أحمد كمال

محكمة الحريري الدولية تهدد استقرار لبنان بل أكثر من ذلك اذ ربما تشعل حرباً لا يعرف مداها وشراستها بين الطوائف اللبنانية، هذا ما يتوقعه اللبنانيون بمختلف اتجاهاتهم واحزابهم وانتماءاتهم.
وتأكيداً لذلك فقد أعلن حزب الله في تصريح لمسؤول بارز بأنه إذا اقر مجلس الوزراء الذي يضم مختلف الاحزاب اللبنانية فإن الوزراء المشاركين في المجلس من حزب الله سينسحبون من الوزارة، كما أعلن ميشال عون المتفق مع حزب الله مشاركتهم في هذا الانسحاب مع عدد من الوزراء الآخرين إذا اقرت الحكومة بما ستصدره المحكمة الدولية.
من جهة أخرى، فان غالبية اللبنانيين وبقية المؤسسات وبقية الطوائف المسيحية والإسلامية تنتظر قرار المحكمة.
وهنا.. اذا صدر قرار المحكمة متضمنا اثبات ضلوع حزب الله في اغتيال رفيق الحريري ماذا ستفعل الإدارة الرسمية اللبنانية وماذا سيكون موقفها ومن سيقودها ويقف معها ويطالبها باتخاذ الاجراءات اللازمة ضد القتلة وبأي شكل قانوني.
إذا دفع الايمان بسلامة القرار او الحكم القانوني الذي ستصدره المحكمة الدولية هل ستقوم الحكومة بتطبيقه وبأي وسيلة سيتم التطبيق وهل سيقوم حزب الله اللبناني بتسليم من تتجه إليهم التهمة.
من ظواهر الرفض لحزب الله التي اخذت تبرز وبشكل معارض للاتهام واضح فمن الطبيعي ان يكون الرفض القاطع يصحبه تهديد يصل فعله إلى حد الصدام الذي لابد وان يصل الى صدام مسلح.
وحزب الله يعتقد كما أعلن بعض اعضائه في اكثر من مناسبة ان القصد الاساسي والرئيسي من حكم المحكمة الدولية هو تصفية حزب الله لأنه العقبة الكأداء في وجه اسرائيل وطغيانها واعتداءاتها ndash; متى ارادت ndash; على لبنان.
ومن اجل ذلك تظهر ndash; قبل صدور الحكم الدولي ndash; بوادر ازمة قد تؤدي إلى صدام لبناني لبناني.
لهذا فليعمـــل العاملون منذ الآن بالوقوف الجاد والاكيـــد مـــن أجل انقاذ لبنان الذي يحبه الجميـــع ولا تعود إليه حرب السبعينات من القرن الماضي.
إلى الأعلى