بدرية البشر

قدمت الباحثة السعودية وعضوة الجمعية العلمية السعودية للسنة النبوية فوزية الخليوي لمجلس الشورى مبادرة لمنع تزويج القاصرات في المملكة، وقدمت 11 سبباً لتدعيم مبادرتها التي تطالب المجلس بمناقشتها بجدية لوقف laquo;ظاهرة تزويج القاصراتraquo; التي لا تزال منتشرة في المجتمع السعودي، وآخرها قضية laquo;رشاraquo; طفلة العاشرة التي زوجها والدها لرجل في الثمانين من عمره!

تستشهد الباحثة بكل الجوانب التي لا تبيح زواج القاصرات بدءاً بموقف الرسول محمد (ص) الذي رد أبا بكر وعمر حين تقدما لخطبة فاطمة بقوله: laquo;إنها لا تزال صغيرةraquo;، ثم زوجها لعلي، وهي في الـ 18، مروراً بمواقف العلماء السلفيين الذين اختلفوا على هذا الأمر بل وشجبه معظمهم، والذي ينقض موقف إجماع الأمة بحسب القاعدة الفقهية التي تقول ولو اختلف واحد لسقط الإجماع، وانتهاء بموقف الشيخ ابن عثيمين رحمه الله، الذي قال إنه يجوز منع زواج الصغيرات في السن. وقد أوردت الباحثة ما يدعم بحثها من الناحية الفقهية والنفسية والاجتماعية رأياً في الدين وفي الاجتماع وفي علم النفس، وانتهت لتقر الضرر الواقع على الصغيرات من هذا الزواج بالتقرير الذي أطلقته منظمة الأمم المتحدة للطفولة laquo;اليونيسيفraquo; والذي يقول بأن في كل عام يموت أكثر من 500 ألف امرأة في جميع أنحاء العالم خلال الحمل أو بسبب مشكلات الولادة ،laquo;وأن 70 الفاً من هذه الوفيات تحدث بين الفتيات المراهقات والشابات اللاتي تتراوح أعمارهن بين 15 و19 عاماً، وأن الفتيات اللواتي أنجبن قبل سن 15 عاماً يكن عرضة للوفاة أثناء الولادة بمقدار 5 أضعاف من النساء في العشرينات من العمر.

بقى اليوم أن نستخدم العقل لندعم هذا الرأي الذي تقدمت به الباحثة، ولنتساءل وهل المنطق والعقل أن تبلغ نسبة العنوسة لدينا 180 ألف عانس في المملكة، أي بين كل 16 فتاة هناك واحدة تبلغ الثلاثين من دون زواج بينما نعاني من زواج القاصرات؟ وهل يقر مجتمع عاقل أن يترك رجل في الأربعين أو في الثمانين فتاة راشدة تنتظر الزواج وجاهزة للمسؤولية ويذهب ليضم إليه طفلة لم تبلغ الرشد حتى ولو حاضت؟ وماذا يسمى مجتمع يصمت عن هذا، بل ويقره؟

لم يعد من العقل ولا من الإنسانية أن نقف شهوداً على جرائم الأطفال والصمت عنها، لهذا أضم صوتي لصوت الباحثة ومعي نساء كثيرات لم يتركن باباً إلا وطرقنه لوقف هذا الاعتداء على القاصرات، وتحميل مجلس الشورى كمؤسسة حكومية مسؤولية كبيرة في ترك هذا الشأن معلقاً، وقد عرفنا اليوم انه أصبح بين أيديهم.عربية وممثل وكالة الصحافة الفرنسية وممثل وكالة laquo;انساraquo; الإيطالية والأمين العام للمؤتمر الدولي لوكالات الأنباء وممثل المنظمة الآسيوية لوكالات الأنباء وممثل وكالة laquo;إيتار تاسraquo; الروسية وممثل وكالة laquo;تيلامraquo; الأرجنتينية وممثل laquo;طومسون رويترraquo; والمدير العام لوكالة الأنباء الإسبانية.

ومن المقرر أن يعقد المجلس الدولي اجتماعه الرابع في شهر حزيران (يونيو) المقبل في مدريد لمناقشة الإجراءات النهائية والمنجزات التي حققتها وكالة laquo;تيلامraquo; الأرجنتينية لعقد المؤتمر الثالث.