السيد محمد علي الحسيني


لا شك و لاريب أن الثورة الإيرانية دعمت حزب الله بالمال والسلاح,وما ذلك إلا لغرض في نفس يعقوب, وتقبل الحزب هذه المنح الكبرى فأسس مؤسسة عسكرية وترسانة سلاح يعلم اللهُ مقدارها, وسوّلت لهم أنفسهم مناوشة إسرائيل فكانت حرب يوليو وصمد الحزب في الجنوب ولم يأبه لتقديم الشهداء بالمئات,وسمّى نتائج المعركة انتصاراً وسمّاها بهذا الاسم معه إيران وسورية ..

وفعلاً كان عملاً كبيراً, يكفي الخراب والدمار الذي أحدثته الآلة الحربية الإسرائيلية كانت أكبر مما يتوقعه عقل إنسان..قرى دمّرت,وأخرى محيت عن خارطة لبنان واستشهد عدد كبير من اللبنانيين,وترك أهل القرى الجنوبية بيوتهم هرباً من الجحيم,وطال السلاح الإسرائيلي الضاحية الجنوبية وفرّ أهلها لاجئين إلى الحدائق العامة في بيروت وكسروان وجبيل ,وسكنوا في المدارس,وقامت الحكومة اللبنانية بواجباتها مشكورة, ولكن كل ذلك لايعوض الإنسان عن بيته وعمله ومورد رزقه وهدوئه..

ذاق اللبنانيّ في المناطق المنكوبة الأمرين..وطالت المعركة حتى هددت إسرائيل بإرجاع لبنان عشرين سنة إلى الوراء ولكن العرب في شتى أقطارهم أبوا إلا أن يستعيد لبنان عافيته بفترة وجيزة جدا ولله درّ العروبة والشهامة العربية والأريحية العربية والكرم العربيّ الأصيل.والان بعد مضي سنة كاملة على الحرب المدمرة وفي الأجواء روائح تقارب بين إيران وأميركا وقد يجتمع متكي ورايس وقال رأس النظام السوري وبالفم الملآن إنه يمدّ يده للصلح مع إسرائيل,وقد يجتمع وزير الخارجية السوري المعلم مع رايس أيضاً في شرم الشيخ وهو دليل على أن روائح التفاهم الأميركي السوري والإيراني تعبق في الأجواء.

فإلى إخواننا في الوطن حزب الله وأنصاره من قوى المعارضة ننصحكم باعادة حساباتكم والعودة إلى حضن الوطن والانضواء تحت علمه مع جميع اللبنانيين يداً واحدة وقلباً واحداً, متعاونين مع الأقطار العربية المحبة لهذا البلد, أخشى مانخشاه أن يتخلى الحلفاء عن وعودهم ويذوق لبنان مرارة مابعدها نتيجة التعنت وسوء التقدير وخطأ الحسابات.


* الأمين العام للمجلس الإسلامي العربي

[email protected]