16-06-2009

رانيا برغوت: امارس الرياضة في الريف الإنكليزي


quot;كلام نواعمquot;... لغة حوار ولا سلطوية في القرار


خلطة سحرية وراء نجاح برامجنا


بيروت - ندى جمال


مثلت الإعلامية رانيا برغوت قناة quot;MBCquot; وبرنامج quot;كلام نواعمquot; في وزارة الخارجية الهولندية قل ايام, حيث ألقت محاضرة وأجابت فيها على أسئلة كل الحضور والوزراء والنواب والكتاب وأساتذة الاجتماع, فكانت متحدثة لبقة ومحاورة ذكية ومثقفة, من خلال إجاباتها الصريحة والعقلانية. انها إعلامية تسعى إلى التطور والتقدم بشتى الوسائل, منفتحة على الآخر, تحترم حرية الغير, تميل إلى الإعداد التلفزيوني, ولا تجد نفسها امرأة ماهرة في quot;البزنسquot;, لأنها لا تحب التجارة.
ترى أن ابنتيها quot;جواناquot; وquot;لياناquot; وشريك حياتها ونجاحها في عملها مصدر سعادتها, وتأمل أن يختفي كل الحكام, الذين يتلاعبون بمصائر الشعب اللبناني مثل لعبة الشطرنج.
رانيا تدلل نفسها بممارسة الرياضة وركوب الخيل, والتمشي في الريف الإنكليزي برفقة كلبها الكبير quot;أنوبيسquot;.

quot;السياسةquot; التقتها وكان هذا الحوار:
ثمة من يقول إن الإعلامي عندما يستمر في تقديم برنامج لمدة طويلة ويعتاد على أجوائه لا يتقدم ويراوح مكانه, فماذا تقولين?
/ أتعجب من الذين يطلقون مثل هذه الأحكام, فهل سبق لهم أن قدموا برنامجاً ناجحاً مثل برنامجنا quot;كلام نواعمquot; الذي ما زال مستمراً للسنة السابعة, أو مثل quot;من سيربح المليونquot; الذي يتخلله دائماً عنصر التشويق, إن مقدمات quot;كلام نواعمquot; دائماً يتطورن ويتقدمن, لأن البرنامج يتطرق إلى مواضيع مختلفة ومهمة, ويعرض مشاكل متعددة تحصل في عالمنا العربي ومنها ما يتعلق بالمرأة وحقوق الطفل والعنف المنزلي, فدائماً تلمحين فيه سمة التجدد, والبعد عن التكرار والروتين, ومن هذا المنطلق, تجديننا لا نراوح مكاننا فيه, فكل واحدة منا تسعى إلى تثقيف ذاتها, ويبرز ذلك من خلال طريقة تعاملها مع الآخر, وأسلوبها في طرح الفكرة المراد مناقشتها ومعالجتها مع الضيف. فكل هذه العناصر, تضيف خبرة للإعلامي, وتساعد على نجاح البرنامج.
هل تعتبرين أن عملك في quot;MBCquot; شكل البداية الفعلية لرحلتك في الإعلام?
/ بدأت في تلفزيون لبنان, حيث عملت مذيعة أخبار باللغة الإنكليزية, ومن ثم شاءت الظروف, وساعدني مظهري وتقاسيمي العربية, على الولوج إلى قناة الmacr;quot;MBCquot;, التي شهدت انطلاقتي الحقيقية في لندن عام 1991, فقدمت أول برنامج مباشر في العالم العربي quot;ما يطلبه المستمعونquot; على مدار أربع سنوات متتالية, فحقق النجاح الكبير, واكتسبت من خلاله موقعاً مرموقاً, وتعرف إلي من خلاله المشاهد العربي, واستمريت في رحاب هذه القناة حتى 1998, ثم تركتها لفترة طويلة بسبب الحمل والإنجاب, ووفاة والدتي ومن ثم والدي, وبعد أن تحسنت نفسيتي عدت إليها في 2003, وأكملت مسيرتي في quot;كلام نواعمquot;.
هل هذا الانتشار العربي الذي حققته أرضى طموحاتك ولا سيما أنك تطلين على المشاهدين عبر قناة فضائية مهمة?
/ في برنامجنا quot;كلام نواعمquot; نحل ضيوفاً على أغلبية البيوت, فالأكثرية من المشاهدين والمشاهدات, يتابعوننا لأننا ننطق بلسان حالهم, ونوصل لهم آلامهم وأوجاعهم ومشاكلهم, التي يعانون منها بمصداقية. وأنا سعيدة لأنني حققت الشهرة والانتشار وأشعر بالاعتزاز, عندما يستوقفني الناس في الشارع, ليسألونني عن موضوع ما, أو ليقترحوا علي فكرة لمعالجتها في برنامجنا, أو ليعاتبونني بطريقة طيبة عن أمور غفلنا عن ذكرها.
ما أسباب ارتباطك القوي بهذه المؤسسة ألم تتعرضي فيها إلى مضايقات?
/ في كل مؤسسة يعمل فيها الإنسان, قد يتعرض إلى مضايقات وإزعاجات, فعندما تنضمين إلى قناة ما, عليك أن تلتزمي بقوانينها وخطوطها العريضة, وأن تكوني صبورة, وتكظمي غيظك في بعض الأمور الصغيرة, التي تزعجك, وبشكل عام نحن في MBC وفي برنامج quot;كلام نواعمquot;, يسود بين كل العاملين فيه لغة الحوار, والأخذ والرد والمناقشة, بعيداً عن مبدأ السلطوية في إصدار القرارات.
برأيك ما الذي يجعل البرنامج ناجحاً? الموضوع أم المقدمة أم الضيف? خصوصاً إذا كانت ذات كاريزما مميزة?
/ يعود نجاح البرنامج إلى الخلطة السحرية المتواجدة فيه, وإلى كل فريق العمل المتكامل فيه, بدءاً من إعلان الفكرة إلى تنفيذها, وإيصالها إلى المشاهد, الذي يساهم بشكلٍ كبير في استمرارنا ونجاحنا.
تخرجت من الراديو والتلفزيون وكنت سابقاً تنوين العمل في حقل الإنتاج أو الإخراج, فهل ما زالت هذه الفكرة واردة في ذهنك?
/ لا أجد نفسي مطلقاً في الإنتاج, لأنني لست ماهرة في quot;البزنسquot; ولا أحب التجارة.
أما على صعيد الإخراج التلفزيوني, ربما مستقبلياً أخوض هذه الفكرة, لكنني أميل أكثر إلى إعداد البرامج, فلدي غنى في الأفكار التلفزيونية.
/ ألا تعتقدين أنك تقتلعين ابنتيك من جذورهما بالحياة في لندن?
/ وأين هي الجذور اللبنانية, فلقد تقطعت نتيجة المشاحنات الطائفية وتعددية الانتماءات والمذاهب, وأنا سأعود إلى لبنان, عندما يختفي كل الحكام, الذين يتلاعبون بمصائرنا مثل لعبة quot;الشطرنجquot;, وأتمنى أن يأتي إلى الحكم أشخاص غير معروفين ومؤهلين لخدمة هذا البلد, وتصحيح مساره.
وما رأيك بترشح بعض أهل الفن إلى المعترك السياسي?
/ أنا ضدهم من مبدأ ماذا يمتلكون من خبرة سياسية, واحتكاك مع الناس, وما المعطيات والموارد التي سيقدمونها لتصحيح الأوضاع.
كيف تدلل رانيا نفسها?
/ أمارس الرياضة, أركب الخيل, أقرأ كثيراً, أتمشى في الريف الإنكليزي أحياناً برفقة كلبي quot;أنوبيسquot;.
كونك متزوجة من رجل مصري. فهل تجدين فرقاً بينه وبين الرجل اللبناني?
/ لا أعتقد أن هناك فرقاً, ما دام الرجل ابن عائلة, مثقفاً, ويتفهم المرأة ويتعامل معها بإنسانية, فأنا عندما أرتبط بزوجي إيهاب دخلت على عائلة تشبه عائلتي, من حيث الحب والمودة والاهتمام بكل أفرادها, واحترام حرية الآخر وعدم التدخل في شؤونه.
هل هناك فرق بين الإعلامية التي تعمل في قناة محلية وأخرى في فضائية?
/ من تعمل في قناة فضائية تطل على العالم الخارجي, فتكتسب خبرات, وتتواصل مع مختلف الشعوب, فتلم بثقافاتها وعاداتهم المختلفة, بينما الإعلامية في المحطة المحلية تبقى محلية.
لماذا أنت مقلة في مقابلاتك الإعلامية?
/ لا أحب إجراء المقابلات إلا إذا كان لدي جديد, أود أن أطلع عليه القراء أو المشاهدين. ولا أكترث للظهور لمجرد الظهور فقط على صفحات المجلات, أو على الشاشات التلفزيونية. ويسعدني أن أقول لقراء جريدة quot;السياسةquot; ولكل متابعي ومتابعات برنامج quot;كلام نواعمquot; إنني دعيت لتمثيل هذا البرنامج في وزارة الخارجية الهولندية, فلبيت الدعوة قبل ايام, وألقيت فيها محاضرة استغرقت مدتها 45 دقيقة أجبت فيها على أسئلة وإجابات كل الوزراء والنواب والكتاب المتواجدين.
وما كان إحساسك قبيل التوجه إلى هذا المؤتمر?
/ شعرت بمسؤولية كبرى, لأنني أمثل quot;النواعمquot; في هولندا, فلقد أصبح البرنامج العربي عالمياً, ويلقى الاهتمام الكبير, بعد أن وجهت إلينا الدعوات المتعددة من إنكلترا, هولندا, بلجيكا وفرنسا, حيث كنا نقيم حملات توعية نحاكي فيها المرأة العربية المتقوقعة, التي لا تجد نفسها في دول الاغتراب.
وقبيل ذهابي لإلقاء هذه المحاضرة, كنت خائفة لأنني سأواجه مسؤولين في حكومات, ولأن كلامي وإجابتي على أسئلتهم, ربما سيؤثر على طريقة وضعهم للقوانين, بالنسبة للمرأة العربية المسلمة.
ما الكنز الذي ستورثينه لبناتك?
/ الأمر الذي يضحكني مراراً, أنني كنت كل عمري, أتمرد على قرارات أهلي, عندما كانوا يغرسون في القيم أثناء تنشئتي, فعندما رزقت بابنتي, لعبت الدور نفسه معهما بتلقينهما التعاليم والأسس السليمة, التي تربيت عليها, ولكن الفارق أن ابنتي تربتا على المبادئ من دون أي تذمر واعتراض بعكسي أنا.
ما آخر قصة قرأتها?
/ قرأت قصة حياة بنازير بوتو التي كتبتها بنفسها.
إلى أي مدى ساهم زوجك إيهاب في نجاحك المهني وسطوع نجمك?
- إنه سبب نجاحي, فلولا دعمه وتشجيعه لي, لما عدت إلى الشاشة وإلى قناة quot;MBCquot; بعد انفصالي عنها لسنوات عدة.
فهو من نصحني بالعودة إلى استئناف نشاطي, بعد أن شعر بحالة الركود, التي أعيشها فقال لي آنذاك: أنت إنسانة تحبين التعبير عن آرائك وتشاركي في المجتمع بفاعلية, وإذا لم تفعلي ذلك, ستموتين وأريدك أن تعودي كما كنت, المرأة التي تضج بالحياة والحيوية في المنزل وفي إطار العمل.
وبالفعل أنا محظوظة جداً بشريك حياتي, وبابنتي, وأحمد الله على هذه النعم التي أغدقها علي.