النائب الأول وعدد من الوزراء عرضوا تفاصيل خطة الطوارئ تحسباً لأي تصعيد أميركي ضد إيران

سالم الواوان ورائد يوسف وخالد الهاجري وفيصل القحطاني وابتسام سعيد

أكدت الحكومة امس جهوزيتها الكاملة لأي تداعيات جراء حرب محتملة على ايران, بما في ذلك التعامل مع النازحين الايرانيين واحتمال ارتكاب اعمال ارهابية ضد المنشآت والاماكن الحيوية في البلاد. جاء ذلك خلال اجتماع عقدته لجنة الشؤون الخارجية في مجلس الامة وحضره فريق حكومي موسع ترأسه النائب الأول لرئيس مجلس الوزراء وزير الداخلية وزير الدفاع الشيخ جابر المبارك ووزراء الخارجية والصحة والتجارة والاعلام والكهرباء والماء.
مصادر نيابية حضرت الاجتماع نقلت عن المسؤولين الحكوميين حرصهم التام على تقديم الصورة الواضحة وبكل شفافية امام الاعضاء, فيما كان لافتا - طبقاً للمصادر ذاتها- تأكيد وزارة الصحة انه لا خطر اشعاعيا من المفاعل النووي الايراني اذا تم استهدافه في هذه الفترة, لانه لم يتم تشغيله بعد, مؤكدة الفارق الكبير بينه وبين مفاعل تشرنوبيل.
واوضحت المصادر لmacr;raquo;السياسةlaquo; ان الحكومة عرضت استعدادها للتعامل مع النازحين الذين قد يفرون من ايران ويلجأون الى دول مجاورة في حال وقوع الحرب على بلادهم, واحتمالات حدوث تفجيرات واعمال ارهابية اخرى في الكويت, كما اطلعت الحكومة النواب ايضا على اتصالاتها ومشاوراتها مع الدول العظمى والاشقاء والاصدقاء بهدف حث ايران على التعاون مع المجتمع الدولي.
اللجنة الخارجية بدورها اعربت عن ارتياحها للعرض الذي قدمه الوزراء المعنيون بشأن استعدادات وزاراتهم لمواجهة اي تطورات في المنطقة, وذكرت مصادر اللجنة ايضا ان وزير الخارجية الشيخ محمد الصباح طمأن الى ان raquo;احتمالات الحرب مستبعدة لان لدى الجانب الايراني وعياً بمخاطرها ورغبة في عدم دخولهاlaquo;.
وقد استبعد رئيس مجلس الامة جاسم الخرافي نشوب حرب ضد ايران, منوها بحرص طهران على بذل كل جهد ممكن من اجل ضمان استقرار المنطقة, مؤكدا ان الحذر الذي تبديه الكويت والرغبة في الوقوف على الاستعداد لأي طارئ يعودان الى المخاوف التي عايشناها إبان الغزو الصدامي الغاشم.
النائب الاول لرئيس مجلس الوزراء وزير الداخلية وزير الدفاع الشيخ جابر المبارك ابلغ الصحافيين عقب حضوره اجتماع لجنة الشؤون الخارجية ان raquo;الاجتماع مثمر وانه تم اطلاع النواب خلاله على استعداداتنا للتعامل مع اي طوارئ أو كوارث في المستقبلlaquo;.
اما وزير التجارة والصناعة فلاح الهاجري فأكد بدوره وجود مخزون ستراتيجي كافٍ من المواد الغذائية لاستخدامه في حال نشوب حرب, لكنه استطرد بالقول: raquo;لا يوجد إلا الخير إن شاء اللهlaquo;.
من جانبه اوضح رئيس اللجنة الخارجية النائب محمد الصقر ان اللجنة اطمأنت بشكل جازم الى ان raquo;الكويت اليوم تختلف عن ما كانت عليه في اغسطس عام ,1990 بعدما اخذت الحكومة درسا مما حصل آنذاكlaquo;, مشيرا الى ان النواب raquo;سمعوا كلاماً طيبا يؤكد جاهزية الحكومة من الناحية النظرية, اما من الناحية العملية فلا يمكن الجزم بذلكlaquo;.
وحول ما اذا كانت اللجنة قد استشعرت raquo;اجواء حربlaquo; قال الصقر: raquo;توجد ثلاث حاملات طائرات في المنطقة, وهي اما لتوجيه ضربة او التهديد بالضربة, او لردع ايرانlaquo;, لافتا الى ان raquo;ردع التهديد يكون احيانا اكبر من التطبيق العمليlaquo;, كما اكد انه لمس من الايرانيين خلال زيارته الاخيرة لطهران raquo;استعدادهم للتفاهم, واطمئنانهم الى استقرار الاوضاع, وتأكيدهم الطابع السلمي للمفاعل النووي الايراني, موضحا انه يعتقد ان raquo;الوضع مهيأ لمباحثات ايرانية اميركيةlaquo;.
من ناحيته طمأن مقرر اللجنة الخارجية النائب علي الدقباسي الى ان الاوضاع الراهنة لا تشكل خطرا على الكويت, مؤكدا ان الحكومة أبدت استعدادها التام لمواجهة اي طارئ.