نهار عامر المحفوظ
عزلتنا مشكلاتنا الداخلية لزمن طويل عن متابعة الشأن الاقليمي والعربي والدولي الذي يحفل بالاحداث الكثيرة والتقلبات السريعة التي منها ما يمس أمن المنطقة واستقرارها، وبالتأكيد فان الكويت ليست بعيدة ولا بمنأى عن الاحداث التي تحيط بها على المستويين العربي والاقليمي، لكن مشكلاتنا الداخلية أشغلتنا عما يدور حولنا وكأن الكويت قد غدت عالما لوحدها لحدوث هذا الكم الهائل من الازمات والقضايا التي أشغلت المهتمين بالشأن السياسي لمتابعتها والبحث عن حلول لها مازالت بعيدة المنال لسرعة تطورها وتجددها، وتكاثرها بما لا يسعف على أقل تقدير في حصرها على ما هي عليه، فوتيرة توالد الازمات الكويتية سريعة بما لا يمكن كبحها أو التقليل من سرعة تطوراتها، لكن مع ذلك علينا ان نبحث عن الفرص للحديث عما يدور حولنا وفي محيطنا العربي حتى لا نصاب بمرض الانعزالية ونقع في براثنها أو وحلها المخيف.
كثيرة أحزان العرب وحالة التعاسة التي لا تفارقهم مع تفككهم وتناحرهم، فآخر اهتماماتهم البحث عن ذاتهم، فقطاع غزة المنشق عن الضفة الغربية بقيادة laquo;حماسraquo; التي خاضت معارك عسكرية وقتال شوارع حتى حررتها من قوات فتح laquo;المعاديةraquo; وطردتهم الى داخل حدود الضفة الغربية، لتستطيع بذلك تكوين دولتين فلسطينيتين بحكومتين متعاديتين في وقت مازالت جميع الاراضي الفلسطينية تحت الاحتلال الاسرائيلي، ولم تكتف laquo;حماسraquo; بتحرير غزة بل فتحت جبهة عبر الانفاق مع جمهورية مصر العربية لتمارس من خلالها خرق السيادة المصرية على حدودها فضلا عن الهجوم الاعلامي على مصر وتخوينها للقضية الفلسطينية عبر كيل التهم وخطابات الادانة للقيادة السياسية المصرية، ومع كل هذا وذاك فلم تتخل مصر عن دورها القومي بما في ذلك محاولة جمع الفلسطينيين، laquo;حماسraquo; وlaquo;فتحraquo; لحل الخلاف بينهما لكن دون جدوى ليأتي خطاب الرئيس المصري حسني مبارك بمناسبة عيد الشرطة ليعبر عن غضبه برفضه الاتهامات غير الصحيحة لمصر، ويرد على تلك الاصوات المحتجة على حماية مصر لحدودها التي عمتها الفوضى وأصبحت مرتعا جاذبا لعصابات التهريب عبر الأنفاق التي أضعفت من سيادة مصر على حدودها وأراضيها، ليشير الرئيس مبارك في اشارة واضحة الى ان مصر لن تقبل المساس بسيادتها، وستبقى مصر مفتوحة حدودها لجميع الاشقاء العرب بمن فيهم الفلسطينيون لكن ليس بالتسلل عبر الانفاق، فمصر صدرها واسع لتتحمل الاتهامات وغيرها لاجل العرب ولكن لن تقبل المزيد من المزايدات الرخيصة.
التعليقات