بيروت - غنوة دريان


بعد غياب عن الساحة الإعلامية وبعدما أدلى بدلوه في قصته مع طليقته أصالة وسخّر المقابلات التي أجراها للحديث عن فضله في احتلالها الصدارة في الأغنية العربية وليس السورية فحسب، أطلّ أيمن الذهبي في برنامج laquo;للنشرraquo; على شاشة laquo;الجديدraquo; وأعلن أنه بصدد التحضير لمسلسل تلفزيوني يتناول سيرة أصالة وقصّته معها، في محاولة منه للفت الرأي العام الى أن لولاه لما حققت المطربة السورية النجومية والانتشار على مساحة العالم العربي.

ما يدفع أيمن الذهبي إلى تقديم سيرة أصالة الذاتية ليس تخليداً للفن الذي تقدّمه وليس تحية لطليقته التي عاش معها حياة زوجية دامت 15 عاماً، إنما لأنه لم يخرج من عقدة أصالة وتفضيلها طارق العريان عليه ورؤيتها وهي تعيش مستقرّة مع زوجها وعلى وشك إنجاب توأم، فقال في إحدى مقابلاته الصحافية تعليقاً على ذلك: laquo;ترغب أصالة في إنشاء مخيم للاجئين الفلسطينيينraquo;، في إشارة إلى أصول العريان الفلسطينية، فردّ الأخير فوراً بأنه لن يترك الموضوع من دون اللجوء إلى القضاء ولن يسمح لمثل هذا المسلسل بأن يرى النور.

فخ القضاء

تجنباً للوقوع في فخ اللجوء إلى القضاء، قرر الذهبي أن يروي سيرة فتاة شابة تخوض ميدان الفن بمساعدة شاب يُدعى أيمن، من دون أن تحمل إسم أصالة، وقد أسند مهمة كتابة القصة إلى الكاتب عثمان حجي.

سيحاول الذهبي إعطاء دور للملحن حلمي بكر في المسلسل مستغلاً توتر العلاقة بين الأخير وأصالة على خلفية نعتها له بأنه أصبح laquo;موديلraquo; في الكليبات بعدما ظهر في كليب خاص بالمغنية الصاعدة أمنية سليمان، فشنّ بكر هجوماً على أصالة ودفع نقابة الموسيقيين في مصر إلى منعها من الغناء في مصر تحت ستار عدم إيفائها المستحقات المادية.

هكذا، ستكون لبكر فرصة الانتقام من أصالة عبر الظهور في مسلسل قد يشوّه صورتها أمام محبيها وإظهارها كفتاة استغلالية تتصيّد الفرص وغيرها من الأوصاف.

أسرار زوجيّة

في حال رأى المسلسل النور، فسيتناول العلاقة التي كانت تربط بين أصالة والذهبي، ولا نعني هنا العلاقة العملية بين مطربة وزوجها، الذي كان مدير أعمالها في آن، لكن عن أسرار العلاقة بينهما كزوج وزوجة التي طالما لمّح إليها الذهبي في وسائل الإعلام.

وما زاد حفيظة الذهبي تجاه أصالة أنه بعد زواجها من العريان ظهرت أكثر قوة في مواجهة طليقها وعبّرت عن ذلك في مناسبات عدة. ففي تصريح لها كشفت أنها للمرة الأولى تملك رصيداً مصرفياً خاصاً بها، بالتالي تشعر باستقلاليتها المادية، في محاولة منها للتلميح بأن الذهبي كان يستولي على الأموال التي تجنيها، عدا عن خياناته المتكررة لها والتي طالما صرحت بها أصالة، فهل سيبرز المسلسل طبيعة تلك العلاقة الشائكة بين الطرفين: خيانة، استغلال مادي، صمت المطربة المستغلَّة، حالة الاكتئاب التي مرت بها ودفعتها إلى اللجوء إلى طبيب نفسي؟

هل سيتحدث المسلسل عن بدايات تلك الصبية الفنية وكيف كانت تحت رعاية والدها الذي ساعدها على إبراز موهبتها وتغلّبها على مرض شلل الأطفال بمساعدة الحكومة السورية وتحديداً الرئيس السوري الراحل حافظ الأسد، الذي عالجها على نفقة الدولة؟

من الواضح أن دوافع الذهبي هي كيدية بحتة لأنه لم يستطع، لغاية اليوم، استيعاب فكرة خسارته لأصالة، وقد حاول تقديم بديل لها فكانت المطربة اللبنانية سارة الهاني، لكن المحاولة باءت بالفشل منذ بدايتها، ثم أعلن بعد ذلك عن ارتباطه بفتاة من خارج الوسط الفني لكنه فشل للمرة الثانية فيما كانت حياة أصالة تسير نحو الاستقرار العائلي إضافة إلى احتضانها ولديها شام وخالد اللذين يميلان إلى والدتهما وينصرانها ظالمة كانت أو مظلومة. هكذا، وجد الذهبي نفسه مجرداً من كل سلاح يستطيع من خلاله إيذاء اصالة.

صانع نجومية

في البداية كانت إطلالات الذهبي الإعلامية كثيفة للغاية وحملت كل إطلالة جديداً، لكن بعدما فرغت جعبته من تقديم جديد يتوجه به ضد أصالة بشكل مباشر أو غير مباشر قلّت إطلالاته الإعلامية إلى أن اختفى تماماً عن وسائل الإعلام، ثم جاء مشروع المسلسل وكأنه يريد في كل ساعة وعند كل منعطف أن يذكّر أصالة بأفضاله عليها كونه يعتبر نفسه صانعاً لنجوميتها.

إذا لم تعد أصالة في وارد تذكّر هذه الأمور، فإن الذهبي يريد على الأقل أن يذكّر الجمهور به وكيف حوّل أصالة من نجمة سورية إلى نجمة عربية، مع أن كثراً يعلمون جيداً أن موهبة أصالة هي التي فرضت نفسها بقوة على الساحة بعيداً عن مقولة من ساعدها ومن أخذ بيدها، بالإضافة إلى تطرّقه إلى الأسباب التي دفعته إلى خيانتها وإلى ما كان يجري في غرفة نومهما، كما ألمح إلى ذلك بعد طلاقهما مباشرة في تصريحات صحافية.

هذه الأمور كلّها لن تصبّ بالطبع في صالح الذهبي خصوصاً أننا نعيش في مجتمع عربي يعتبر المرأة التي يخونها زوجها، مهما كانت أسبابه، أنها مظلومة، فما بالك إذا كانت هذه المرأة فنانة مشهورة، حتى لو لم يشار إلى ذلك بشكل مباشر، عدا عن اعتبار العلاقة الحميمة بين الزوجين خطاً أحمر؟

مشكلة الذهبي اليوم أنه ينظر إلى أصالة كأنها امرأة مستضعفة ووحيدة ويغيب عن باله أنها أصبحت بحماية زوج جديد لا يريد الذهبي الاعتراف بوجوده، وربما تعود رغبة أصالة في الإنجاب إلى إيجاد ضمانة نفسية لها بأن العريان زوجها ووالد أولادها.

ربما لم يدرك الذهبي ذلك فاختلق قصة المسلسل غير المبررة، لا سيما أن أصالة لا تملك تاريخاً فنياً يجعل قصة حياتها كأنها عبرة لأي هاوية غناء، ولا قصتها مع الذهبي فريدة من نوعها في تاريخ قصص الحب، بل هي قصة عادية تحصل كل يوم وكل ساعة وتذكرنا بأغنية فيروز laquo;حبوا بعضن تركوا بعضن} وانتهى الأمر.