فاتح عبدالسلام

مَنْ سيكون رئيس الحكومة في العراق؟ سؤال بسيط وسهل يجري علي أفواه جميع العراقيين اليوم ولا تبدو اجابته واضحة بعد أنْ اتضح مجدداً انه لا توجد مرجعية سياسية ثابتة وراسخة في العراق يجري الاحتكام اليها حول الفصل بين مفهومي الكتلة الفائزة في الانتخابات والكتلة المؤتلفة التي ستصبح أكبر من الفائزة بعد ظهور النتائج.
جولة المفاوضات هذه المرة أصعب مما كان عليه الوضع عام 2005 لظهور قوة عراقية جديدة فندت أساليب quot;لفلفةquot; الوضع العراقي بتقسيمات طائفية حاول من لا يزال في الحكم حتي الآن اقناع العراقيين بها وبأنّها تمثل أقصي غاية لمصيرهم.
ومَنْ يريد أن يعرف ما هي الحكومة العراقية المقبلة، عليه أن ينظر أين تجري مفاوضات تشكيلها؟ انّ المفاوضين في أغلبهم منهمكون في طهران بعرض ما لديهم وفي انتظار ما لدي المسؤولين الايرانيين من تصورات لشكل الحكومة العراقية وشكل رئيسها. ليس هناك أثر للعرب بكل ضجيجهم وقممهم وليس هناك أثر للولايات المتحدة أيضاً. ولم يعد الأمر سراً يخجل منه أحد. حيث حال مجالس المحافظات العراقية أكثر استقلالية وهيبة من عملية طبخ الحكومة المركزية لبلادنا في بلاد أخري.
وهو أيضاً ليس سراً ينبغي أن يخجلوا منه لو ان هناك مشاورات عربية موازية للمشاورات الايرانية. لكن المسألة ليست سهلة علي أحد هذه المرة. فايران في موقف لا تحسد عليه، فهي تستطيع تعيين رئيس للحكومة العراقية لكنها لا تستطيع توقع عواقب الاختلالات الناتجة عن ذلك بعد أن اختلت موازنات ظنت انها ستبقي مستقرة منذ ان تفككت البلاد باحتلالها وسيادة المليشيات والتصفيات وحرب تغيير التركيبة السكانية لبغداد وبعض المحافظات تحت شعار (الاجتثاث).
إنّ أي خطأ ترتكبه طهران هذه المرة سيكون كبيراً في أثره علي مستقبلها داخل العراق وعلاقتها مع العرب استراتيجياً لذلك تبدو متأنية وغير مستعجلة في البت.