مكة المكرمة: علي العميري
علق عضو هيئة كبار العلماء الشيخ الدكتور علي عباس الحكمي على ما ورد في خطبة الجمعة على لسان إمام وخطيب الحرم المكي الشريف الشيخ عبدالرحمن السديس من ضرورة الحجر على مقتحمي مقامات الفتيا أو المتعالمين، قائلا إن ولي الأمر هو صاحب الحق في ذلك. وكان السديس قد تطرق لما أسماه بفوضى الفتاوى وعبث التعالم في إشارة لفتاوى حل السحر، وإرضاع الكبير، وإباحة الغناء، والاختلاط وسواها. وهنا قال الحكمي لـquot;الوطنquot; إن الفتيا يجب أن تكون منضبطة بالضوابط الشرعية، وإذا ثبت أن أحد المفتين تجاوز الحد فيها وأكثر من الفتاوى الشاذة، فمن حق ولي الأمر أن يتخذ الإجراءات اللازمة لمنعه من ممارسة الفتيا.
إمام الحرم المكي يحذر من الغش في المعاملات والفكر والعقيدة والعبادة
مكة المكرمة، المدينة المنورة: واس
حذر إمام وخطيب المسجد الحرام الشيخ الدكتور عبدالرحمن بن عبدالعزيز السديس المسلمين في خطبة الجمعة أمس من الغش في المعاملات والفكر والعقيدة والعبادة، كما أوصى الطلاب بأن يتقوا الله، وإخلاص النية، والحذر من الغش في الامتحانات التي تجرى هذه الأيام.
وأوضح أن الغش في المعاملات هو خديعة المشتري والتغرير به، وله ضروب وصور شتى، منها: خلط الجيد من البضاعة بالوضيع، وبيع الجميع على أنه من الرفيع، أو كتمان ما في السلع من عيب ونقصان، وذلك عين الغش وسبيل الخذلان، ومنها ما يروج له من التخفيضات عبر الدعاية الكاذبة أو الإعلان، وما حقيقة ذلك الإنتاج، إلا التدليس والبهتان ومن الناس من يسوق سلعته بكاذب الأيمان، وما درى أن ذلك يسلب البركة ويخدش الإيمان.
وأكد أن الغش ليس قصرا على البيع والشراء، بل حذر الإسلام من الغش في العقيدة والعبادة، وذلك بالجفاء عنهما، أو التنطع فيهما والزيادة، أو إحداث عبادات في أشهر ومناسبات لم يكن عليها سلف الأمة وأئمتها، كما يشمل شتى جوانب الحياة وطرائقها، وجلائل المسؤوليات ودقائقها، ومن أعظمها، الغش ممن ولي أمرا من أمور المسلمين وأماناتهم، ففي الوعيد الشديد، يقول :laquo; ما من عبد يسترعيه الله رعية يموت يوم يموت وهو غاش لرعيته إلا حرم الله عليه الجنة raquo; متفق عليه.
وقال الشيخ السديس quot; يا له من وعيد يدك صلد الصعيد، وهو عام يشمل الراعي مع رعيته، ورب البيت مع أسرته، والمسؤول في وظيفته، تحذيرا من كل غش وتقصير منتاب، وحثا لهم على الطموح الوثاب، وكذا غش الأمة في فكرها الصافي بأفكار منحرفة ملوثة تثير الفتن والبلبلة، وتتقفر الفتاوى الشاذة، والأقوال الغريبة الفاذة، خروجا عن جماعة الأمة وجمهورها، والنيل من علماء الأمة الربانيين وأئمتها الراسخين، وكذا غش الأمة في قضاياها الكبرى ومقدساتها، بالتجافي عنها والاستخفاف بشأنها، وما تفرزه وسائل الإعلام وأعمدة الصحافة وقنوات الفضاء وشبكات المعلومات من مواد فكرية مغشوشة، تلبس الحق بالباطل، وتدنس الفضائل بالرذائل، لاسيما غش المرأة المسلمة وخداعها بالتبرج والسفور والاختلاط المحرم، ومنها الغش في المفاهيم والتلاعب بالمصطلحات، على نحو ما يحاك ضد الدعوة السلفية في هذه الأيام، وما هي إلا لزوم منهج سلف الأمة من الصحابة الكرام، والأئمة الأعلام، وليست فرقة حزبية أو دعوة عصبية، والوقوع في فخ ما يسمى بالوهابية، وما هي إلا دعوة تجديدية وإصلاحية، وليست مذهبا خامسا كما يزعم، بل ليس فيها -بحمد الله- ما يخالف الكتاب والسنة، ومن صوره ما يتعلق بغش الأوطان في بث الفوضى فيها، وزعزعة الأمن والاستقرار، وتهريب وترويج المخدرات، واستمراء المحرمات والمنكراتquot;.
وبين إمام وخطيب المسجد الحرام أن من غرائب الزمان، أن فئاما من الناس -هداهم الله- يظنون الغش كياسة وذكاء، ومسلكا لاكتساب الرزق أو الوجاهة دون وناء. وهذا الضرب من المعاملة توحي به قلوب أصلب من صم الصفاء، قد تنصلت من الرأفة والصفا، فالغاش - عياذا بالله- قد عشي عن مكسبه، أهو مالكه أم هالكه أم تاركه؟ فيا أخدان الغش والخديعة، أتتشبعون بسحت قضمته أسنانكم، وكسب غشته أيمانكم؟ رباه رباه! ما أحط الإنسان الذي دمر بالغش أمته وقيمه، وطمس بالمماذقة مشاعره وشيمه، أما استقى من رحيق التوحيد، أما يخشى وما فيها من وعيد quot;ألا يظن أولئك أنهم مبعوثون ليوم عظيمquot;.
... ويدعو إلى الحجر على مقتحمي مقامات الفتيا والمتعالمين
مكة المكرمة: الوطن
دعا إمام وخطيب الحرم المكي الشريف الشيخ عبدالرحمن السديس أمس في خطبة الجمعة إلى الحجر على مقتحمي مقامات الفتيا أو المتعالمين، معتبرا أن الحجر عليهم من الحزم لأن الحجر لاستصلاح الأديان أولى من الحجر لاستصلاح الأبدان. ووصف مقتحمي مقامات الفتيا بأنهم ليسوا منها (الفتوى) في قليل ولا كثير، غافلين عن آثار آرائهم في المجتمع، ومآلاتهم في الأمة في حال فتاوى حل السحر، وإرضاع الكبير، وإباحة الغناء، والاختلاط وسواها، متناسين أثر عبدالله بن مسعود ـ رضي الله عنه ـ ما أنت بمحدث قوم بحديث لم تبلغه عقولهم إلا كان لبعضهم فتنةquot;.
وحذر الشيخ السديس من غش الأمة في فكرها الصافي بأفكار ملوثة تثير الفتن والبلبلة وتنشر الفتاوى الشاذة والأقوال الغريبة خروجا عن جماعة الأمة وجمهورها والنيل من علماء الأمة الربانيين وأئمتها الراسخين في عالم يموج بفوضى الفتاوى وعبث التعالم، وكذا غش الأمة في قضاياها الكبرى ومقدساتها للتجافي عنها والاستخفاف بشأنها، وما تفرزه وسائل الإعلام وأعمدة الصحافة وقنوات الفضاء وشبكات المعلومات من مواد فكرية مغشوشة، تلبس الحق بالباطل، وتدنس الفضائل بالرذائل، لاسيما غش المرأة المسلمة وخداعها بالتبرج والسفور والاختلاط المحرم، ومنها الغش في المفاهيم والتلاعب بالمصطلحات على نحو ما يحاك ضد الدعوة السلفية في هذه الأيام.
الحكمي: يجب أن تكون الفتيـا منضبطة شرعيـا
مكة المكرمة: علي العميري
أكد عضو هيئة كبار العلماء الشيخ الدكتورعلي عباس الحكمي أن الفتيا يجب أن تكون منضبطة بالضوابط الشرعية، وإذا تبين أن أحد المفتين (بصرف النظرعمن يكون) تجاوز الحد فيها بمعنى أنه أكثر من الفتاوى الشاذة، وغير الموافقة لرأي الجماعة، واختلت فيه بعض الشروط، فمن حق ولي الأمر أن يتخذ الإجراءات اللازمة؛ لمنعه من ممارسة الفتيا لأنه ورد عند بعض الفقهاء أن صاحب الفتاوى الشاذة يمنع من الفتيا.
وبين الدكتور الحكمي في تعليقه على خطبة الشيخ عبدالرحمن السديس في الحرم الشريف أمس خلال صلاة الجمعة التي طالب فيها بالحجر على أنصاف المفتين، أن ولي الأمر هو صاحب الحق، مشيرا إلى أن هيئة كبار العلماء كمؤسسة دينية موقفها يكون بتوضيح الشروط والضوابط، التي ينبغي أن تتوفر في من يتصدى للفتوى، ولكنها من وجهة نظري لا تستطيع المنع من الفتوى بل تبين القاعدة الشرعية، وعلى جهة الاختصاص تطبيق المنع من الفتوى.
التعليقات