داود الشريان


عبرت، رحلة لـ laquo;طيران الإماراتraquo; المجال الجوي الكندي برفقة مقاتلات كندية. على مشارف الأجواء الأميركية استقبلتها مقاتلات أميركية حتى حطت في مطار نيويورك. كان ذلك مشهداً لمناورة حية تلت اكتشاف طردين في لندن ودبي، كانا في طريقهما الى الولايات المتحدة.

ما حصل أول من أمس أعادنا الى أجواء 11 سبتمبر (أيلول). الخوف سيطر على المطارات الأميركية، وأعادها الى التفتيش المستفز. البيت الأبيض عاود ترديد التصريحات الغاضبة والمقلقة. استعاد الأميركيون رعب الطائرات المدنية. رد الفعل السابق لديهم كان سريعاً وعنيفاً وقاسياً. تحمل الأفغان ضربته الأولى. الأميركيون يستعدّون اليوم لعمل مشابه. الطردان جاءا من اليمن، واليمن مرشح بقوة لتلقى ضربة موجعة. نحن في انتظار المعلومات التي تحدد المتهم، الأهداف. لكن اليمن كبلد سيدفع الثمن أياً تكن جنسية الإرهابي ودوافعه.

في المرة الأولى لم يكن للشعب الأفغاني ذنب، كان العرب الأفغان هم مَن خطط ونفذ. هذه المرة ستتكرر القصة، ربما تكون جهات خارجية استخدمت الأرض اليمنية، وعلى رغم ذلك سيموت مواطنون يمنيون أبرياء. هؤلاء الإرهابيون يشنون حرباً علينا باسم الحرب على الغرب. على رغم أن ما يحصل بين الإرهابيين وأميركا، يماثل ما يجري بين الفلسطينيين الذين يطلقون الصواريخ اليدوية الصنع، وإسرائيل: عبث يقابله عنف ضد مدنيين أبرياء... نشاطات حمقاء تدفع الشعوب في مقابلها أثماناً باهظة.

أحداث الأيام المقبلة ستعيدنا الى وراء، وربما وجد صقور الإدارة الأميركية في طرود اليمن فرصة لتنشيط الحرب على الإرهاب. لكن الأمل في شكوك الرئيس باراك أوباما، والتروي قبل الدخول في مواجهة كما حدث في أفغانستان. الأمل أن تعي الإدارة الأميركية ان هناك من يسعى لتوريطها في اليمن، وفتح مواجهة جديدة بين العرب والولايات المتحدة.

الأمل أن تترك واشنطن مهمة المواجهة للحكومة اليمنية، فتدخُّل أميركا سيكون أفضل هدية للجماعات الإرهابية، التي ربما وجدت فيه طوق نجاة من الوضع المادي والمعنوي السيّء الذي تمر به.

هل تتعلم أميركا من درس أفغانستان والعراق؟