محمد صادق دياب
يعجبني طموح قطر لاستضافة المونديال في عام 2022 بصرف النظر إن كانت ستحظى بهذا الشرف أم لا. وقطر في تقديري دولة نموذجية لاستضافة المونديال، بإمكاناتها الاقتصادية، واستقرارها الأمني، وبنيتها التحتية، ومساحتها الجغرافية التي تسمح بالكثير من التفاعل والتلاقي للجماهير الرياضية، فضلا عما تتمتع به من رغبة الانفتاح على العالم. وقطر تضع بالفعل خططا طموحة لهذه الاستضافة، حيث يقال إن المنشآت التي تم تصميمها لاستضافة هذا الحدث غير مسبوقة عالميا، ووفق أعلى المعايير الهندسية والإنشائية، ويحقق المونديال لقطر الكثير من الأغراض السياسية، والإعلامية، والرياضية، ولا أعتقد أن الهدف الاقتصادي يأتي ضمن أهداف الاستضافة، رغم العائدات الكبرى التي تحققها الدول المضيفة، فألمانيا وجنوب أفريقيا حققتا عوائد تقدر بمليارات الدولارات من استضافة المونديال، ولو قدر لقطر أن تستضيف المونديال فإن اسمها سيكون على كل لسان، وسينشأ جيل جديد من القطريين أكثر إيمانا بالرياضة، فضلا عما يتيحه المونديال للقطريين من فرصة الانفتاح على العالم، والتعرف الأعمق على ثقافاته وحضاراته.
لو قدر لقطر أن تستضيف المونديال في عام 2022 فستكون أول دولة عربية تنال هذا الشرف، سابقة بذلك دولا عربية أخرى لها تاريخها الطويل في كرة القدم، فتاريخ الكرة في قطر - الذي بدأ في منتصف القرن العشرين - يعد متواضعا، إذا ما قورن بتاريخ الكرة في دول مثل: مصر، والجزائر، والعراق، والمغرب، والسودان، وتونس، ويستحق هذا الطموح القطري الجميل أن يحظى بالدعم العربي كاملا، فاستضافة قطر للمونديال فخر لكل العرب.
فالكرة، هذه الساحرة العظيمة، أصبحت كطائر الفأل الجميل أينما تحط، تتبعها أنظار العالم، فلولا الكرة ما عرف الناس شيئا عن البرازيليين سوى أنهم باعة بن وسكر، لا أكثر ولا أقل، وأسماء لاعبي الكرة أشهر من أسماء السياسيين والزعماء والاقتصاديين، فجل الناس في العالم يعرفون اليوم أسماء: الأرجنتيني laquo;ميسيraquo;، والبرتغالي laquo;رونالدوraquo;، والإسباني laquo;هرنانديزraquo;، والبرازيلي laquo;كاكاraquo; أكثر مما يعرفون أسماء رؤساء دولهم، وأصبحت الفيفا - كما يقولون - حكومة الظل التي تحكم العالم.
إنه عصر الكرة.
التعليقات