طهران

ما زال العالم الإسلامي يدفع ضريبة اعمال قامت بها مجموعة لا تمثل الدين الذي تنتمي اليه. ففي 11 سبتمر 2001 صدمت طائرتان برجي مركز التجارة العالمي في نيويورك، ومنذ ذلك التاريخ يئن العالم، لا سيما الإسلامي، من وطأة ما حدث.
هجمات 11 سبتمبر التي نفذتها عناصر تنتمي الى laquo;القاعدةraquo;، كانت اشبه ما تكون بطائر السعد الذي حط على كتف الرئيس الأميركي السابق جورج بوش وفريقه اليميني المتطرف، فرفعت الولايات المتحدة شعار الحرب على الإرهاب، وقامت بغزو بلدين إسلاميين هما أفغانستان والعراق وزرعتهما بالقواعد العسكرية وتسببت بقتل وتشريد الملايين من البشر، وتصاعدت حظوظ الأحزاب اليمينية المتطرفة والعنصرية في أوروبا وفازت في العديد من الانتخابات تحت اجواء تسودها حالة من فوبيا الإسلام ، وفرض الاتحاد الأوروبي قيودا صارمة على هجرة المسلمين اليه، وطبق قوانين في غاية القسوة كطرد اللاجئين واسقاط الجنسية عن الكثيرين منهم، بعد ان كاد الإسلام ان يتحول إلى الديانة الثانية في اميركا واوروبا.
الاضطهاد الذي يتعرض له المسلمون في الولايات المتحدة بعد أحداث سبتمبر اثار حفيظة منظمة العفو الدولية التي أدانت الهجمات العنصرية التي تعرض لها المسلمون. وفي ظل هذه الأجواء الضبابية التي خلقتها أحداث سبتمبر والإمبراطوريات الإعلامية الغربية، ارتكب الكيان الصهيوني جرائم ضد الإنسانية في لبنان وغزة، لم يكن يجرؤ على تنفيذها في ظروف اخرى.
ولكن وبعد كل الذي جرى، رأى القائمون على مطابخ صنع القرار الأميركي الغربي الصهيوني، ان نار هجمات سبتمبر قد خبت من دون ان تحقق كل أهدافها، فطفقوا ينفخون فيها من خلال التهديد الذي اطلقه قس اميركي اخرق لا يتبعه الا ثلاثون شخصا، بإحراق مائتي نسخة من القرآن الكريم تزامنا مع ذكرى الهجمات.
أخيرا على عقلاء العالم التفكير في صياغة مرجعية يمكن ان تكون الفيصل في اتخاذ مواقف قد تجنب العالم الويلات وان تحول دون ان تقع شعوب العالم رهائن بيد من يوصفون بالمتطرفين من كلا الجانبين، وهم في الحقيقة ليسوا الا وجهين لعملة أميركية واحدة.