تجدد الاتصالات السعودية - الإيرانية لاحتواء تداعيات الحملات على السنيورة ...


بيروت

قالت مصادر وزارية لبنانية إن مناقشات مجلس الأمن لمشروع إقرار المحكمة ذات الطابع الدولي يفترض أن تتسارع بدءاً من غد الاثنين. وانتقل الى نيويورك امس وفد لبناني يضم مستشار رئيس الحكومة السفير محمد شطح والقاضيين رالف رياشي وشكري صادر اللذين شاركا على مدى سنة في التفاوض مع الدائرة القانونية في الأمانة العامة للامم المتحدة على نظامها. ويتوقع ايضا ان ينتقل الى نيويورك مطلع الاسبوع وزير الخارجية بالوكالة طارق متري لمواكبة مناقشات الدول الأعضاء حول طلب لبنان إقرارها في مجلس الأمن بقرار ملزم. وأوضحت مصادر وزارية في بيروت لـ laquo;الحياةraquo;، انه مع تسارع المداولات بين اعضاء مجلس الامن، اقترح بعضهم قبل أيام بذل جهود أخيرة من أجل إقرار المحكمة في المؤسسات الدستورية اللبنانية وبتوافق بين اللبنانيين تجنباً لانعكاسات سلبية لإقرارها في مجلس الأمن وسط استمرار الخلاف عليها.

وذكرت المصادر ان رئيس الوزراء القطري الشيخ حمد بن جاسم بن جبر آل ثاني، اقترح على نظيره اللبناني فؤاد السنيورة، حين اتصالهما الخميس الماضي، ان تعطى فرصة جديدة من أجل العمل على إقرار المحكمة في لبنان. وكان السنيورة اتصل بالشيخ حمد في إطار اتصالات أجراها خلال الأيام الماضية مع مسؤولين في الدول الأعضاء في مجلس الأمن ليشرح لهم أسباب رسالته الى الأمين العام للأمم المتحدة بان كي - مون والتي طالب فيها بإقرار المحكمة وفق قرار ملزم. وقالت المصادر الوزارية ان السنيورة طلب من الشيخ حمد دعم المطلب اللبناني وقال له: أنتم تعرفون ظروف تأخر إقرار المحكمة في لبنان وعدم نجاح المساعي لهذا الهدف، والآن بات الموضوع في مجلس الأمن. وحين اقترح المسؤول القطري إعطاء فرصة جديدة لبذل مساع من أجل إقرار المحكمة شكره السنيورة على المساعي التي تبذلها بلاده في هذا الصدد، مكرراً الإشارة الى ما بذل من جهود ولم تنجح، ما أدى الى رفع المسألة الى الأمم المتحدة.

وعلمت laquo;الحياةraquo; ان رئيس الوزراء القطري كان اتصل قبل زهاء أسبوعين ببان واقترح عليه أن يبذل محاولة جديدة لإقرار المحكمة في لبنان، وأنه أبلغه ان لبنان المتعدد الطوائف والتيارات بلد حساس وأنه يتخوف من سلبيات على أوضاعه الداخلية إذا أقرت المحكمة في مجلس الأمن وسط الخلافات الداخلية القائمة. وأوضحت المصادر أن بان عرض للشيخ حمد المحاولات التي بذلها حين زار بيروت في آذار (مارس) ثم بعدها عبر إيفاده مساعده للشؤون القانونية نيكولا ميشال وكيف ان هذه الجهود لم تنجح.

وأشارت المصادر الوزارية الى ان الشيخ حمد اقترح عندها تأليف لجنة من الأكثرية ومن المعارضة، وأن يكون مندوب من الأمانة العامة عضواً فيها للبحث في الملاحظات على المحكمة، على ان تعطى مهلة شهرين من أجل إنهاء عملها. وقالت المصادر إن رد بان كان السؤال عن ضمانات اتفاق الفريقين، خصوصاً أن ميشال كان حاول الحصول على الملاحظات على مشروع المحكمة ولم يفلح.

على صعيد آخر، قالت مصادر لبنانية رسمية لـ laquo;الحياةraquo; ان الاتصالات الايرانية - السعودية حول الوضع في لبنان تحركت في الأيام الاخيرة بهدف التأكيد مجدداً على احتواء التوترات السياسية وانعكاساتها المذهبية المحتملة بفعل الحملة التي شنتها المعارضة على رئيس الحكومة فؤاد السنيورة. وذكرت هذه المصادر ان قلقاً نشأ من أن تعيد الحملات المتبادلة وخصوصاً تلك التي استهدفت السنيورة تحت عنوان صرف التعويضات للمتضررين من العدوان الاسرائيلي على لبنان، تأجيج الأجواء السياسية في شكل يعيد الأمور الى الوراء بعد نجاح المساعي السعودية - الايرانية في كانون الثاني (يناير) وشباط (فبراير) الماضيين في الوصول الى حد أدنى من التهدئة.

وأوضحت المصادر ان الاتصالات بين طهران والرياض استؤنفت في وقت ابلغ زعيم laquo;تيار المستقبلraquo; النائب سعد الحريري السفير الإيراني في بيروت محمد رضا شيباني الثلثاء الماضي ان laquo;الهجوم على السنيورة يعني هجوماً عليّ شخصياًraquo;. كما ان الجانب السعودي دعا الى معالجة الخلاف على السرعة في صرف التعويضات بهدوء وعلى قاعدة ثقته بالسنيورة. وكان السفير السعودي التقى قبل يومين رئيس المجلس النيابي نبيه بري، بعد لقائه وفداً من نواب الجنوب زاره للاحتجاج على مسألة التعويضات. واجتمع خوجه مساء أمس الى النائب الحريري للبحث في التطورات في لبنان.