إيلاف من لندن: يقف العالم على حافة حرب عالمية ثالثة WW3 أكثر من أي وقت مضى، فقد اضطرت روسيا للاعتراف بأنها تعرضت لقصف أوكراني بصواريخ ATACMS الأميركية بعيدة المدى خلال الليل، وفي اليوم الـ 1000 لاندلاع الحرب بين الجانبين.

بعد أيام قليلة من موافقة الولايات المتحدة على استخدام أوكرانيا لصواريخها بعيدة المدى - استخدمتها قوات كييف لقصف مستودع عسكري لتخزين الذخيرة والصواريخ المضادة للطائرات.

وكانت هذه هي المرة الأولى على الإطلاق التي تتمكن فيها كييف المحاصرة من إطلاق صواريخ باليستية على الأراضي الروسية - في الوقت الذي يرصد فيه العالم مرور 1000 يوم على الحرب الدموية.

ظهرت تقارير، صباح الثلاثاء، حول الضربة الصاروخية - حيث أخبر مصدر دفاعي أوكراني RBC أنهم استخدموا بالفعل صواريخ ATACMS.

وأكدت وزارة الدفاع الروسية في وقت لاحق الضربة، قائلة إن الصواريخ التي قدمتها الولايات المتحدة استخدمت لاستهداف ترسانة الذخيرة في بريانسك.

سقطت شظايا أحد الصواريخ على "المنطقة التقنية" للمنشأة العسكرية وأشعلت حريقًا، واضطرت روسيا إلى الاعتراف على مضض.

الخيار النووي على الطاولة
جاءت أنباء الضربة بعد ساعات فقط من إعطاء فلاديمير بوتن الضوء الأخضر لعقيدة نووية جديدة ، ردًا على أذونات الصواريخ الجديدة التي حصلت عليها أوكرانيا.

واعتبرت أن استخدام الأسلحة الغربية من قبل أوكرانيا بمثابة عمل عدواني من جانب الدول الحليفة التي تزودها بالأسلحة.

وقال الكرملين إن هذه الخطوة تمثل تجاوزا للخط الأحمر، ما يعني رسميا وضع خيار الرد النووي على الطاولة.

موقف بريطانيا
انتقدت داونينج ستريت الحكومة الروسية اليوم بسبب التهديد الجديد بالحرب العالمية الثالثة - حيث قال متحدث باسم ستارمر: "سيكون من العادل أن نقول إنها أحدث مثال على عدم المسؤولية الذي رأيناه من الحكومة الروسية الفاسدة.

"نحن ثابتون على دعمنا لأوكرانيا والدفاع ضد الغزو غير القانوني، وقد قلنا دائمًا أن الدفاع عن المملكة المتحدة يبدأ في أوكرانيا".

وعندما سُئل عن رده على تصعيد روسيا للتهديد النووي، قال السير كير ستارمر: "إن أسرع طريقة لإنهاء هذا الصراع هي توقف روسيا عن ذلك".

وفي حديثه لهيئة الإذاعة البريطانية (بي بي سي) في ريو دي جانيرو، أضاف رئيس الوزراء: "روسيا هي المعتدي في أوكرانيا واليوم هو اليوم الذي يصادف مرور 1000 يوم على الصراع.

"إن هذا يعني 1000 يوم من العدوان الروسي، و1000 يوم من معاناة أوكرانيا من هذا العدوان، وقد قلنا طوال الوقت إننا نقف بحزم إلى جانب أوكرانيا.

"علينا أن نضمن حصول أوكرانيا على كل ما تحتاجه طالما كانت هناك حاجة لذلك لتوضع في أقوى وضع ممكن".

الموافقة الأميركية
يذكر أن الولايات المتحدة وافقت الأحد، على قرار يسمح لأوكرانيا بإطلاق بعض صواريخ ATACMS الأميركية داخل روسيا لأول مرة منذ ما يقرب من ثلاث سنوات من الحرب.

وقال مصدر دفاعي أوكراني: "في الواقع، تم استخدام ATACMS لأول مرة لضرب أراضي الاتحاد الروسي، تم تنفيذ الضربة على منشأة في منطقة بريانسك، وتم تدميرها بنجاح." وتقع مدينة كاراتشيف على بعد حوالي 130 كيلومترًا من الحدود الأوكرانية.

وقالت وكالة الأنباء الأوكرانية "سينسور" إن نحو 12 انفجارا وقعت خلال الضربة التي وقعت خلال الليل.

وأكدت أوكرانيا في وقت لاحق أن المستودع الذي ضربته كان يخزن ذخيرة كورية شمالية وصواريخ مضادة للطائرات، وذلك عبر المسؤول أندريه كوفالينكو على تيليجرام.

كوريا ترسل 100 ألف جندي
ويأتي ذلك في أعقاب تقارير تفيد بأن حليف بوتن والزعيم الكوري الشمالي كيم جونج أون يستعد لإرسال 100 ألف جندي لمساعدته في حربه الوحشية.

وقد أصيب الرئيس الروسي فلاديمير بوتين بالغضب عندما وافق جو بايدن على استخدام أوكرانيا للصواريخ بعيدة المدى يوم الأحد.

وتعهد بيسكوف بأن استخدام الصواريخ الغربية غير النووية من قبل الجيوش الأوكرانية قد يشعل شرارة رد فعل نووي.

وأصدرت روسيا تهديدات مماثلة لا حصر لها في الماضي، مما أثار مخاوف من تصعيد نووي محتمل في الغرب.

وقال بيسكوف إن السياسة الجديدة "تتعلق بحقيقة أن روسيا الاتحادية تحتفظ بالحق في استخدام الأسلحة النووية في حالة العدوان باستخدام الأسلحة التقليدية ضدها".

وعندما سئل عما إذا كانت السياسة الجديدة تعني أن روسيا تنظر إلى إطلاق الصواريخ بعيدة المدى باعتباره هجوما من قبل دولة غير نووية (أوكرانيا) بدعم من دولة نووية (الولايات المتحدة) - وتثير احتمال استخدام روسيا للأسلحة النووية ردا على ذلك - قال بيسكوف "نعم، هذا ما يجري مناقشته".

انتقام بأسلحة الدمار الشامل؟
وقال الرئيس الروسي السابق والذراع اليمنى لبوتن ديمتري ميدفيديف، في حديثه عن السياسة النووية المحدثة: "إن استخدام صواريخ الحلف بهذه الطريقة يمكن الآن وصفه بأنه هجوم من جانب دول التكتل على روسيا.

"في هذه الحالة، ينشأ الحق في شن ضربة انتقامية بأسلحة الدمار الشامل على كييف والمنشآت الرئيسية لحلف شمال الأطلسي، أينما كانت.

الحرب العالمية الثالثة؟
وعندما سُئل هذا الصباح عن الفشل الأمني ​​المحرج في بريانسك، قال عن صاروخ ATACMS: "ليس لدي هذه المعلومات، ولكن ليس لدي شك في أن جيشنا يسيطر على الوضع".

وجاء التحرك لتخفيف أذونات الصواريخ بعد "واحدة من أكبر" الهجمات الجوية في الحرب الأوكرانية حتى الآن حيث أطلقت روسيا 120 صاروخا و90 طائرة بدون طيار .

وتستخدم الولايات المتحدة صواريخ "ستورم شادو" البريطانية و"سكالب" الفرنسية، مما يزيد الضغوط على حلفاء أوكرانيا الغربيين الآخرين لحملهم على اتباع نهج الولايات المتحدة.

وقد حذر أندريه جوروليف، الجنرال الاحتياطي في الجيش الروسي وعضو البرلمان والدعاية التلفزيونية المؤيدة لبوتن، من ضربة نووية واسعة النطاق على بريطانيا.

وقال "هناك أهداف فردية يمكن ضربها بضربات تحذيرية توضيحية، إن المرشح الأول الذي سيتعرض لضربة نووية هو المملكة المتحدة."

كما أعلن "إذا كان لدى أي شخص الرغبة في إطلاق صواريخ ATACMS و SCALP و Storm Shadow ... فلن يتبقى شيء من محاولات أمريكا جرنا إلى التصعيد".

وبينما يحتفل العالم اليوم الثلاثاء بمرور 100 يوم على بدء الحرب في أوكرانيا، قال فاسيلي نيبينزيا، دمية بوتن، لمجلس الأمن إن استخدام الصواريخ الغربية في روسيا يرقى إلى "ضربات انتحارية".

بوتين يقر العقيدة النووية الروسية المحدثة
من ناحية أخرى، أقر الرئيس الروسي فلاديمير بوتين بمرسوم له صدر الثلاثاء العقيدة النووية المحدثة للبلاد، وجاء في المرسوم الرئاسي أنه "بهدف تحسين سياسة الدولة الروسية في مجال الردع النووي "أقرر اعتماد (وثيقة) "أسس سياسة الدولة للاتحاد الروسي في مجال الردع النووي".

ويدخل المرسوم حيز التنفيذ اعتبارا من تاريخ توقيعه اليوم 19 تشرين الثاني (نوفمبر).

وتؤكد العقيدة النووية الروسية المحدثة أن سياسة الدولة في مجال الردع النووي تحمل طابعا دفاعيا، وأن روسيا تبذل كافة الجهود اللازمة للحد من التهديد النووي، وتنظر إلى الأسلحة النووية كوسيلة للردع ويعتبر استخدامها إجراء اضطراريا أخيرا.

وفيما يلي أبرز بنود العقيدة النووية الروسية:

- ردع العدو المحتمل عن العدوان على روسيا وحلفائها هو أحد أهم أولويات الحكومة

- العدوان على روسيا وحلفائها من قبل دولة غير نووية وبدعم من دولة نووية سيعتبر هجوما مشتركا

- استعداد روسيا وتصميمها على استخدام الأسلحة النووية سيضمن الردع النووي

- يمكن لروسيا استخدام الأسلحة النووية في حالة وجود تهديد خطير للسيادة وسلامة الأراضي لها ولبيلاروس

- من شروط استخدام الأسلحة النووية إطلاق الصواريخ الباليستية على روسيا

- توفير الأراضي والموارد للعدوان على روسيا هو أساس لاستخدام الردع النووي ضد مثل هذه الدولة

- يعتبر عدوان أي دولة من التحالف العسكري ضد روسيا أو حلفائها عدوانا من قبل هذا التحالف ككل

- تحتفظ روسيا بالحق في استخدام الأسلحة النووية ردا على استخدام أسلحة الدمار الشامل ضدها أو ضد حلفائها

- رئيس روسيا هو الذي يتخذ قرار استخدام الأسلحة النووية ويمكنه إذا لزم الأمر أن يبلغ الدول الأخرى والمنظمات الدولية عن استعداد روسيا لاستخدامها وقرارها المتخذ بهذا الشأن وكذلك حقيقة استخدام هذه الأسلحة

- تمارس روسيا الردع النووي ضد الخصم المحتمل وهو مفهوم يشمل الدول والكتل والتحالفات التي تعتبر روسيا خصما

- تهدف سياسة الدولة بشأن الردع النووي إلى الحفاظ على إمكانات القوات النووية عند مستوى كاف للردع النووي

- الإبقاء على حالة عدم اليقين بالنسبة للخصم المحتمل فيما يتعلق بحجم ومكان استخدام الأسلحة النووية يعتبر من مبادئ الردع النووي

- يهدف الردع النووي إلى ضمان إدراك الخصم المحتمل لحتمية الانتقام في حالة العدوان على روسيا

- سياسة الدولة في مجال الردع النووي في الصراع العسكري تضمن وقف الأعمال العدائية بشروط مقبولة لروسيا

- الحفاظ على الجاهزية الدائمة لجزء قوات الردع النووي المخصص للاستخدام يعتبر من مبادئ الردع النووي الروسي

- نشر أنظمة الدفاع الصاروخي في الفضاء من قبل العدو يشكل خطرا يستخدم الردع النووي لتحييدها

- مركزية السيطرة على القوات النووية بما فيها تلك المتواجدة خارج الأراضي الروسية تعتبر من مبادئ الردع النووي

- يضمن الردع النووي من خلال وجود قوات ووسائل في القوات المسلحة الروسية قادرة على إلحاق أضرار غير مقبولة بالعدو باستخدام الأسلحة النووية

ويأتي توقيع بوتين على المرسوم بشأن تعديل سياسة الردع النووية الروسية بعد يومين على نبأ سماح الرئيس الأمريكي جو بايدن لقوات كييف بشن ضربات باستخدام صواريخ ATACMS بعيدة المدى على عمق الأراضي الروسية.

وقال الكرملين تعليقا على توقيع المرسوم الرئاسي بشأن سياسة الردع النووي، إن تحديث العقيدة النووية الروسية كان أمرا ضروريا لجعلها تتماشى مع الوضع السياسي الراهن.

وأضاف أن القوات المسلحة الروسية تتابع عن كثب التقارير حول نية كييف استخدام صواريخ ATACMS أمريكية الصنع، مؤكدا أن مشاركة الغرب في النزاع الأوكراني لن تؤثر على نتيجة العملية العسكرية الخاصة التي ستستمر حتى تحقق أهدافها.

وشدد الكرملين على أن الوثيقة الموقعة بشأن أسس سياسة الدولة في مجال الردع النووي يجب أن تخضع لتحليل عميق داخل روسيا وعلى المستوى الدولي.