الوطن السعودية

سقوط القذافي إنهاء لمحنة ليبية استمرت منذ فبراير الماضي، وهو إيذان ببدء مرحلة جديدة في الربيع العربي، فليبيا كانت محور الاهتمام لفترة طويلة نظرا للوضع الأمني الذي كانت تعانيه، ولأنها مسرح عمليات عسكرية واسعة النطاق، وهذا الاهتمام بليبيا هو ما جعل الاهتمام بأوضاع سورية مشتتا، ولذلك فإن سقوط القذافي سيجعل سورية الآن في عين العاصفة بقوة.
أمس الجمعة بدأت تداعيات سقوط القذافي على النظام السوري عبر المظاهرات الحاشدة التي اندلعت في مدن متعددة، تحمل لافتات تشير إلى مقتل القذافي وإلى سقوط النظام السوري قريبا، في إشارة إلى أن المتظاهرين السوريين وجدوا دفعة كبيرة في مقتل القذافي للمضي في ثورتهم، ومن المرجح الآن أن تزداد وتيرة التظاهر وبالتالي أن تزداد وتيرة قتل المتظاهرين من قبل النظام، فرغم كل الرسائل الدولية للنظام السوري، ورغم قرار جامعة الدول العربية، لا يزال وقوع القتلى اليومي في سورية وآخره في تظاهرات الأمس، وعليه فإن كل تصعيد في سورية سيجلب مزيدا من الحراك الدولي.
الأيام القادمة، لن تكون سهلة على الرئيس السوري، فأغلب وسائل الإعلام العالمية ما لبثت في كل إشارة لسقوط القذافي أن تورد إشارة لموقف الرئيس بشارالأسد الصعب بعد هذا السقوط. وليبيا التي عانت خلال فترة القذافي ستكون في المقابل من أكبر داعمي الثورة السورية، وقد بدأ ذلك من خلال إعلان الاعتراف بالمجلس الوطني السوري في إشارة رمزية إلى أن سقوط القذافي يحمل دلالات أخرى تتجاوزالمحيط الليبي.
اليوم، يقف النظام السوري أمام موقف صعب فقد باتت دمشق الأولى على قائمة الاهتمام، والوفد العربي الذي سيزور دمشق سيتعين عليه تقديم تقريرلمجلس جامعة الدول العربية، وفي حال كان هذا التقرير سلبيا كما يتوقع الخبراء والمتابعون، نظرا لتعنت النظام السوري فإنه من المتوقع أن تبدأ الجامعة العربية ومجلس الأمن بتحركات أكثر حزما مع النظام، وهو الأمرالذي يؤيده السوريون بقوة، كما ظهر من خلال الشعارات واللافتات التي رفعت في تظاهرات الأمس في المدن السورية، فهل يكون مصير النظام السوري مشابها لمصير نظام القذافي؟ هذا هو السؤال الأبرزالذي ظهر مباشرة بعد سقوط القذافي.