مجدي مهنا
هل تذكرون حكاية سفاح المعادي؟
نعم نتذكرها جيدا.. فهي لم يمض عليها سوي أسابيع قليلة، والذاكرة لم تضعف إلي الدرجة التي ننساها بهذه السرعة.
أين ذهب سفاح المعادي؟ سؤال بسيط.. لا يملك أحد معرفة الإجابة عنه.
أحد التفسيرات التي قيلت أن الحكومة هي التي دبرت هذه القصة.. لكي تشغل الرأي العام بها، ولكي تغطي بها علي رغبتها في سلق التعديلات الدستورية.
لكنه تفسير ساذج، وعبيط من يصدقه.. فقصة السفاح أغلقت بينما ملف التعديلات الدستورية لايزال مفتوحا.
تفسير آخر قاله أحد أعضاء مجلس الشعب عن الحزب الوطني، وهو رجل أمن سابق، أن جماعة الإخوان المسلمين هي التي فبركت قصة السفاح، لكي تشغل بها أجهزة الأمن عن القيام بمهامها، ولكي تظهرها في صورة العاجز عن ضبط السفاح وحماية أمن البلاد، كما أن هدفها إثارة الذعر والخوف في قلوب الناس، وتخصيص ١٢٠٠ ضابط وعسكري لهذه المهمة.
وهي الأخري قصة عبيطة، ويمكن أن تقال فقط علي سبيل الفكاهة والسخرية.
آخر تفسير سمعته، ويبدو لي منطقيا بعد أن اختفي الحديث عن السفاح، وبعد أن انتهت جرائمه، وبعد أن فشل جهاز الأمن في إلقاء القبض عليه، هو أنه لا وجود لهذا السفاح، وأنه من laquo;صنعraquo; بعض كبار قيادات وزارة الداخلية ، الذين علي خلاف مع اللواء إسماعيل الشاعر مدير أمن القاهرة ، ويرغبون في تصفية حساباتهم معه، بعد أن كبر نفوذه وتوسعت سلطاته وصلاحياته ، ونجح في إقامة علاقات وثيقة مع كبار رجال الدولة، فهو ليس مجرد لواء يشغل منصب مدير أمن العاصمة، بل إن دوره تجاوز ذلك، مما جعله يحظي بثقة القيادة السياسية، وجعله أيضا مرشحا لتولي مناصب أرفع وأعلي.
باقي القصة تقول: إن هذه القيادات الكبيرة في الداخلية التي علي خلاف مع إسماعيل الشاعر.. والتي تخشي من نفوذه علي استمرارها في منصبها، هي التي دفعت بعناصر من البلطجية لارتكاب جرائم ما يسمي بسفاح المعادي ، وهو ليس شخصا واحدا، بل عدة أشخاص ، بدليل أن الفتيات أو النساء اللاتي وقع عليهن الاعتداء، اختلفن في إعطاء وصف محدد لشخص واحد بما يعني أن هناك أكثر من شخص وأكثر من سفاح، حتي لا يسهل إلقاء القبض عليه، لأنه إذا تم إلقاء القبض علي أي من هؤلاء الأشخاص الذين دفع بهم لارتكاب هذه الجرائم، لاعترفوا علي من دفعهم لارتكابها.
إذن الهدف ـ كما تقول القصة ـ هو إحراج مدير أمن العاصمة، الذي فشل في كشف لغز السفاح، فكيف يصلح لتولي مناصب أرفع وأعلي؟
كلام والله معقول.. لكنه لا يعني أنه صحيح.. لأنه لو افترضنا صحته.. فهذا يعني في حد ذاته أن من قاموا به أو خططوا له هم قمة في الإجرام.. ولا يؤتمنون علي حماية أمن البلاد.. وإلا قولوا لنا: أين ذهب سفاح المعادي.
التعليقات