أحمد يوسف الدعيج

ازدواجية الجنسية أمر يتعارض مع القانون في الكويت، والكل يعلم بأن الكثير من المزدوجين صناعة حكومية بامتياز والمزدوجون لا دخل لهم بذلك، في الستينيات وبداية السبعينيات من القرن الماضي كانت الحكومة الكويتية في أوج صراعها مع التيارات المنضوية تحت مظلة اليسار وكانت تعاني الأمرّين وكانت ترتجف من برد ماركسي وقومي شديد حمله المنخفض السيبيري وصل الى درجة الزمهرير، ويمكن أن نطلق على تلك الحقبة زمهرير الكويت ((على وزن ربيع براغ عاصمة تشيكوسلوفاكيا سابقاً وجمهورية التشيك حالياً، يوم اكتسحت الدبابات السوفييتية براغ في 21 ديسمبر 1968)) لذلك بلغت حاجة الحكومة في حقبة زمهرير الكويت الى بشوت وفراء تقيها شر ذلك البرد الى درجة اليأس Desperate Need، وكان معظم هذه البشوت والفراء من الجنوب وبعضها من الشمال، وعن طريق رؤوس كبيرة كانت الجناسي الكويتية ترسل في laquo;خياشraquo; الى مقار وجودهم خارج الكويت، وهم كما يعرف الجميع لم يقولوا لكم طرشوا لنا جناسيكم ولم تقولوا لهم تخلوا عن تابعياتكم، واندمج القوم قبل خمسة عقود في الحياة الاجتماعية الكويتية واليوم يعيش بيننا الجيل الرابع من إخواننا المواطنين الكويتيين الذين انخرط رعيلهم الأول والذي يليه، والذي يليه، في الجيش والحرس الوطني والشرطة والمطافئ فكانوا أعمدتها، فهم أكثر أسرانا عديداً وهم غالبية شهدائنا الأبرار، أما أبناؤهم البررة فهم أساتذة في جامعة الكويت والهيئة العامة للتعليم التطبيقي والتدريب وهم كبار الأطباء والاستشاريين في مستشفياتنا وهم مواطنون أبرار، والكويت لجميع مواطنيها، والمسألة مو على كيفكم.
يبدو أن ظاهرة الاحتباس الحراري أو الدفيئة التي لها تأثير على الكثير من الأشياء في الكرة الأرضية طال تأثيرها البعض فشعروا بالدفء بعد برد شديد طال أمده، فرأوا أن يخففوا من البشوت والفراء التي كانوا في أمس حاجتها أيام زمهرير الكويت، وبدلاً من أن يتم ذلك عبر القانون الذي يتعارض مع ازدواجية الجنسية وعبر النقاش في البرلمان الذي أصبح زعماء معارضته من لباسة الفراء والبشوت، لجؤوا الى أسلوب خبيث ابتدعه أحد الكويتيين كان يتدثر بالفراء والبشوت في العام 1992 ولكنه انقلب 180 درجة لما ذهبت مصلحته، وأخذوا يحرضون على أبناء القبائل المزدوج منهم والموحد وكثر الغمز واللمز ثم تلميحات وتصريحات وتجريح وتحد في ظل صمت حكومي، بل لنقل تواطؤ حكومي يثير دهشة البعض ولكنه لا يثير استغراب الكثيرين.
مساء السبت 2009/12/19 أي قبل عام تقريباً عقدت في مقر أحد زعماء المعارضة الكويتية وهو النائب الفاضل مسلم البراك الذي يلقبونه بحق laquo;ضمير الأمةraquo; ندوة جماهيرية حاشدة حضرها الآلاف من أبناء الشعب الكويتي وكانوا في غاية الغضب مما لحق بأبناء القبائل من المواطنين الكويتيين من غمز ولمز وتلميح ثم تصريح وتلويح بكشوفات لا يستطيع من لوح بها أن يحصل عليها لولا أن هناك من زوده بها، ولولا ستر الله سبحانه لتطورت الأمور الى ما لا تحمد عقباه، يومها كتبت في 2009/12/21 مقالة بعنوان laquo;يخربون بيوتهم بأيديهمraquo;. السبت الماضي 2010/12/4 وفي ديوان زعيم المعارضة وعرابها بلا منازع النائب أحمد عبدالعزيز السعدون عقدت ندوة جماهيرية حاشدة للدفاع عن الدستور وهو أغلى ما يمتلك الكويتيون في عقود ما بعد الاستقلال، تخلله حادث مؤسف جداً تمثل باعتداء مشين من العشرات على مواطن كويتي laquo;يعبّر عن رأيهraquo; هو محمد الجويهل وستر الله أنه لم يفقد حياته وإلا لكان ذلك بداية لحرب بسوس جديدة بين حضر الكويت وبدوها يتحمل وزرها الحكومة اللي ما أدري شلون، أو حكومة ردود الأفعال، أو حكومة معالجة النتائج وليس المسببات؟ الى الحكومة المحترمة ولن أقول الرشيدة، أرجو ألا يغيب عن بالكم خطورة اللعب بالنار، فالكويت العزيزة على الكويتيين بجميع أطيافهم لا تحتمل اللعب بالنار.