وائل الحساوي
لدي شكوك بجدية إسرائيل والولايات المتحدة الأميركية بتوجيه ضربة لإيران، والسبب هو أن هذا الكلام قد تم تكراره مرارا وتكرارا دون ان يحدث شيء، وثانيا: لأن ضرب إيران إذا كان بسبب برنامجها النووي فقد كان الواجب أن يتم في مرحلة سابقة وقبل ان تقوم ايران بتشغيل مفاعلها واستيراد الوقود النووي، وثالثا: لأن التهديدات الإيرانية بالرد على أي هجوم عليها هو أمر جدي تحسب له تلك الدول حسابا ولا يمكن مقارنته بالهجوم الإسرائيلي على المفاعل العراقي قبل أن يتم بناؤه، ولا شك ان اي هجمات انتحارية على القواعد الأميركية المنتشرة في المنطقة ضريبته عالية ناهيك عن احتمال الهجوم على الكيان الصهيوني او سفاراته في الخارج، ولعل الأمر الأكثر غرابة هو عن سبب التسريبات الكثيرة التي تتنافى مع اي عمل عسكري ولعل السؤال الذي يتبادر إلى الاذهان عن سر تلك التسريبات الغربية والإسرائيلية في هذا الوقت عن احتمال ضرب ايران!! ولماذا ساعدت الولايات المتحدة إيران سابقا على التغلغل في العراق!! ولماذا لا توجه ضربتها إلى النظام السوري وهي تعلم بأنه رأس الحربة للنظام الإيراني!! ومهما كانت الاجوبة عن تلك الاسئلة فإن النفس لم تعد تستبعد مفهوم المؤامرات التي يتفنن بها الكثيرون فما الذي يدرينا ألا تكون تلك التسريبات من اجل دعم ايران وتقوية جبهتها الداخلية التي تبدو مصدعة وتعصف بها الخلافات؟! وما الذي يدرينا ألا تكون هذه تمثيلية إسرائيلية لدعم النظام السوري ومنعه من السقوط وذلك عن طريق تهييج الجماهير العربية التي ترفض التدخل الاسرائيلي في بلادها، وعن طريق توجيه الانظار إلى خطر أكبر على دول الخليج والتي تعتبر حاليا الحصن المنيع في دعم طموحات الشعوب العربية!
إذا خرجنا عن التحليل السياسي واردنا التعامل مع مثل تلك التهديدات فان العقل والواقع يفترض علينا اخذ جميع الاحتياطات الممكنة وعدم الاتكال على تضارب الآراء وعدم الركون إلى التطمينات الإيرانية، واول الاحتياطات التي يجب اخذها هو انهاء الاحتراب السياسي الذي نعيشه في الكويت منذ سنوات في ظل حكومات فاشلة والمبادرة إلى نسف المجلس الحالي والحكومة والاتيان بحكومة انقاذ وطني مع ابعاد كل من يثبت تورطه من النواب في ايداعات مشبوهة وشطبه من قائمة المرشحين.
والأمر الآخر هو تجديد التحالفات مع الدول التي تشاطرنا الشعور بالخطر الإيراني وتسعى لتقليصه، ولعل تجربة الغزو العراقي قد اوضحت لنا بان العمق الخليجي هو السد المنيع بعد الله تعالى ضد تهديدات الجيران.
كذلك لابد من اخذ الاحتياطات في توعية الناس بالاخطار الاشعاعية وطرق الوقاية منها، ولا بد من تشييد الملاجئ الآمنة وتدريب الشباب على الاسعافات الاولية وغيرها من الاحتياطات.
- آخر تحديث :
التعليقات