عمر سليمان نائبا للرئيس المصري وأحمد شفيق رئيسا للوزراء... وأحمد عز استقال من الحزب الوطني


القاهرة

للمرة الأولى منذ ثلاثة عقود، يقدم الرئيس المصري حسني مبارك على تعيين نائب للرئيس، ووقع اختياره على رجل يعتبر في الغرب laquo;آذان الرئيس وعيونهraquo;، هو رئيس المخابرات العامة، عمر سليمان، كما وقع اختياره على احد تلامذته العسكريين، وزير الطيران المدني في الحكومة المستقيلة أحمد شفيق، لرئاسة الحكومة الجديدة، كما قدم رجل الاعمال المثير للجدل امين التنظيم في الحزب الوطني الديموقراطي الحاكم احمد عز، استقالته من الحزب.
ومع التعديلات التي اجراها الرئيس ومنطلقها ان التغيير سيبدأ من الباب الامني، ومع اصرار الجيش على التعامل مع التظاهرات بمواكبة ومن دون عنف، يرى المراقبون ان المشهد السياسي يتجه إلى قبضة العسكر.
ورغم دعوة الجيش laquo;شعب مصر العظيمraquo; الى التقيد بحظر التجول، رفض المحتجون مغادرة الشارع فيما تطورت أعمال النهب والهجمات والتخريب لتصل إلى المتحف المصري، لكن الأمين للمجلس الأعلى للآثار زاهي حواس نفى أن تكون قد سُرقت أي آثار من المتحف.
وتحدث عن اعتقال 9 أشخاص قاموا بعمليات تخريب.
وكان الرئيس المصري وعد ليلة الجمعة - السبت باجراء اصلاحات سياسية واقتصادية واجتماعية.
ويقضي الدستور المصري بان يتولى نائب رئيس الجمهورية صلاحيات الرئيس اذا ما حال laquo;مانع موقتraquo; دون ممارسة الأخير لمهامه.
ويأتي تعيين نائب للرئيس قبل بضعة اشهر من الانتخابات الرئاسية المقرر ان تجري في سبتمبر المقبل.
ويتساءل المصريون ما اذا كان تعيين سليمان نائبا للرئيس هو مقدمة لتوليه الرئاسة خلفا لمبارك. وفي هذه الحالة هناك سيناريوهان لا ثالث لهما: اما ان يترشح كمستقل او ان يتم تعديل الدستور اذا كان المراد ان يكون سليمان مرشح الحزب الحاكم.
فالدستور يقصر حق ترشيح الحزبي على laquo;اعضاء الهيئات القيادية للاحزاب الذين امضوا عاما على الاقل في هذه الهيئاتraquo; وهو ما لا ينطبق على سليمان غير العضو في الحزب الوطني.
كما يحظر القانون انضمام افراد الجيش للاحزاب السياسية.
واصدر الرئيس قرارا بتعيين الفريق شفيق رئيسا للوزراء خلفا لاحمد نظيف، فيما ترددت انباء عن طرح اسم رئيس جهاز مباحث امن الدولة اللواء حسن عبدالرحمن لتولي وزارة الداخلية خلفا للواء حبيب العادلي، واسم رئيس الأركان اللواء سامي عنان لتولي وزارة الدفاع خلفا للمشير حسين طنطاوي.
ويحظى شفيق (69 عاما) وهو رئيس سابق لسلاح الطيران (1996 - 2000) بالتقدير في شكل عام في الاوساط السياسية، بما في ذلك دوائر المعارضة.
وعين شفيق رئيسا لـ laquo;شركة مصر للطيرانraquo; في العام 2002 وظل في هذا المنصب ست سنوات الى ان اصبح وزيرا للطيران المدني في العام 2008، حيث احدث نقلة نوعية في هذا القطاع.
وعمل شفيق، الذي يتميز باناقته، ملحقا دفاعيا في باريس ويتحدث بطلاقة اللغتين الفرنسية والانكليزية.
وكان العديد من المحللين يرشحونه خلال الأشهر الأخيرة لخلافة مبارك في حالة حصول فراغ في رئاسة الجمهورية.
وتردد ان التغيير الوزاري سيطول على الاقل حقيبتين سياديتين، هما الدفاع والداخلية.
الى ذلك، تتضارب الانباء حول اعداد ضحايا الذين سقطوا خلال تصدي الشرطة لتظاهرات الغضب في مصر وتراوح التقديرات حتى الان بين 40 و100 قتيل. وذكرت مصادر أمنية أن ثمانية من نزلاء سجن أبو زعبل شمال القاهرة قتلوا امس، برصاص قوات الامن وأن 123 أصيبوا خلال محاولتهم الهروب من السجن.
وقالت مصادر أمنية ان أربعة من السكان قتلوا برصاص الشرطة خلال مواجهات مع مسلحين ملثمين أمام قسم شرطة الشيخ زويد في شمال سيناء وان أربعة مجندين قتلوا في هجومين شنهما ملثمون على مقر مباحث أمن الدولة وبنك الاسكندرية في مدينة رفح الحدودية مع قطاع غزة.
وفي القدس، اعلنت وزارة الخارجية ان الدولة العبرية اعادت امس، عائلات ديبلوماسييها العاملين في مصر.