واشنطن

كتبت ماغي فيك، وهي صحافية مستقلة مقيمة في جوبا بالسودان، مقالاً نشرته مجلة فورين بوليسي، أوردت فيه قول نيكسون سيمون، مهندس الغابات الذي عاد لتوه إلى منزله في جوبا، بعد هروبه كلاجئ منذ 20 عاما، إنه laquo;لايمكن لأي شيء إيقاف هذا الاستفتاءraquo;، وهو الكلام الذي يتفق عليه أي شخص من الجنوب، حيث لا يستطيعون العيش تحت قمع حكومة الشمال في الخرطوم. هذا وينتظر سايمون الاستفتاء بفارغ الصبر المقرر إقامته يناير المقبل، حيث من المتوقع أن يصوت الجنوب على نطاق واسع لمصلحة انفصاله.
أما العاصمة الخرطوم فلديها خطط أخرى، حيث أوصى كبار المسؤولين بتعيين الحدود التي تفصل الدولة إلى شمال وجنوب قبل التصويت. فمن الممكن أن تطالب الدولة بمعرفة حدودها قبل إعلان استقلالها، وهو الاقتراح الذي يعد استراتيجية للمماطلة، حيث تتطلب عملية تعيين الحدود سنوات، وهي المدة التي لن ينتظرها الجنوبيون للاستقلال حتى ولو تطورت في أعمال عنف.
ويوضح الكاتب أن الشمال والجنوب السوداني قد اتفقا على حدود 1956 عندما استقل السودان عن بريطانيا، وذلك بعد توقيعهما على اتفاق 2005 الذي أنهى الحرب الأهلية. إلا أن السنوات الخمس الأخيرة شهدت نزاعا بين حزب الحكومة المركزية الوطنية، وحركة تحرير جنوب السودان على الحدود التاريخية.
ومن جانبها، قامت لجنة تعيين الحدود المؤلفة من تكنوقراطيين من الجانبين بتحديد %80 من الحدود، إلا أنه هناك خمس مناطق على الأقل لا تزال موضع نزاع. ومنطقة أبيي وسط البلاد هي واحدة من أكثر المناطق الحدودية المتنازع عليها، حيث تقطنها قبائل متناحرة مثل المسيرية، وهم الرعاة شبه البدو، ونجوك دنكا، المزارعون المستقرون. حيث ادّعت نجوك دنكا أحقيتها التاريخية في الأراضي التي عاشت عليها لمئات السنين، والتي ضمنتها لها بريطانيا. أما المسيرية، فلديها حقوق رعي، إلا أن التوتر المتفجر حول الحقوق يعود إلى الستينات، والحرب الأهلية عندما تحالفت دنكا مع الجنوب، والمسيرية مع الشمال. هذا وقد عادت القضية إلى الظهور مرة أخرى في مايو 2008، عندما قام جيش الشمال بتدمير وسرقة مدينة أبيي الرئيسية، ومقتل 18 مدنياً على الأقل مما أدى إلى هروب 60 ألف شخص إلى الجنوب.
واتفاق السلام عام 2005 وعد شعب أبيي بإقامة استفتاء خاص حول انضمامها إلى الشمال أو الجنوب بعد تصويت الجنوب على الانفصال، بغض النظر عن نتائجها. إلا أن هذا الاستفتاء تم تأجيله إلى ما أبعد من تصويت الجنوب، كما اندفع المحليون إلى الشوارع للتظاهر حول الطريق المسدود بين منظمة تحرير الجنوب، وحزب الحكومة المركزية الوطنية حول إدارة التصويت والتوسل للمجتمع الدولي كي يتدخل.