بيروت - ربيع عواد

مع نهاية كل عام، تستضيف الشاشات المنجمين وعلماء الفلك وتسألهم توقعاتهم حول السنة الجديدة، لا سيما في ما يخص نجوم الفن والإعلام، لأنهم يتمتعون بقاعدة جماهيرية ضخمة. في المقابل تحوّل بعض الفنانين إلى أسرى المنجمين، يستطلعون آراءهم بشكل دائم بهدف الحفاظ على النجاح وخشية الفشل في عمل ما سيقومون به في المستقبل.

ما رأي الفنانات بظاهرة المنجمين وهل تصدق توقعاتهم؟ سؤال حملته laquo;الجريدةraquo; إلى مجموعة من هؤلاء وجمعت الأجوبة التالية.

تتابع الفنانة مادلين مطر التوقعات التي تتداولها وسائل الإعلام بدافع الحشرية خصوصاً حول ما يكتب عنها، إلا أنّها لا تصدّقها لأنها مؤمنة بأن الله وحده يعلم المستقبل، لكنها تفاجأ أحيانا عندما تصدق بعض التوقعات التي تطالها. توضح: laquo; توقّع أحد المنجمين السنة الماضية أن يتأجل صدور ألبومي الجديد، مع أن التحضيرات كانت جاهزة بأكملها لإطلاقه إلا أن ظروفا عاكستنا واضطرتنا فعلاً إلى تأجيل صدوره. في المقابل أخبرني آخر أن أحداثا جميلة ومميزة ستطالني على المستويين الشخصي والعملي إلا أنه لم يصدقraquo;.

تؤكد مطر أن الصلاة الدواء الناجع للراحة الروحية والجسديّة، وتطلب من الله أن يحفظها وأهلها، خصوصاً والدتها التي عانت ظروفاً صحيّة صعبة العام الماضي.

من جهتها لا تؤمن الفنانة ريدا بطرس بالتوقعات ولا تزور المنجمين، برأيها، يتناقض المنطق والإيمان مع ظاهرة التنجيم وقراءة الغيب، توضح: laquo;لا أصدّق التوقعات التي تنتشر في وسائل الإعلام كلّ عام، لكنني أسمعها أحياناً بدافع الفضولraquo;.

تضيف بطرس: laquo;يمكن أن تؤثّر في الأشخاص المتعبين نفسياً أو الذين يعاكسهم القدر وظروف الحياة، فيرتاحون عندما يسمعون توقّعات إيجابية عنهم حتى لو كانت كاذبةraquo;.

تميّز بطرس بين التنجيم وعلم الفلك وتشير إلى ضرورة عدم الخلط بين الإثنين، تتابع: laquo;حتى لو أخطأ علم الفلك في توقعاته في الكثير من الأحيان إلا أنّه علم قائم بحدّ ذاتهraquo;.

تقول مازحة: laquo;أستمتع بتوقعات الإعلامية ماغي فرح واختلفت مع صديقتي حديثاً لأني قلت لها إن برج العقرب (برج ريدا) الأكثر حظاً لهذه السنة فيما اعتبرت هي أن برج الثور الأفضلraquo;.

بين الإيمان والتجارة

لا تؤمن الإعلامية شانتال سرور بالتوقعات ولا تسمعها، مع أن علم الفلك هو علم قائم بحدّ ذاته، لكنّه لا يشدّها. أما ظاهرة المنجمين فلا تصدّقها إطلاقاً، تقول: laquo;يحبّ الناس وخصوصاً المشاهير الكلام الجميل، أفرح مثلا عندما يتوقع لي أحدهم مستقبلاً باهراً على الصعيد المالي، لكني أعي تماماً أن هذا الأمر مجرّد ثرثرات لا تمتّ إلى الواقع بصلة، أنا مؤمنة بالله وبأن الحياة تخبئ الكثير من المفاجآت، أعيش كل لحظة بحلوها ومرّها ولا أتعمد قراءة فنجان القهوة بعد انتهائي من احتسائه لأني لا أحب أي محاولة لاستباق المفاجآتraquo;.

ملكة جمال لبنان السابقة كريستينا صوايا متعلّقة بتوقعات الأبراج وهي من برج الأسد، تقول: laquo;سمعت أن هذه السنة جيّدة لمواليد برج الأسد ولكن تتخللها تناقضات وتقلباتraquo;. من جانب آخر تتابع صوايا توقعات اللبناني ميشال حايك، توضح: {توقّع حايك ليلة رأس السنة 2001 أن تفوز ملكة جمال لبنان بلقب عالمي، حصل هذا الأمر فعلاً عندما تربّعت على عرش miss internationalraquo;. لدى سؤالنا عمّا إذا كانت هذه الظاهرة تخالف الدين تؤكد: {لا أربط بينها وبين الدين لأن الله يمنح البعض نعماً يميزهم بها عن غيرهم، أي إنسان يشعر أحياناً بأمور معينة ستحصل معه في المستقبل القريبraquo;.

من ناحيتها تشنّ الإعلامية ميراي عيد هجمة عنيفة على ازدياد ظاهرة استضافة وسائل الإعلام للمنجمين وعلماء الفلك، تقول: laquo;تتسابق وسائل الإعلام بأكملها على استقبال المنجمين أو مهما كان إسمهم وكأنها تجبر الناس على تصديقهم. أسمّي ما يحصل laquo;تجارةraquo; وأسأل لماذا توقعاتهم بمجملها سلبية؟ سمعت أن إحدى المنجّمات، وهي كويتية، توقعت الموت للفنانة شدى حسّون، أليس مؤسفاً أن نصل إلى هذا الحدّ ونجعل الناس يعيشون هوس الموت؟ وحده الله يقرر مصير الإنسان والمؤمن لا يصدّق هذه الثرثرات}.

لا أحد يراقب مصداقية المنجمين، ولا أحد معني بذلك لأن الأمر مجرد تسلية ويقوم على الوهم. الأبرز في ما يجري أن وسائل الإعلام المرئية والمكتوبة تستفيد على نحو مطلق من هذه الظاهرة المسلية، مع رفع الشعار الدائم laquo;كذب المنجمون ولو صدقواraquo;.