laquo;لاحترام المبادرة العربية وحين يلتزم النظام بها يمكن التأسيس لمؤتمر حوار سياسيraquo;

بيروت - ريتا فرج

كشف منسق هيئة التنسيق الوطنية لقوى التغيير الديموقراطي في المهجر هيثم منّاع ان الهيئة ستعلن عن موقفها من المبادرة العربية حيال الازمة السورية خلال الاجتماع الذي سيجمعها مع الأمين العام لجامعة الدول العربية نبيل العربي الأسبوع المقبل.
وأكد مناع ان أي خطوة باتجاه الحوار مع النظام السوري laquo;ترتبط بتنفيذ النظام للبنود الواردة في المبادرة العربيةraquo;، مشيراً الى laquo;ان مشكلة النظام ليست الموافقة على المبادرة بل في التطبيقraquo;.
واذ أشار الى laquo;النصائح التي تلقاها النظام السوري من الروس للسير في المبادرةraquo;، شدد على ان laquo;العنصر الأهم في التعامل بايجابية مع المبادرة يتمثل في دخول جامعة الدول العربية على خط حل الأزمة السورية بكل عناصرها بعدما أدركت خطورة انسداد الأفق في ظل المراوحة التي استمرت طوال الأشهر الماضيةraquo;، مطالباً المجلس الوطني السوري بـ laquo;توحيد موقفه، ورافضاً دعوات تدويل الأزمة السورية ومؤكداً ان الأجواء الدولية لا تسمح بذلك laquo;وحتى الأتراك ليس بمقدورهم الدخول في مواجهة ايرانية - تركية مفتوحةraquo;.
laquo;الرايraquo; اتصلت بمنّاع وأجرت معه الحوار الآتي:

bull; كيف تقرأون قبول دمشق بالمبادرة العربية لجهة التوقيت والمرونة في الموافقة على غالبية البنود بلا شروط؟


- دمشق حتى اليوم كانت من ناحية القرارات ومن ناحية الخطابات ممتازة، ولم تكن مشكلتنا مع الخطاب ولا مع المواقف العلنية، بل المشكلة في التطبيق وفي احترام القرار والالتزام به. اذاً المعضلة ليست في اعلان الموافقة بل في احترامها على الأرض، والمشكلة ليست في الاعلان اللفظي بل في التطبيق، وأعتقد ان الدكتور نبيل العربي وهو انسان يتحلى بالمسؤولية تجاه الشعب السوري، رأى كما عدد كبير من المراقبين ان الأمور في سورية ستسير نحو الأسوأ. وقبل فترة التقيت رئيس الوزراء الياباني وقال ليّ: laquo;ان الوضع في سورية في غاية الخطورة اذا لم يكن هناك أفق سياسيraquo;.


الجميع يعلمون ان الحل الأمني أوجد ردود أفعال عنفية تبدأ بالعنف الكلامي والقطيعة السياسية وتنتهي بالسلاح، وهذا الوضع مؤهل للتفاقم. من هنا إما ان تكون الجامعة مسؤولة عن أمن بلد عضو فيها أو تقف على الحياد خصوصاً ان جزءاً كبيراً من الثوار طالب بحماية عربية. وعلى السلطة السورية ان تبدأ بتطبيق المبادرة العربية تحديداً في بنودها الثلاثة: أي وقف الحل الأمني واطلاق سراح المعتقلين السياسيين والسماح لوسائل الاعلام العربية والدولية بالدخول الى الاراضي السورية لتغطية الاحداث بكل نزاهة، ولابد ان يترافق ذلك مع دخول لجنة تقصي الحقائق التي صوّت عليها مجلس حقوق الانسان وكلها من الشخصيات المشهود لها بالنزاهة. واعتقد ان موافقة النظام على المبادرة العربية بلا شروط تعود الى عدم تمكنه من ان يبقى في حال من العزلة العربية حيث كان خطابه القومي يمثل عمقاً أساسياً للقضايا القومية. والى جانب ذلك تلقى النظام نصائح من موسكو بقبول المبادرة العربية، لكن العنصر الأهم في التعامل بايجابية مع المبادرة يتمثل في دخول جامعة الدول العربية على خط حل الأزمة السورية بكل عناصرها بعدما أدركت خطورة انسداد الأفق في ظل المراوحة التي استمرت طوال الأشهر الماضية.


bull; كيف سيتجاوز النظام عقدة الحوار مع حركة الاخوان المسلمين من جهة ومع هيئة التنسيق الوطني لقوى التغيير الديموقراطي من جهة اخرى؟


- اذا وصلنا الى هذه النقطة التي ترتبط بتنفيذ البنود الثلاثة الواردة في المبادرة العربية، أتصور ان الحوار سيكون على مستوى الكتل وليس الأحزاب. laquo;الاخوان المسلمينraquo; جزء من المجلس الوطني السوري، وفي المعارضة السورية أربع كتل، ثلاث منها داخل البلاد وواحدة في الخارج. أما بالنسبة لهيئة التنسيق الوطني لقوى التغيير الديموقراطي فسيكون لنا اجتماع مع أمين عام جامعة الدول العربية الأسبوع المقبل وسندرس البنود الواردة في المبادرة العربية ونعلن عن موقفنا. وطبعاً أي خطوة نحو الحوار مع النظام مرتبطة بشكل أساسي بمدى تطبيق النظام للنقاط الواردة في المبادرة.


bull; هل ترجح تدويل الأزمة السورية في حال فشلت المبادرة العربية خصوصاً ان بعض أعضاء المجلس الوطني السوري دعوا الى هذه المسألة؟


- نحن ضد تدويل الأزمة السورية وضد التدخل الخارجي، والنجاح بالنسبة لنا يتمثل في القدرة على إنجاح الثورة بطابعها السلمي، وبالتالي فان أي تدويل سيؤدي الى شرخ عميق في مكونات الشعب السوري. وحتى الثوار انفسهم جزء منهم يرفض التدخل الخارجي أو تدويل الأزمة السورية. المجتمع السوري بشكل عام ضد التدخل الخارجي، واذا وقع ذلك، فهذا الأمر سيقود الثورة الشعبية المدنية من أجل التغيير الديموقراطي الى حرب أهلية. وأعتقد ان الأجواء الدولية لا تعطي فرصة لتدويل الأزمة وروسيا ستبقى متمسكة باستخدام الفيتو في أي محاولة جديدة لاعادة الملف السوري الى مجلس الأمن الدولي، وحتى الأتراك ليس بمقدورهم الدخول في مواجهة ايرانية - تركية مفتوحة.
bull; المجلس الوطني السوري أعلن رفضه للحوار مع النظام. ما رأيك في ذلك؟


- هناك مشكلة كبيرة في المجلس الوطني السوري، وقد سمعنا أربعة مواقف متعارضة: موقف مع الحوار، موقف مع ولكن، موقف يرفض الحوار وموقف يرفض الحوار ولكن. على المجلس الوطني السوري توحيد موقفه. ولا شك في ان المعارضة السورية بشكل عام لديها مشاكل تنعكس سلباً على موقفنا امام العالم، وأظن ان كل مَن يطالب بوقف الضغوط على الانسان السوري الذي يعاني مواجهة مفتوحة بالسيف عليه من موقع المسؤولية ان يطالب السلطات السورية باحترام المبادرة العربية.


bull; يرى البعض ان هناك استعصاء في حل الأزمة السورية، فالمعارضة غير قادرة على حسم النتائج لمصلحتها والنظام لم ينجح في القضاء على الحركة الاحتجاجية. كيف تفسر هذه المسألة؟
- على مستوى المعارضة السورية، ثمة فئة في المجتمع السوري لم تتمكن الحركة الثورية من استقطابها، وهذه الفئة اعتادت على عدم وجود المشاكل وعلى عدم وجود الأزمات الأمنية في سورية وهذا ما يفسر التظاهرات المؤيدة للنظام، وأظن ان هذا الاستجداء للتدخل الخارجي ناتج عن العجز في استقطاب كل فئات المجتمع السوري. المعارضة السورية مدعوة الى وضع برنامج سياسي واضح، أي ترجمة الاحتجاج الشعبي في برنامج سياسي، ومن غير المقبول الاستمرار في هذا الوضع. من هنا تأتي أهمية احترام المبادرة العربية خصوصاً انه لم يكن هناك رفض لها لا من هيئات التنسيقيات ولا من المجلس الوطني السوري، وبالتالي حين يلتزم النظام بالنقاط الواردة في المبادرة يمكن بعدها العمل على تأسيس مؤتمر حوار سياسي، ونحن نتخوف ان تصل الحال في سورية كما حدث في لبنان بين فريقيْ 8 و14 آذار، لذا من المهم فتح حوار سياسي جريء بين مكونات المجتمع السوري وبين كافة أقطاب المعارضة. أما على مستوى النظام، فهو لا شك ارتكب أخطاء كبيرة باستمراره في الخيار الأمني والاكتفاء بالخطاب والمواقف العلنية دون تنفيذ.