الجمعة 9 فبراير 2007

مـرسي عطـا اللـه


حتي لاتضيع الحقيقة في ضباب الوهم ينبغي علينا أن نهيئ أنفسنا لاستحقاقات خطر جديد تشير كل الدلائل إلي أنه ربما يكون أشد وأعنف زلزال استراتيجي تشهده منطقة الشرق الأوسط التي تتجمع فيها ـ الآن ـ نذر صراعات مدمرة من ناحية وبوادر الاتجاه نحو حرب مهلكة من ناحية أخريrlm;.rlm;

وأغلب الظن أن دقات العد التنازلي للحرب المهلكة وأعني بها الحرب ضد إيران توشك علي الانطلاق في شكل تكرار غبي ومخيف لسيناريو ضرب العراق وإن اختلفت التفاصيل علي ضوء مايتسرب من معلومات وتقارير صحفية حول نشوء توافق جديد بين المحافظين الجدد في واشنطن وصقور التطرف في تل أبيب تحت مظلة الإحساس بأن إيران أصبحت تشكل تحديا جديا وجديدا لرغبات الهيمنة لدي أمريكا ورغبات التفرد الإقليمي لدي إسرائيلrlm;.rlm;

وهنا يكون السؤال الضروري هوrlm;:rlm;
هل بمقدورنا أن نفعل شيئا لتجنيب المنطقة مخاطر زلزال استراتيجي جديد ربما تفوق قوته التدميرية كل ما تعرضت له المنطقة من زلازل في السنوات الأخيرة؟

وجوابي يجئ هنا علي شكل سؤال أهم هوrlm;:rlm;
هل يمكن أن تكون لنا أية مصلحة ـ ولو محدودة ـ في حدوث هذا الزلزال الاستراتيجي في المنطقة؟

إذا قيل والقول صحيح بأن هناك خطرا متزايدا علي المصالح العربية من زيادة واتساع النفوذ الإيراني فإن علينا أن نتعامل مع هذا الأمر من أرضية الإدراك بخطر مواز هو خطر ازدياد واتساع النفوذ الأمريكي والإسرائيلي أيضا وأن المصلحة العربية تحتم العمل باتجاه رفض كل أشكال الهيمنة والنفوذ سواء كانت من قوي إقليمية أو من قوي دولية من خارج المنطقةrlm;!rlm;

واذا قيل ـ والقول غير دقيق ـ بأن أوضاع العالم العربي لم تعد تسمح لنا بإمكانية الرفض الصريح لمشاريع الهيمنة خصوصا إزاء الولايات المتحدة الأمريكية فإنني أري أنه مع التسليم بأوضاع العجز والحيرة والتردد التي تغطي سماء السياسة العربية في السنوات الأخيرة إلا أننا أمام متغير جديد يفتح لنا باب الأمل في إمكانية بناء إرادة رفض مؤثرة لسياسات التهور الأمريكي في المنطقةrlm;!rlm;

أريد أن أقول بوضوحrlm;:rlm; إن إدارة الرئيس بوش الحالية لم تعد مطلقة اليد في السياسة الخارجية كما كان عليه الحال علي مدي السنوات الست السابقة بعد أن انتزع الديمقراطيون السيطرة من جديد علي الكونجرس وظهرت من جانبهم إشارات حازمة يمكن لنا التقاطها والتوافق معهاrlm;.rlm;

بوضوح أكثر أقولrlm;:rlm; إنه مهما قيل عن صلاحيات واسعة يملكها الرئيس الأمريكي في قرارات الحرب والسلم فإن إدارة بوش لايمكنها ان تغامر بالدخول في ورطة جديدة ضد إيران علي غرار ورطتها الراهنة في العراق دون أن تتوافر لها موافقة صريحة من الكونجرس الذي تتعزز مصداقيته الآن بما هو أبعد من أغلبية التصويت التي يملكها الديمقراطيون في مجلسي النواب والشيوخ وأعني ذلك تنامي قوة التيار المعارض للحرب في العراق ولأية نيات لضرب إيران في صفوف الرأي العام الأمريكيrlm;.rlm;
rlm;
***rlm;
وأجد نفسي أمام سؤال يفرض نفسه بإلحاح وهوrlm;:rlm;

هل تكفينا أمنيات التوافق مع توجهات الكونجرس لكي نبني رهانا صحيحا علي إمكانية تجنيب المنطقة خطر تعرضها لزلزال استراتيجي رهيب يسعي المحافظون الجدد في واشنطن وصقور التطرف في إسرائيل لإحداثه؟

وجوابي هوrlm;:rlm;
إن من السذاجة السياسية أن يقول أحد بذلك ومن ثم فقد آن الأوان لكي يقدم العالم العربي دليلا بشأن قدرته علي التحرك الصحيح لحماية مصالحة وتأمين أوضاعهrlm;.rlm;

إن من الخطأ البالغ أن نكرر مع متغيرات الكونجرس الأمريكي الراهنة تجربة الرهان الخائب علي قدرة الاتحاد السوفيتي في الماضي لكي يتولي حماية مصالحنا ونحن قاعدون في مواقعناrlm;!rlm;

لابد لنا أن نتحرك وبسرعة علي طريق إثبات جدية قدرتنا علي أن نكون رقما صحيحا في المعادلة الإقليمية وبما يمكننا من إسقاط الدعاوي التي تتحدث عن فراغ في المنطقة تتأهب إيران لملئه لحساب أهدافها ومقاصدها في الهيمنة وبسط النفوذrlm;.rlm;

إن علينا أن نسرع الخطي باتجاه إطفاء كل الحرائق المشتعلة داخل ديارنا سواء في العراق أو فلسطين أو لبنان أو إقليم دارفورrlm;,rlm; لأن استمرار هذه الحرائق يغذي من قوة الحجج التي يتذرع بها دعاة الحرب الضرورية لحرمان إيران من حلمها في ملء الفراغ الناجم عن عجز النظام العربي وتشتت وتبعثر قواه في حروب وفتن وصراعات عرقية ومذهبية وطائفيةrlm;!rlm;
rlm;
***rlm;
واذا سئلت ـ والسؤال له وجاهته ـ عن نقطة البداية لإطفاء هذه الحرائق المشتعلة ومحاولة كسب القوي المعارضة لنشوب حرب جديدة تحدث زلزالا استراتيجيا مرعبا في المنطقة فإنني أقول إن علينا أن نثبت كشعوب وزعامات في هذه البؤر المشتعلة أننا مؤهلون لحكم أنفسنا بأنفسناrlm;,rlm; وأن زمن الصراعات العرقية والمذهبية والطائفية قد ولي وحل محله تقويم جديد يقوم علي التوافق الوطني داخل كل قطر عربي محصنا بجبهة داخلية قوية من ناحية واحترام يصل إلي حد الالتزام بعدم التدخل في شئون بعضنا البعض من ناحية أخريrlm;!rlm;

وما لم نكن قادرين علي أن نفعل ذلك وبأقصي سرعة ممكنه فإننا نساعد ـ بوعي أو بدون وعي ـ أصحاب الحجج المتصاعدة هذه الأيام بأن معظم الأقطار والشعوب العربية تفتقر إلي الرشد السياسي الصحيح الذي يمكنها من مجاراة العصر وأنها بذلك تتحرك في اطار خيارين كلاهما مرrlm;..rlm; خيار الحكم الدكتاتوري المتسلط علي غرار النظام العراقي السابق الذي كان يحمد له ـ برغم كل اخطائه وخطاياه السياسية والاستراتيجية ـ قدرته علي ضبط الأمن والحفاظ علي وحدة وتماسك الوطن العراقيrlm;...rlm; أو خيار استدعاء الهيمنة والوصاية الأجنبية تحت مسميات وأقنعة متعددة سواء بمعطيات اقليمية يجسدها طموح ايران في النفوذ والسيطرةrlm;,rlm; أو بمعطيات دولية تجسدها أهداف ومقاصد القوي الدولية الكبري من نوع ما ترمي اليه أمريكا لرسم خريطة جديدة للمنطقة يتراوح مسماها بين الشرق الأوسط الكبير أو الشرق الأوسط الجديدrlm;!rlm;

باختصار شديد أقول إنه قد آن الأوان لحسم كل الملفات الشائكة والعالقة في بؤر التوتر والفتنة بدءا من الملف البغيض للمحاصصة الطائفية في العراق ومرورا بتعقيدات وحساسيات المحكمة الدولية للكشف عن مرتكبي جريمة اغتيال رئيس وزراء لبنان الأسبق رفيق الحريري ووصولا الي مهزلة الاقتتال بين حركتي حماس وفتح بسبب العجز عن تشكيل حكومة وحدة وطنية تكون بمثابة إشهار للمجتمع الدولي بوجود شريك فلسطيني قادر علي التفاوض وقادر علي تحمل مسئولية الحكم للدولة المرتقبةrlm;!rlm;

وأظن أن مصالحنا العليا ومتطلبات أمننا القومي تفرض علينا قوة وجدية الاسهام في تهيئة المسرح الاقليمي للعودة الي لغة التفاوض والحوار بأقصي سرعة ممكنه لأن هناك علي الجانب الآخر من يسابقون الزمن لتهيئة المسرح الاقليمي لحرب جديدة قد ينجم عنها زلزال استراتيجي مرعب ومخيف ورهيبrlm;!rlm;

ولكي لايكون هناك مجال لسوء فهم فإنني اعتقد أن منظار الرؤية الذي ينبغي أن نضعه علي أعيننا ينبغي أن يكون منظارا كاشفا لضباب الوهمrlm;...rlm; وفرق كبير بين أن نرفض سياسة ايران وأن نقاوم رغباتها في الهيمنة والنفوذrlm;,rlm; وبين أن نتوهم للحظة أن ضربها ـ كما يتردد بقوة هذه الأيام ـ لن يعود علينا بالضررrlm;!rlm;

بالقطع سوف نتضرر كثيرا من نشوب حرب جديدة في المنطقةrlm;..rlm; ومن ثم فإن علينا ان نسعي بكل الوسائل للحيلولة دون نشوبها أو إبداء أي قدر ـ ولو محدودا ـ من الفهم لمبرراتها التي بدأت عملية تسريبها للعقول والآذان تتزايد بقوة هذه الأيامrlm;!rlm;