرئيس رفيق الحريري.

بالمقابل، لاحظ مسؤول العلاقات الدولية في ldquo;حزب اللهrdquo; نواف الموسوي ان الذي ldquo;يعطل التوافق والتسويات في لبنان هو الجانب الأمريكي ldquo;الاسرائيليrdquo;، مشدداً على أن المعارضة ''ستمنع الفتنة وستتقدم الى تحقيق الشراكة ولن تتراجع في الحفاظ على المؤسسات لا سيما مؤسسة الجيش اللبنانيrdquo;.

ولفت الى ان ldquo;اكثر المتضررين من الاستقرار في لبنان هو رئيس ldquo;اللقاء الديمقراطيrdquo; (النائب) وليد جنبلاط لأنه ldquo;سيعود الى حجمه الذاتي فيصغر دوره، وأن مصلحته في ان تبقى الظروف على ما هي، كي تسمح له بأداء دور أكبر من حجمهrdquo;. كما رأى عضو تكتل ldquo;الإصلاح والتغييرrdquo; النائب عباس هاشم أن لا عودة لعمرو موسى الى لبنان، مشيراً الى ldquo;ان الحديث عن هذا الأمر جزء من عملية مراوغة تمارسها السلطة بعد شعورها بالانهيار''.

على الصعيد الأمني تسلم مفوض الحكومة لدى المحكمة العسكرية القاضي جان فهد أمس 25 محضراً لتحقيقات أولية مع موقوفين في احداث بيروت الأسبوع الفائت، وهو يعكف على دراستها تمهيداً لاتخاذ القرار القانوني المناسب بشأنها. واستجوب قاضي التحقيق العسكري القاضي سميح الحاج أربعة موقوفين في أحداث طرابلس الأخيرة، وأصدر مذكرات توقيف بحقهم وفقاً لما اسند إليهم في ادعاء النيابة العامة العسكرية عليهم. كما استجوب قاضي التحقيق العسكري عدنان بلبل 4 موقوفين آخرين في احداث طرابلس، وأصدر مذكرات بتوقيفهم.

وأبدى رئيس الهيئة التنفيذية لrdquo;القوات اللبنانيةrdquo; سمير جعجع تخوفه من قيام افرقاء خارجيين بخريطة الوضع في الجنوب عبر بعض المسلحين الذين يتم تهريبهم عبر الحدود اللبنانية- السورية او من خلال بعض الخلايا الموجودة منذ الايام السابقة.

وقال جعجع بعد لقائه غير بيدرسن الممثل الشخصي للامين العام للأمم المتحدة في لبنان ان البحث تناول موضوع المحكمة الدولية مشيراً الى ان الوضع في المؤسسات الدستورية اللبنانية ليس كما يجب ان يكون خصوصاً في المجلس النيابي لذلك تعرقلت المحكمة حتى الآن.