جميل الذيابي

الرياض والقاهرة وعمان وصنعاء في خندق واحد اسمه ضرورة حل الأزمة اللبنانية وفق الرؤية والمبادرة العربية. دمشق وطهران في خندق آخر اسمه laquo;التذاكيraquo; والمراوغة بين المراغبة والممانعة.

معسكر معتدل في مقابل معسكر ممانع. عواصم عربية أخرى تحتفظ بمواقف مختلفة من القضايا العربية حيال ملفات المنطقة وأزماتها المفتوحة والمشروخة.

خلافات أو لنقل اختلافات من أجل ردم فجوة عربية لمنح بلد عربي صغير حقه في السيادة والقرار على أراضيه. بلد اسمه لبنان عضو في الجامعة العربية. يتفق العرب أمام الكاميرات والشاشات الصغيرة على حلول laquo;توافقيةraquo;، ثم تعطل مبادرة الحل من بلد عربي ويضرب بها عرض الحائط بلا خجل.

شظايا الأزماتrlm; العربية تتفاقم وتتطاير في كل الاتجاهات. الجروح غائرة والحلول حائرة بل بائرة.rlm;

الخميس الماضي ختم الزميل زياد الدريس مقالته في laquo;الحياةraquo;، بتساؤل لطيف: هل يخرج الرئيس اللبناني laquo;المنتظرraquo; بعد أن غيّبه laquo;حزب اللهraquo; وسورية وإيران في laquo;سردابraquo; الجدل طوال الأشهر الماضية، أم سنظل نرفع الأكف مبتهلين بشأن laquo;الرئيس المنتظرraquo;، قائلين: اللهم عجل فرجه؟!

كان العرب ينتظرون من الرئيس السوري اجابة شافية laquo;مفاجئةraquo; تجبّ ما قبلها من مناورات laquo;مكشوفةraquo;، ليسجل التاريخ عصراً عربياً جديداً من قلب دمشق، لكن الحلول جاءت سوداء بلا عناء.

يجوز زيادة حجم السؤال ليكبر ويكبر بحجم القضايا: إلى متى تريد سورية الاستمرار في اللعب على حبال العروبة، وهي تعبث بقضايا قومية وتشتت الحلول في لبنان وتعمق الشرخ بين الفلسطينيين؟

إلى متى تحبذ سورية وضع المطبات على ناصية الطرقات أمام كل حل عربي؟ متى ستمل التعنت، وتمسك بتلابيب الحلول العربية، وتمهد الطرقات أمامها من أجل عروبة ما زالت ترقص على جثثها الهامدة؟ أليست لديها جراحة laquo;دمشقيةraquo; تفرج الكربة وتزيل الغمة؟

لماذا ترفض فتح صفحة جديدة تعلن فيها عن علاقة بيضاء مع شقيق لبناني هو جزء منها وهي جزء منه؟ لماذا ترفض فتح سفارة يرفرف فوقها العلم السوري في قلب بيروت، تساعد في laquo;حلحلةraquo; أزمات غائرة في جسد شقيق وجار؟

هل نسيت سورية أم تناست الموقف العربي الحازم عندما هددت تركيا باجتياحها في اواخر التسعينات؟! هل أصبح البعيد حليفاً مكنوزاً بالعسل والقريب عقرباً يلدغ بالسم والألم؟

الخطاب السياسي السوري laquo;متناقضraquo;، والأدلة كثيرة وآخرها الالتفاف على المبادرة العربية بشأن لبنان، وعدم الدفع نحو المصالحة بين الفلسطينيين على رغم احتضانها لقيادات حركة laquo;حماسraquo;.

التحالف السوري مع إيران ليس جديداrlm;ًً,rlm; بل بدأ في مطلع الثمانينات، ولكن الفرق أن الرئيس حافظ الأسد كان حريصاً على التوازن بين هذا التحالف مع إيران وبين دور بلاده العربيrlm;, فيما أصبح هذا التوازن اليوم laquo;مفقوداًraquo;.

القرار السوري السياسي والاستراتيجي لم يعد في قلب دمشق كما كان، بل أصبح يصاغ من وسط طهرانrlm;.rlm;rlm; سورية أصبحت داعماً لمشروع إقليمي ليس للعرب مكان فيهrlm;. مشروع لا يراعي حقوق العرب أو مصالحهم، بقدر ما يراعي طموحات إيران وتمدد نفوذها وتغلغلها في المنطقة.

ألم تتساءل سورية لماذا غاب نصف الزعماء عن القمة؟ ولماذا أصيبت العواصم العربية بالإحباط فعبرت عن ذلك بخفض مستوى تمثيلها؟

هل تنتظر دمشق سماع كلمة مبروك لفشل القمة من مجامل، يسترق السمع من خلف البوابة، ويحاكي فسيفساء القاعة العربية؟ اذاً مبروك...!