محمد العوضي

لأنها ليست كويتية ولا خليجية ومن دولة عربية جميلة في شمال افريقيا ومستضعفة جعلوها تكتب تعهدا اذا عادت الى ارتكاب المخالفة القانونية فإن مصيرها الاغتصاب وفي مخفر شرطة العاصمة بعد ان يسحبوها من الفاترينة التجارية التي تعمل فيها بائعة ملابس جاهزة!!!
ولكن قبل الحديث عن جريمة الاغتصاب التي لا يمكن ان يصدقها عقل رغم ثبوت الادلة والشهود والوثائق فلنسأل ما التهمة او المخالفة القانونية التي قامت بها الفتاة البائعة المنتمية الى احدى الدول المغاربية السياحية؟!
جريمتها الوحيدة انها ترتدي الحجاب الشرعي في محل العمل؟ انها فتاة تونسية مكسورة الجناح خائبة الرجاء كاسفة البال!!!
القصة سمعتها مساء الاحد الماضي في منتجع هيلتون عند زيارتي للشيخ مشعل ابن رئيس دولة قطر حيث كنت مدعوا مع بعض الاكاديميين والاحباب على عشاء عنده وكانت شاشة التلفزيون تنقل مباراة على الهواء مباشرة بين فريقي المنتخب الكويتي والقطري وكان صوت المعلق الرياضي خافتا على الآخر، لان احداث الغليان السياسي والشعبي التونسي يستأثر بالحديث والحوار فتكلم احد اصدقاء الشيخ مشعل القطريين عن تجربته في زيارته لتونس، وهو صاحب لحية خفيفة لا تتجاوز (سانتي ونصف) قال: كانت الشرطة تستوقفني وتوجه اليّ سؤالا بنبرة جافة وزجر قائلين: لماذا لم تحلق لحيتك؟ فأقول لهم: انا خليجي، فتشرق ابتسامته على محياه ويعتذر ويرحب بي في بلده الجميل!
يقول الاخ القطري ولما ذهبت للسوق ودخلت محلا لبيع الملابس او التحف - لا اذكر - رأيت تلك الفتاة المحجبة وسألتها عن جرأتها من لبس الحجاب رغم تعميم النظام حظر هذا اللباس، فروت القصة التي بدأت المقال بها، إذا الاغتصاب عقوبة من يصر على الحجاب بعد الانذار الاول في مخافر العاصمة التونسية.
قال صاحبنا القطري... استرسلت الاخت المهددة تقول ان اباء البنات اللاتي يرغبن بالحجاب يصابون بالرعب من النتيجة المجهولة لنظام لا تسعفنا الكلمات في التعبير عن مدى اجرامه، فيقوم الآباء بإخفاء الحجاب او تمزيقه ليس زهدا فيه ولكن لما يعرفون من ألوان الطغيان الذي يتمتع به النظام.
عندما سأل محاور الشيخ راشد الغنوشي رئيس حركة النهضة الاسلامية على قناة الحوار التي تبث من لندن، بعد هروب زين العابدين من تونس، قائلا له ماذا تقول للرئيس الهارب؟ قال الغنوشي: لا شيء لأنه خشبة ليس له قلب.