واشنطن

أعد غلين كيسلر تحليلاً نشرته صحيفة واشنطن بوست، استهله بالإشارة إلى وضوح الخطوط العريضة لسياسة الرئيس أوباما منذ توليه مهام منصبه: وهي تراكم النفوذ، والحفاظ على كل الخيارات مفتوحة، والاستعداد للأسوأ. إذ قام الرئيس أوباما مؤخرا بتفسير إستراتيجيته عبر الخدمات الفارسية لشبكة بي بي سي من خلال ثنائه على الشعب الإيراني، وسعيه وراء حل لطموح الحكومة النووي، وإدانته للرئيس الإيراني، ودعمه لحركة المعارضة الساعية للإطاحة بالقيادة التي يحتاج أوباما لعقد اتفاق معها. ومن جانبه، أكد الرئيس أوباما على أن العقوبات التي قادتها الولايات المتحدة لم تستهدف الشعب الإيراني، ولكنها كانت نتيجة لقرارات الحكومة الإيرانية السيئة. وفي الوقت ذاته، تمسك أوباما بتعهده لتحسين العلاقات حال غيرت الحكومة مسارها، بجانب توبيخه للرئيس الإيراني الذي أعلن في خطابه امام الامم المتحدة وقوف الولايات المتحدة وراء هجمات الحادي عشر من سبتمبر.
ويوضح التحليل ثناء أوباما على قوات المقاومة التي شككت في نتائج انتخابات 2009 الرئاسية، والتي كانت ستدعم الولايات المتحدة نتائجها لو أُقيمت بطريقة نزيهة. ويشير التحليل إلى أن هذه القضايا ليست متناقضة، ولكنها متوترة فيما بينها. إذ يعتقد أوباما ومعاونوه أنهم قاموا بالضغط على الحكومة الإيرانية بطريقة كافية للحصول على نتائج، مثل موافقة مجلس الأمن في يوليو على فرض جولة جديدة من العقوبات ضد إيران التي لم تطبق وقف تخصيب اليورانيوم. هذا وقد أطلقت إدارة أوباما محادثات السلام في الشرق الأوسط، وتخلت عن العمليات القتالية في العراق، وقامت بتطبيق إستراتيجية في أفغانستان- وهي المناطق التي كانت تقوم إيران بإفسادها عند تزايد الضغط الدولي على برنامجها النووي.
ويشير التحليل إلى أن إيران تريد العودة إلى طاولة المفاوضات، وهو ما يشكك في نتائجه مسؤولو الولايات المتحدة والأوروبيين لأن إيران تنوي التركيز على مفاعل البحث الطبي وليس الاتفاق الخاص ببرنامج التخصيب. وبعيداً عن تعليقاته الخاصة بهجمات الحادي عشر من سبتمبر، كرر أحمدي نجاد نداءه لإقامة لجنة من الأمم المتحدة لتقصي الحقائق لتكشف عن عناصر الحكومة الأميركية التي قادت الهجمات لحماية مصالح إسرائيل في الشرق الأوسط. كما ادّعى أحمدي نجاد أن سكان نيويورك يؤمنون بأن الهجمات كانت جزءاً من تبرير حرب العراق وأفغانستان.
ويُختتم التحليل بالإشارة إلى أن احتمال الضربة العسكرية الأميركية أوالإسرائيلية ما زال قائماً، وهو ما أكده الرئيس أوباما ورد عليه الرئيس الإيراني بأن إيران لها الحق في اقتناء برنامج نووي سلمي.