استجابة لنداءات ''أبو العباس'' و''مصعب'' عبر إذاعة القرآن الكريم

جنرال أمريكي في أفريكوم يتهم مالي بالتواطؤ مع القاعدة

 الجزائر -سامر رياض

استجاب بعض قياديي تنظيم دروكدال لنداء ترك السلاح الذي أطلقه''أبو العباس'' و''مصعب''، منظرا تنظيم القاعدة والتائبان حديثا، حيث سلم، في اليومين الأخيرين، المكنى ''أبو جندل''، أمير كتيبة الفاروق في تنظيم ''الجماعة السلفية'' في بوغني والذي نصبه دروكدال خلفا للأمير التائب ''عبد الجبار'' مختطف ''عمي علي'' في بوغني بتيزي وزو، كما التحق، أول أمس، بلحاج جلول، المدعو ''بلال''، أحد أبرز نشطاء جماعة ''حماة السلفية'' في تيبازة، وهو التنظيم الناشط بمعزل عن تنظيم القاعدة ببعض ولايات الوسط والغرب.
جاء قرار توبة ''أبو جندل'' والمدعو'' بلال، استجابة لنداءات أطلقها، السبت الماضي، عبر إذاعة القرآن الكريم، التائبان عثمان تواتي المكنى ''أبو العباس'' وسمير سعيود المدعو ''مصعب''، وهما ممن كانوا يعرفون بمتطرفي ومنظري تنظيم دروكدال، والملتحقان بركب المصالحة خلال الأشهر الأخيرة، حيث تضمن نداؤهما، الموجه لمن تبقوا في الجبال في حوار مطول مع قناة القرآن الكريم، العودة إلى جادة الصواب لعدم شرعية ما يسمى ''الجهاد'' في الجزائر بنص الآية والحديث وفتاوى العلماء.
وتوالت أفواج التائبين من أعلى هرم تنظيم دروكدال، في أفريل الماضي، بعد التحاق كل من ''مقداد لونيس'' المدعو رضا، رئيس اللجنة الطبية، ومنصوري محمد المكنى ''عبد الجبار''، الأمير السابق لكتيبة الفاروق في بوغني، والذي التحق بمسعى المصالحة يومين قبل الإفراج عن الشيخ المختطف ''عمي علي'' في بوغني. وهي الحادثة التي كان فيها إجماع السكان على كلمة واحدة وكرجل واحد لتحرير الشيخ، وهو ما جعل ''عبد الجبار'' يعيد حساباته ويفر من مغارات التنظيم ويلتحق بمسعى المصالحة.
وبالرغم من المحاولات المحدودة التي يقوم بها تنظيم ''الجماعة السلفية للدعوة والقتال'' لتسجيل حضوره، غير أن وقع ضربات الجيش الموجعة وأفواج التائبين المطلقين للعمل المسلح منذ نداء حسان حطاب، مؤسس التنظيم، وقيادييه، الذين وجهوا أكثـر من مرة رسائل وخطابات طالبوا فيها إخوانهم في الجبال العودة إلى جادة الصواب، كلها عوامل جعلت التنظيم يحتضر.
وموازاة مع الضربات الموجعة لقوات الجيش بفضل العمل الاستخباراتي، وتعاون قياديين من محيط دروكدال مع قوات الأمن في تسريب المعلومات، وحرب التجسس المعلوماتي على المراسلات المتبادلة في التنظيم، فإن الوضع في الساحل ينذر هو الآخر بنهايته، رغم نجاح أبو زيد ويحيى جوادي في تحصيل أموال طائلة من وراء الفدية. فبغض النظر عن موقف دول الساحل الرافضة لتحول فرنسا وإسبانيا وبعض الدول الأوروبية إلى مصدر تمويل للقاعدة في الساحل من خلال الفدية، فإن التنسيق العسكري على الصعيد الدولي بدأ يأخذ أبعادا تنذر بقرب حرب بلا هوادة ضد التنظيم في الساحل، الذي عبرت فيه كل من بريطانيا وأمريكا، مؤخرا، رفضهما سياسة النعامة مع تنظيم القاعدة من طرف مالي وسياسة العرض والطلب من طرف فرنسا ومؤخرا إسبانيا.
ومن أبرز المؤشرات تصريح جنرال أمريكي في قيادة أفريكوم، رفض الكشف عن هويته، حسب ما أوردته، أمس، وكالة رويترز في لندن، مؤكدة اتهامه الصريح لباماكو،، قائلا إن مالي متحالفة مع القاعدة لابتزاز أوروبا. موضحا، حسب برقية رويترز، أن دفع الفدية يشجع على بقاء واستمرار القاعدة في الساحل ويفتح شهيتها، بل وقد يتطور إلى ما لا يحمد عقباه. وأضاف المسؤول العسكري الأمريكي للوكالة بأن إطلاق مساجين القاعدة مقابل تحرير رهائن ليس حفاظا من تلك الدول على حياة رعايا بقدر ما هو مخاطرة بحياة كل أجنبي متواجد في الساحل، من خلال تصعيد وتيرة الاختطافات لنيل الفدية. ودعا هذا المسؤول، في الأخيرة، إلى ضرورة توحيد الرؤى لمحاربة الإرهاب.