14 آذار تستعد لمواجهة 'الانقلاب' ومعركة إسقاط البلد


بيروت - سعد الياس

تسود خشية في بيروت من أن تكون الهدنة السياسية في شهر رمضان قد سقطت بعد حلول عيد الفطر، وتتجه الانظار الى مداولات جلسة مجلس الوزراء المقبلة التي لم يُحدّد موعدها بعد في انتظار عودة رئيس مجلس الوزراء سعد الحريري من المملكة العربية السعودية، حيث من المتوقع أن يكون ناقش مع القيادة السعودية أبعاد الهجوم العنيف الذي شنّه عليه المدير العام السابق للامن العام اللواء جميل السيّد والذي ترافق مع مواصلة 'حزب الله' معركته مع 'شهود الزور' الذي ينتظر طرحه في مجلس الوزراء، وحديثه عن 'منظومة سياسية وإعلامية وأمنية بعضها له وجه رسمي وبعضها يرتبط بشخصيات وبقوى سياسية صنعت وفبركت شهود الزور'.
لكن تهديدات اللواء السيّد الذي قال كلمته ومشى الى باريس بقيت موضع تقويم ورصد ولاسيما أنه أطلقها بعد ايام على لقائه الرئيس السوري بشار الاسد، ولاحظت أوساط نيابية وقانونية 'ان كلام السيّد هو تهديد علني بالقتل وعلى النيابة العامة التمييزية التحرك فوراً'. وقد دفعت مواقف السيّد قوى 14 آذار الى الاستنفار لمواجهة ما أسمته 'الانقلاب'، وأفيد أن اجتماع الامانة العامة يوم غد الاربعاء سيكون استثنائياً بمضمونه، خصوصاً أن 14 آذار اعتبرت 'ان معركة اسقاط البلاد قد بدأت على يد الفريق الآخر الذي اعلن الانقلاب المضاد على نزول المليون ونصف المليون من الشعب اللبناني الى الشارع وعادوا باستقلال لبنان'.
وفي الردود على اللواء السيّد، كشف عضو 'تكتل لبنان أولاً' النائب عقاب صقر أن جميل السيّد كان طلب من الرئيس الحريري بواسطة وسيط موثوق مبلغ 15 مليون دولار لتسوية الموضوع والتنازل عن كامل القضية، وبعدما رُفض طلبُه أنزل السيّد قيمة المبلغ الى النصف أي سبعة ملايين ونصف مليون دولار'، واصفاً السيّد بأنه 'ركن الفساد الاساسي، واعتاد سلب حقوق الناس، ويجب أن يكون موقعه في السجن من زمان'. وقد نفى مكتب السيّد لاحقاً هذه الواقعة.
من جهته، وفي اطار استنفار سني للدفاع عن رئيس الحكومة قال نائب طرابلس محمد كبارة 'أتحفنا جميل السيد بتهديداته التي لا تنطق عن هواه، وكنا نفترض أن النيابة العامة ستتحرك مباشرة بعد مؤتمره الصحافي الذي أخرج فيه ما في صدره من حقد أعمى لطالما استثمره من مواقعه الأمنية التي عرف كيف يتسلق أبوابها بعد أن زحف عند أقدام أسياده وقدم لهم الخدمات التي تؤهله ليكون في خدمة من أوصله إلى مراتب عليا في الأمن والاستخبارات على حساب الوطن ونظامه ومؤسساته وديمقراطيته'.
اضاف 'لقد كان لنا في خبرة جميل السيد الأمنية عبرة من ذلك النظام الأمني الذي حكم البلد بالحديد والنار والتهديد والتهويل، لكن هذا الموظف نسي أن كل تلك المنظومة الأمنية التي تربع على رأسها صورة عن غيره تهاوت أمام إرادة الناس الذين كانوا ضاقوا ذرعاً بممارساته، فإذا به يطلّ علينا مهدداً رئيس حكومة لبنان الذي أراد أن يعفو عند المقدرة، فإذا بهم يستغلون حرصه على المصلحة الوطنية العليا من أجل شن حرب شعواء لا هوادة فيها ضد الرئيس سعد الحريري نفسه وضد كل من يقف عثرة أمام مشروع الإنقلاب الجديد الذي يريد إعادة عقارب الساعة ست سنوات إلى الوراء.لكن المفارقة التي لا يمكن القفز فوقها أنه يشرب في كل مرة حليب السباع ليشن حملة رخيصة من الشتائم والتهويل والتهديد لن تؤثر في أحد كما لم تؤثر فينا من قبل حفلة الترهيب والقهر'.
وتابع: 'ما قاله جميل السيد هذه المرة إنما جاء بعد أيام قليلة فقط من لقائه مع الرئيس السوري بشار الأسد من دون أن نعرف ما هي الصفة التي يحملها ليستقبل من قبل رئيس دولة، وهذا تكرار لما حصل قبل أشهر، وهو ما يدفعنا إلى التساؤل والارتياب، فهل ما نطق به السيد هو من عندياته أو من تعليمات وأوامر تلقاها؟ وإذا كان الأمر غير ذلك فلماذا يستنفر السيد ذاته ويخرج إلينا شاهراً سيفه بعد كل لقاء بالرئيس الأسد؟ ولماذا لا تقوم القيادة السورية بضبط هذا العنصر غير المنضبط طالما أنها تعلن التزامها بتصحيح العلاقة مع لبنان وفتح صفحة جديدة ؟ أو علينا أن نتساءل هل ثمة مؤامرة مبطنة تحاك ضد الرئيس الحريري ظاهرها ايجابي وباطنها تحريك الأزلام من اجل تحقيق غايات بات الجميع يعلم بها؟'.
كذلك أدلى مفتي جبل لبنان الشيخ محمد علي الجوزو بتصريح تحت بعنوان 'حاكموا آل الحريري' تناول فيه قضية محاكمة المسؤولين عن اغتيال الرئيس الشهيد رفيق الحريري فقال: 'الحقيقة التي يجب ان نقرّ بها جميعاً ان الرئيس الشهيد رفيق الحريري قد قام بعملية انتحارية جماعية هو واصحابه ومرافقوه، والحقيقة ايضاً ان جميع النواب الذين سقطوا على ارض لبنان مضرّجين بدمائهم قد انتحروا، والحقيقة ان كل اصحاب الرأي الذين طالتهم يد الموت قد انتحروا، لم يرتكب هذه الجرائم احد، الجميع ابرياء، كانت العلاقة بين الرئيس اميل لحود والرئيس الحريري سمناً على عسل، وكان التوافق والحب والود على احسن ما يرام بينهما، ولم يحاول رئيس الجمهورية اضطهاد الرئيس الحريري قط، كذلك الامر بين الاجهزة السورية والاجهزة اللبنانية كانت في قمة الاحترام والتقدير بين هذه الاجهزة، وكان التعاون قائماً بينها وبين الرئيس الحريري وعلى اتم وجه'؟. واشار الى 'ان علينا ان نوجه الاتهام في ما حدث الى الرئيس الحريري رحمه الله، وان نوجه الاتهام الى عائلة الرئيس الحريري الذين طالبوا بكشف الحقيقة ومعرفة من قام بهذه الجرائم مجتمعة، المحكمة الدولية يجب ان تحاكم اسرة الرئيس الحريري لانهم فبركوا قضية غير صحيحة، وجاؤوا بشهود الزور ليوجهوا الاتهام الى اناس ابرياء، شرفاء، اطهار، لم تتلوث ايديهم بنقطة دم واحدة، فهل هذا من الاخلاق في شيء؟ كيف تجرأ اهالي الضحايا في لبنان وطالبوا بمحاكمة القتلة؟'.
وفي رد ضمني على السيّد قال المفتي الجوزو إن 'الذي ينفذ الاوامر الخارجية، ويتحرك بوحي من 'اسياده' واولياء نعمته ليس من حقه ان يتطاول على الشرفاء الذين صنعوا لبنان الجديد، كم هزلت الامور؟ من المسؤول عن اغتيال الرئيس الشهيد رفيق الحريري، ومن المسؤول عن تنفيذ هذه الجريمة بهذه الدقة المتناهية، وبهذا التخطيط المطمئن الامن، ومن القى التبعة على 'ابو عدس' ولم يلقها على اسرائيل آنذاك'؟.