فتـحي محـمـود
لم يكن المؤتمر الصحفي الذي عقده المدير العام السابق للأمن العام في لبنان اللواء جميل السيد ـ مساء الأحد الماضي ـ هو الأول الذي يهاجم فيه بعنف رئيس الحكومة سعد الحريري.
عون الثالث من اليمين والسيد الثانى من اليسار مع ضباط سوريين فى دمشق عام 1985
وقيادات قضائية وأمنية وسياسية واعلامية متعددةrlm;,rlm; ولن يكون الأخيرrlm;.rlm; فكلما اقترب موعد اعلان قرار الاتهام في قضية اغتيال رفيق الحريري ـ التي قضي السيد بسببهاrlm;4rlm; سنوات في السجن ـ سترتفع بشدة وتيرة الحملة الإعلامية والسياسية التي يقودها حزب الله الآن بهدف نسف المحكمة الدولية ومنعها من نظر القضيةrlm;.rlm;
لكن الجديد هو اللغة التهديدية التي استخدمها اللواء السيد مقسما بشرفه أنه سيأخذ حقه بيديهrlm;,rlm; وهو ما أثار تكهنات حول مدي إمكانية تفجر الوضع الأمني في لبنان خلال الفترة المقبلةrlm;,rlm; وكذلك توقيت المؤتمر الصحفي الذي عقد بعد أربعة أيام فقط من لقاء مطول عقده الرئيس السوري بشار الأسد مع اللواء جميل في قصر الشعب بدمشقrlm;,rlm; استمر لمدة ساعتين وتم البحث في الاوضاع العامةrlm;,rlm; حسب البيان الصادر من المكتب الإعلامي للسيد يومئذrlm;.rlm;
بالاضافة إلي اتهام دول بعينها مثل مصر والأردن بإثارة الفتنة في لبنانrlm;,rlm; وتوجيه تهمة آخري غريبة إلي السفارة المصرية هي استقبال مرجعيات سياسية لبنانية وانتقاد سوريا خلال هذه اللقاءاتrlm;,rlm; وهي تهمة آثارت دهشة وتندر الأوساط السياسية والإعلامية في بيروتrlm;,rlm; التي تساءلت عن الطريقة التي يمكن أن يؤدي بها أي دبلوماسي مهامه بدون لقاء القيادات السياسيةrlm;,rlm; خاصة في لبنان التي تعتبر زيارات السياسيين للسفارات المختلفة طقسا يوميا لا غني عنه لأي سياسيrlm;.rlm;
واللواء جميل السيد ليس مجرد ضابط عاديrlm;,rlm; ولكنه لعب أدوارا سياسية عديدة خلال فترة التواجد السوري في لبنانrlm;,rlm; وكان رئيس الوزراء الأسبق رفيق الحريري يذكر دائما للمحيطين به أنه يجب التعامل مع السيدrlm;,rlm; بصفته ممثلا لجهتينrlm;:rlm; المخابرات السورية والجهاز الأمني في حزب اللهrlm;.rlm;
وقد لعب حزب الله دورا أساسيا في تولي اللواء السيد مديرية الأمن العامrlm;,rlm; بعد التوافق علي أن يكون هذا المنصب للطائفة الشيعيةrlm;,rlm; وكان يعده ليصبح رئيسا لمجلس النواب بدلا من زعيم حركة أمل نبيه بريrlm;,rlm; وتحطم هذا الطموح علي وقع زلزال اغتيال رفيق الحريريrlm;,rlm; الذي اعتقد بعض حكام لبنان يومئذ أنه مجرد حادث سيمر مثل عشرات الاغتيالات التي شهدها لبنان دون تحقيق جدي يكشف حقيقة مرتكبيهاrlm;,rlm; لكن المظاهرات المليونية والتحركات الدولية وخروج الجيش السوري من لبنان أدي الي تشكيل لجنة التحقيق الدوليةrlm;,rlm; وانطلقت التحقيقات بالتعاون مع القضاء اللبناني لتكون أول قراراتها حبس قادة الأجهزة الأمنية الأربعة وعلي رأسهم جميل السيد علي ذمة التحقيقrlm;,rlm; بعد ظهور بعض الشهود الذين أدلوا بأقوال ضدهمrlm;.rlm; وأدي ذلك إلي فتح ملفات عديدةrlm;,rlm; منها ملف ثروة اللواء جميل السيد التي قدرها البعض بأنها تتراوح مابينrlm;20rlm; وrlm;50rlm; مليون دولار أموالا سائلةrlm;,rlm; بخلاف الشقق الفخمة وقصر كبير في بلدته بسهل البقاع يظهر من فرط ضخامته بوضوح شديد علي موقعrlm;'rlm; جوجل إيرثrlm;'.rlm;
وبعدrlm;4rlm; سنوات وبحملة كبيرة من حزب الله خرج الضباط الأربعة من السجن بعد انتقال ملف جريمة الاغتيال إلي المحكمة الدوليةrlm;,rlm; ليتفرغ اللواء السيد بالتنسيق مع حزب الله وسوريا لقيادة حملة الهجوم علي المحكمة الدولية والتشكيك فيها تحت شعار البحث عن شهود الزور الذين أدخلوه السجنrlm;,rlm; وليشمل هجومه الدول العربية التي يعتقد أن توجهاتها الإقليمية تتعارض مع المصالح السوريةrlm;,rlm; أو أن وجودها الطبيعي في لبنان يمنع سوريا من العودة للامساك بكل مفاصل الحكم هناكrlm;,rlm; وهي حملة استباقية ستتصاعد بشدة مع اقتراب موعد صدور قرار الاتهام الذي قد يسبب زلزالا آخر لا يعلم أحد عنه شيئأrlm;.rlm;
وأبرز دليل علي ذلك تصريحات ميشال عون زعيم التيار الوطني الحر التي تطابقت مع تصريحات السيد في الهجوم علي القيادات الأمنية والقضائية ورئيس الحكومةrlm;,rlm; وجاءت أيضا بعد أيام قليلة من استقبال بشار الأسد لصهر عون جبران باسيلrlm;,rlm; وكأنها مصادفة تكشف من يصنع الفتنة في لبنانrlm;.rlm;
التعليقات