أسامة سرايا


الرئيس بشار الأسدrlm;..rlm; مثل كل التصريحات السورية يريد أن يجمع بين متناقضين لا اتفاق بينهما ولن يكونrlm;.rlm;

إيران بسياساتها الراهنة فى المنطقةrlm;، والمصالح العربية كما يفهمها أبسط السياسيينrlm;، وإذا كان الرئيس السوري مقتنعا بأنه يمكن لسوريا أن تجمع بين هذين المتناقضينrlm;,rlm; فإن التسويق الإعلامي لتلك القناعات السورية في المحيط العربي أمر لايمكن قبوله أو التغاضي عنهrlm;.rlm; فقد نقبل الاختلاف في الآراء مهما تكنrlm;,rlm; ولكن حينما تتحول إلي سلوكيات وتحركات وبرامجrlm;,rlm; تعمل سوريا مع إيران علي تنفيذها علي حساب مصالح الشعوب وأمن الدول العربيةrlm;,rlm; فهذا واقع جديدrlm;,rlm; يتطلب تحركات مختلفة لا تتعامل بمثل التسامح في اختلاف الآراءrlm;.rlm;
لست هنا في مجال الرد علي حديث الرئيس بشار الأسدrlm;,rlm; ولكنه فقط توضيح وبيان أصبح ضرورة من أجل حماية المصالح العربية العليا التي تتعرض للخطر من إيران وسورياrlm;,rlm; ومن محاولة تسويق سياساتهما والعبور فوق التناقضات الحقيقية القائمةrlm;.rlm;
الرئيس بشار يري في زيارة نجاد إلي بيروت تدشينا لولادة الشرق الأوسط الجديدrlm;,rlm; كما يراه أو يأملهrlm;,rlm; أو كما عمل من أجله في السنوات الأخيرةrlm;,rlm; ويريد أن يعطي إيران راية القيادة لشرق أوسط جديدrlm;.rlm; ونحن نري ما حدث في بيروت محاولة مستميتة من الإيرانيين للوجود في قلب المنطقة العربية باستخدام قضاياها الأصلية بل مصالحها الاستراتيجية وأمنها القومي لمصلحة الملف النووي الإيرانيrlm;,rlm; أو باستخدام عنيف وعابث لورقة المقاومةrlm;,rlm; أو استخدام حزب الله لقمع شركاء الوطنrlm;,rlm; أو الاستخدام الأسوأ لملف الأقليات والصراعات الدينية بل الطائفيةrlm;,rlm; وتحديدا السني والشيعيrlm;,rlm; وهو ملف يخشي منه أن يأتي علي ما تبقي للمنطقة من الاستقرارrlm;.rlm;
الرئيس الأسد في حديثه المثير للجدل والأقاويل يري أن الدور الإيراني في المنطقة مثل الدور التركيrlm;,rlm; وليس هناك خلاف بينهماrlm;.rlm; وهذا حقيقي في جانبrlm;,rlm; وخطأ في جانب آخرrlm;,rlm; في الجانب الأولrlm;:rlm; الأتراك لهم مصالح نعترف بهاrlm;,rlm; ولكن تلك المصالح لاتناقض المصالح العربيةrlm;,rlm; ولاتعرض أمن العرب للخطر والتقسيم الطائفيrlm;..rlm; وفي العراق يساعدون علي وحدة الوطن وعدم انقسامه طائفياrlm;,rlm; والمشكلة الكردية نموذجrlm;.rlm; وهم في المشكلة الفلسطينية لم يعملوا علي تجنيد ميليشيات عسكرية يستخدمونها من حين لآخر لتحقيق مصالحهمrlm;,rlm; كما يحدث من إيران مع حزب الله في لبنان أوحماس في فلسطينrlm;.rlm;
rlm;.............................................................rlm;
إما إيران فقد استطاعت التمركز في لبنان باستخدام الطائفة الشيعية وحزب اللهrlm;,rlm; والصوت يعلو الآن بالتهديد للطوائف الأخريrlm;,rlm; إما أن تكونوا معنا أوالبديل الآخر معلوم ومعروفrlm;,rlm; وليسrlm;7rlm; آيار مايو ببعيدrlm;,rlm;كما حاول الرئيس السوري تبسيطه بأنه كان تعبيرا عن حقائق علي الأرض ترجمها حزب الله وهددنا بأنه من الممكن أن تتكررrlm;,rlm; ويجب علي الجميع أن يعترف بها أو تتم تصفيتهrlm;..rlm; ومع ذلك فإن إيران لايمكن أن تختزل تاريخ لبنان وشعبه ونضاله في حزب الله مهما يبلغ تسليحهrlm;,rlm; وتبلغ قدرته علي إرهاب شركاء الوطنrlm;.rlm; وتعرف إيران قبل غيرها أن أسلحة حزب الله لم تعد موجهة إلي إسرائيل بل هي لتهديد اللبنانيين ووحدة بلادهمrlm;.rlm;
هذه التناقضات التي جاء بها الرئيس السوري تجعلنا نتوجس خوفا منهrlm;,rlm; وليس من إيران وحدهاrlm;.rlm; فلقد أوهمنا الرئيس بشار أنه مع المقاومةrlm;,rlm; وهذا خط أحمر لا يتخلي عنه في سياستهrlm;.rlm; ولكننا نعرف جيدا أنه عمليا ليس مع المقاومةrlm;,rlm; وإلا كانت المقاومة في الجولان لاسترداد الأرض وتحرير ما تبقي من التراب السوري أولي بجهوده ومساعيهrlm;.rlm; ولكن إذا كانت المقاومة لحساب إيرانrlm;,rlm; فيبدو أنه معهاrlm;,rlm; لمصلحة ألاعيب سياسية إقليميةrlm;,rlm; تتغذي علي القضايا القومية العربية مثلما يتم استخدام قضايا العرب وهمومهم عبر التاريخ لمصلحة الاستئثار بالسلطة أو لمصلحة أهداف أخري غائبةrlm;,rlm; بينما تتأخر الحلول وقضايا العربrlm;.rlm;
ذكرنا الرئيس السوري بشار الأسد أن أمريكا هي صانعة التوتر والفوضي في الشرق الأوسطrlm;,rlm; وهذا صحيح تماماrlm;,rlm; ولكنه لم يتكلم مثلما شرح وحلل أن إيران هي الأخري كانت شريكا لأمريكا في احتلال العراقrlm;.rlm; وأنها الأخري صانعة الفوضي وتقود ميليشيات لضرب وقتل العراقيين بلا رحمة أو سند من قانون أو حتي مصلحةrlm;,rlm; بل للقتل والثأر التاريخي وحدهrlm;.rlm;
نحن نعرف الآن تاريخا لخروج القوات الأمريكية من العراقrlm;,rlm; ولا نعرف تاريخا لخروج القوات الإيرانية من لبنان أو تاريخا لمنع تدخل الميليشيات المسلحة إيرانيا لقتل العراقيين وتدمير عروبتهمrlm;.rlm;
أما ما ذكره الرئيس السوري عن علاقات مصر بسوريا بأنه لايريد شيئا من مصرrlm;,rlm; فإن مصر تريد الكثير من سوريا الأرض والشعب والتاريخrlm;..rlm; سوريا التي كانت دوما سندا لمصر في صد العدوان علي المنطقة عبر التاريخrlm;.rlm; لاتريد مصر من الحكومة السورية الآن إلا أن تكف عن لعبة التوفيق بين المتناقضاتrlm;,rlm; وتسويق هذا الوهم في المنطقةrlm;.rlm; فالمصالح العربية لمصر كما هي لسوريا الشعب والتاريخrlm;,rlm; الخط الأحمر الذي لايمكن تجاوزه أو المقامرة بهrlm;.rlm; أما السياسة السورية الراهنة فقد خرجت علي هذه المصالحrlm;,rlm; وارتضت أن تمارس دورا لحساب قوة إقليميةrlm;,rlm; لايمكن أن تعمل لحساب أمن المنطقة واستقرارهاrlm;.rlm;
لا نريد الحديث كثيراrlm;,rlm; فنحن حقيقة نخاف علي الرئيس بشار وعلي سورياrlm;,rlm; ولا نريد لهما أن ينجرفا في صراعات لا طائل من ورائهاrlm;,rlm; فاستقرار سوريا بل ازدهارها يهمنا شعبا وحكومة بل وطناrlm;,rlm; فسوريا تعني لنا مصرrlm;,rlm; ومصر لدي المصريين تعني سورياrlm;.rlm; وهذا الكلام لا يدركه البعض في سورياrlm;,rlm; خاصة من تستخدمهم إيران ضد مصر بل ضد القضايا العربية في العراق وفلسطين ولبنانrlm;,rlm; بل في الخليج في البحرين والإمارات وصولا إلي السعوديةrlm;.rlm;
نريد من سوريا أن تتدخل وتستخدم علاقاتها مع إيران لتلجيم دورها التخريبي في منطقتناrlm;,rlm; وتساعد الفلسطينيين علي التحرر الوطني وإقامة دولتهمrlm;,rlm; لوضع حد للانقسام بين الضفة وغزةrlm;.rlm; وأن تستخدم نفوذها ولا تستخدمها إيران في تحجيم الدور العربي في منطقتناrlm;,rlm; ثم تتباكي عليهrlm;..rlm; وكأن الدور العربي حتي يكون موجودا أو مؤثرا يجب أن يتبع في خطواته وسياساته ورغباته الاحتياجات الإيرانية أو يدفع المنطقة للصراعات أو الحروب ضد مصالحها ومستقبلهاrlm;,rlm; نريد من سوريا أن توقف الانقلاب الإيراني علي الطوائف الأخريrlm;,rlm; خاصة علي المسيحيين وسنة لبنانrlm;.rlm;
نريد من سوريا أن تتعاون مع العرب في وقف النفوذ الإيراني في فلسطين حتي تتمكن من إعادة لملمة الفلسطينيين معاrlm;,rlm; وفي وحدة تحمي مصالحهمrlm;,rlm; وتحفظ ما تبقي للقضية الفلسطينية من وجودrlm;.rlm; نريد من سوريا ألا تكون يد إيران في مساعدة الأقليات الشيعية في الخليج للاستئساد علي الاستقرار الخليجيrlm;.rlm;
إن فعلت سوريا ذلك فقد عادت إلي مكانتها التي عرفناهاrlm;,rlm; وإلي قوتها التي ندخرها لدعم قضايا العربrlm;..rlm; وهذا فقط ما نريده اليوم من سورياrlm;.rlm;