لندن

في تقرير لـ'نيويورك تايمز' تحدثت فيه عن احمد عز الدين الذي منع من السفر وفتح تحقيق في نشاطاته انه اصبح ادانة للحرس القديم من الحزب الذين يحاولون الحفاظ على انفسهم في وجه المشاعر الغاضبة ضد النظام والحزب الحاكم.
واشارت الصحيفة الى ان الجماهير الغاضبة قد حولت غضبها نحو عز الدين واركان النظام حيث نقلت عن احد الطلاب المتظاهرين قوله ان احمد عزالدين 'مص دماء المصريين'.
وقالت 'ان نظام مبارك قام على فكرة شراء الولاء السياسي مقابل الامتيازات والمال' ويتركز غضب الجماهير على مجموعة التكنوقراط الذين داوروا حول جمال مبارك نجل الرئيس. ونقلت الصحيفة عن هالة مصطفى، الباحثة السياسية قولها ان 'الجماعة حول مبارك اصبحت من اغنى الناس في البلاد'.
واضافت انها احتكرت كل شيء. ومع زيادة الناتج القومي للبلاد زادت نسبة الاموال التي اخذتها النخبة الغنية من امتيازات ورشاوى. وفي الوقت الذي تم فيه الحديث عن ثروة الرئيس بانها بالملايين الا ان الخبراء يقولون ان هذه التقديرات لم يتم التحقق منها. وفي تقرير اعدته المعارضة من 274 صفحة، عام 2006 وسرب من وثائق ويكيليكس وفيه تفاصيل عن الاتهامات بالفساد المتعلقة بنشاطات زوجة الرئيس، سوزان، ونجليه علاء وجمال. وكتب السفير الامريكي في حينه فرنسيس جي ريكاردوني فيه ان المعلومات في التقرير لم يتم التحقق منها لكنه قال ان التقرير هو تعبير عن حالة الغضب في مصر 'لقد اصبح المصريون اكثر غضبا وصراحة حول موضوعات حساسة على الرغم من الرد الحكومي المتوقع'.
وقالت الصحيفة ان عائلة مبارك تملك عمارة فارهة من خمسة طوابق في 28 ويلتون بليس ـ نايتسبرج ـ لندن، وتعتبر المكان الذي تنزل فيه السيدة مبارك ومنزلا لجمال عندما يحضر للندن.
وقال تاجر عقارات في المنطقة ان بيتا كهذا يباع ما بين 10 و 16 مليون دولار. وقالت الصحيفة انه في الاسبوع الماضي حاولت زيارة البيت، ووجدت سيدة قالت ان ال مبارك باعوا البيت، لكن تاجر العقارات قال انه لا توجد وثيقة عن عقد بيع تم اجراؤه. فيما قال الجيران انهم شاهدوا جمال مبارك وعائلته يدخلون البيت ويخرجون منه عدة مرات.
وقالت ان عز الذي يحب البدلات الايطالية اصبح من اكثر الشخصيات كراهية من جماعة جمال. وقد زاد ثراؤه في التسعينات عندما حدثت عدة تطورات اقتصادية بناء على طلب من صندوق النقد الدولي.
وتم من خلال الاصلاحات تحويل الاقتصاد المملوك بشكل كامل من الدولة للسوق الحرة ولكن على الورق.
وما حدث ان شلة من الرأسماليين ولدت. وتحولت البنوك التي تملكها الدولة الى وسيلة تستخدمها لصناعة الاثرياء، حيث اصبحت تقدم القروض ذات المدى الطويل الى العائلات التي تدعم الحكومة في الوقت الذي كانت تحرم رجال الاعمال الذين يستحقون القروض ولكن لا صلة لهم برجال الحكومة. ونقلت عن مدير الوحدة الاقتصادية في مركز الاهرام للدراسات ان رجال الحكومة قاموا ببيع الارض المملوكة من الدولة للجماعات المرتبطة بهم، فيما سمحوا للشركات العالمية الكبيرة لشراء الشركات المملوكة من الدول مقابل اسعار زهيدة.
وفي نفس الوقت اشترطت الدولة على اي شركة تريد الاستثمار ان تدخل في شراكة مع رجال اعمال مصريين من محسوبي الحزب الحاكم. ونقلت عن باحث في معهد الدراسات الشرقية والافريقية قوله انه من الواضح ان المجال الاقتصادي كانت تسيطر عليه حفنة من رجال الاعمال. وقال انه عندما تتحدث مع رجال الاعمال الصغار عادة ما يشتكون من انهم لا يستطيعون تطوير اعمالهم لان السوق تم تكييفه لخدمة مجموعة من رجال الاعمال. واستخدم هؤلاء الاوليغارك ثروتهم لبناء فيلل فارهة في المناطق خارج القاهرة، وركبوا احدث سيارات المرسيدس ـ بنز.
واشارت الصحيفة الى ان عز اصبح ملك الصلب فيما بدأت عائلته تلعب دورا في الحياة العامة، في نفس الوقت الذي بدأ فيه جمال يصعد داخل الحزب الوطني وتسلمه لجنة السياسات العامة عام 2002. وكان عز نجما صاعدا في الحزب حيث استطاع بحلول عام 2003 لان يسيطر من خلال شركته على نسبة من الاقتصاد المصري. ومن ذلك الحين بدأت الشكاوى ضده من انه يستخدم منصبه ودوره في الحزب لاثراء نفسه لكن الشكاوى ضده رفضت.
وتشير الصحيفة الى الشلة التي نمت حول عز منها احمد المغربي وابراهيم كمال وهشام طلعت مصطفى. ويرى باحثون ان احمد عز وجماعته ممن منعوا من السفر وامر التحقيق بمصادرهم المالية استخدموا كبكش فداء على الرغم من انه لا فرق بين عز وجمال مبارك، ولكن برلمانيا من الاخوان قال ان الشعب لا يفرق بين عز وحسني مبارك.
وترى ان الحديث عن الفساد في مصر كان جرما تحاكم عليه الدولة ففي الفترة ما بين 2004 ـ 2006 قامت محكمة امن الدولة بتغريم وحبس 80 صحافيا تجرأوا على فتح ملفات الفساد