إثر تحريم عمل الفتيات laquo;كاشيراتraquo; أو المشاركة في ألعاب الفروسية

الرياض - صبحي رخا

ما زالت فوضى الفتاوى في السعودية مستمرة، رغم صدور أمر ملكي مطلع الاسبوع الماضي، بقصر الفتاوى على أعضاء هيئة كبار العلماء، حيث أفتى شيخ بتحريم عمل الفتيات السعوديات كبائعات في أسواق التجزئة (كاشيرات)، وافتى آخر بتحريم مشاركة الفتيات في ألعاب الفروسية بعد مشاركة أول سعودية في اولمبياد الشباب الحالي في سنغافورة.
وأفتى عضو هيئة التدريس في جامعة الإمام محمد بن سعود الإسلامية، يوسف الأحمد، أن laquo;ما قامت به سلسلة أسواق بندة والمملوكة لشركة صافولا، من توظيف نساء في مهنة كاشيرات، يعتبر من الحرام ومخالفا لأنظمة ملكية صريحة وبالنصraquo;.
ومعلوم أن laquo;بندةraquo; كانت مملوكة بالكامل للأمير الوليد بن طلال قبل بيعها لـ laquo;صافولاraquo; التي يملك الأمير أيضا حصة الغالبية في أسهمها.
وتأتي هذه الفتوى رغم صدور الأمر الملكي مطلع الأسبوع الماضي، بقصر الفتاوى على أعضاء هيئة كبار العلماء فقط، ورغم أن الأمر تضمن التحذير من عقوبات رادعة ستطول كل من يخالف هذا القرار كائنا من كان.
وقال الأحمد المعروف بفتاويه المثيرة للجدل ومن أشهرها فتوى اعدام أصحاب القنوات الفضائية الماجنة برأيه كقنوات laquo;روتاناraquo; المملوكة للأمير الوليد وقنوات laquo;إم بي سيraquo; باعتبارهم laquo;مفسدين في الأرضraquo;، ان laquo;هذا الأمر محرم ومن وسائل تطبيع المشروع التغريبي وفرضه على المجتمع، وأنه يسير في خطوات تمهد لخروج المرأة ضمن ذلك المشروعraquo;، معتبراً أنه من مشاريع المنافقين، ويجب التصدي العاجل له ومنعهraquo;، مؤكداً أنه حاول الاتصال بالقائمين على المشروع، وأن رد المسؤول كان laquo;غير جيدraquo;، مستغرباً laquo;الدعم الذي يقف خلف تلك الإدارة التي تدعم ذلك في ضوء رفض المجتمعraquo;، متسائلاً: laquo;هل هو دعم أميركي صريح أو مخفيraquo;؟.
ودعا الأحمد الذي كان يتحدث لإحدى الفضائيات في أحد برامج الإفتاء، إلى أن laquo;المقاطعة هي من الوسائل المباحة لهجر من وصفه بالمبتدع والمجاهر المصر المعلن لبدعته، وأن أهل العلم أجازوا ذلك، وأنه يمتد لإجازة الرسول صلى الله عليه وسلم، لذلك لمن أحدث في الدينraquo;.
واعتبر أن laquo;مقاطعة متاجر بندة هو أمر حسنraquo;، مشيراً إلى أن laquo;من الأفضل منحهم فرصة للتراجع وبعدها مقاطعتهم، ليس فقط في جدة ولكن أيضاً في كل مناطق المملكةraquo;، معتبراً أن laquo;هناك من يدير مثل تلك الأعمال بخبث ومكرraquo;، محذراً من أن laquo;ذلك لو تم السكوت عنه سينتشر ويفتح المجال للتغريبيينraquo;، مطالباً أهالي جدة برفع القضايا ضد أصحاب هذه المتاجر.
ولا يبدو أن الأمر الملكي دخل حيز التنفيذ بعد إذ أفتى شيخ آخر بفتوى رياضية مثيرة حيث حرم الشيخ سعود النفيسان مشاركة الفارسة السعودية دلما محسن (16عاما) في مسابقات قفز الحواجز في الألعاب الأولمبية بزعم أن الفروسية من خصائص الرجال في الإسلام أما المرأة فرياضتها بين النساء فقط، لأنها مطالبة بالحجاب والحشمة والوقار وعدم التعرض للأجانب.
وأوضح النفيسان وهو عميد كلية الشريعة في الرياض سابقاً أن laquo;ألعاب الفروسية وعامة المباريات الرياضية المحلية منها والدولية كلها حرام لا يجوز للمرأة المسلمة ممارستها، وفاعلة ذلك مجاهرة بالمنكر ومثلها ولي أمرها إذا كان راضيا بذلك، ويجب على ولاة الأمر منع ذلك، ولا يرضى بهذا الفعل أو يشيد به إلا سفيه أو مغرضraquo;.
وكانت وسائل الإعلام تداولت خبرا مفاده مشاركة محسن وهي ابنة أروى مطبقاني عضو اتحاد الفروسية، كأول رياضية من المملكة تشارك في دورة أولمبية، حيث تخوض مسابقة قفز الحواجز للفروسية في أولمبياد الشباب الأول المقام حاليا في سنغافورة.