علي حماده

hellip; quot;لو كنت مكان بشار الاسد لتنحيتquot;. بهذه العبارات لخص العاهل الاردني الوضع المزري الذي بلغه بشار الاسد بعد قرار الجامعة العربية تعليق عضوية سوريا، وتعاملها معه على قاعدة ان النظام بات في اعتبار الاسرة العربية نظاما مارقا، وفاقدا للشرعية بدليل تضمين قرار الجامعة العربية فقرة تتحدث عن اجراءات اخرى تتخذ بالتشاور مع المعارضة وتتعلق بالمرحلة الانتقالية، بمعنى ان العالم العربي ذهب الى ابعد مما ذهبت اليه اوروبا والولايات المتحدة، أقله في العلن بالتعامل مع النظام في سوريا على قاعدة انه بحكم الساقط، وانه لن يكون جزءا من مستقبل سوريا، وبالطبع لن يكون بشار الاسد هو الآخر جزءا من مستقبل بلاده.
انه واقع سيئ يعيشه الاسد الابن الذي يشهد على الانهيار المتسارع للملك الذي ورثه عن ابيه. ولا يقلل من خطورة وضع الاسد المزري هدوء وزير خارجيته الكاذب، إذ يدرك وليد المعلم، وهو الديبلوماسي القديم، فداحة العزلة التي يعيشها النظام، مثلما يدرك ان النافذة الروسية غير كافية على الاطلاق لضمان الخروج من حالة الموت البطيء. بل ان الموقف الروسي المعطوف عليه موقف الصين يمنح النظام وقتا مستقطعا، ويؤجل السقوط، لكنه لا يلغي حتميته مع تفاقم الاوضاع على الارض واشتداد الخناق على النظام، ومجاهرة كل الدول العربية بمواقف لا تعني سوى الاقتناع بأنه انتهى وبات على بشار الاسد ان يأخذ علما بذلك.
لقد كان النظام مرتبكا الى أبعد الحدود فترجّح الموقف بين شتم الدول العربية وقادتها فردا فردا، واعتبار الجامعة العربية quot;جامعة عبريةquot; على ما قالت وسائل الاعلام التابعة او الحليفة للاسد، والمسارعة الى طلب عقد قمة عربية عاجلة، والترحيب بقدوم اللجنة الوزارية العربية التي يرأسها حمد بن جاسم، وقد بلغ الأمر بالاعلام الممانع والمقاوم في لبنان وسوريا الى وصفه بـquot;حاييمquot;، وان تصطحب اللجنة معها ما شاءت من المراقبين والخبراء والاعلاميين قبل يوم الاربعاء، موعد نفاذ القرار العربي بتعليق عضوية سوريا في الجامعة العربية.
إن إخراج وارث حافظ الاسد من الشرعية العربية امر خطير للغاية، وتترتب عليه نتائج كارثية، ويفتح الباب على التدويل القسري، وعلى معركة يمكن من خلالها ليّ الذراع الروسية بعدما اصطف العرب والغربيون والمنظمات الدولية في صف واحد ضد النظام في سوريا. ومن اليوم فصاعداً، على النظام في سوريا توقع تغييرات دراماتيكية في الموقف الروسي، وذلك على الرغم من اعلان روسيا بلسان وزير خارجيتها سيرغي لافروف معارضتها للقرار العربي.
لقد ماتت quot;جمهورية حافظ الاسدquot;، وإرثه يسقط بدماء ثوار سوريا وشهدائها، اطفالا ونساء ورجالا. والمؤكد هو ان بشار لن يحكم سوريا في المستقبل، حتى لو قتل من السوريين الاحرار مئة الف. ومن هنا قولنا ان لا حل إلا بإسقاط النظام، وان بداية الحل بتنحي بشار، عله ينجو بنفسه... نقول علّه !