عدنان أبو زيد: مازالت الصحف المصرية منشغلة بتطورات أحداث مرحلة ما بعد حسني مبارك. وتركز الصحفحتى الآن على تفاصيل الكشف عن ملفات الفساد لحظة بلحظة، إضافة إلى سباق الوقت بين الأطراف السياسية لنيل قصب السبق في تبوأ مراكز القرار والحكم في المرحلة المقبلة.

في حديث لصحيفة الوفد المصرية، حذرالكاتب محمد حسنين هيكل من خطورة ما أسماه quot;بؤرة شرم الشيخ، وكشف هيكل عن quot;معلوماتquot; تؤكد وجود عناصر أجنبية وعربية في شرم الشيخ تتابع ما يحدث في مصر.

واعترفكماشل الجنزوى رئيس الوزراء السابق في حديثه لصحيفة المصري اليوم أنه لم يكن الرجل المناسب لمرحلة التوريث، ولهذا السبب قرر الابتعاد، واعترف بأن وزراء اعتادوا الحصول على الرشاوى لتسيير الأمور، كما إن بعضهم لم يكن ذا كفاءة للمناصب التي شغلها.

على صعيد التصريحات والاعترافات، قال وزير الداخلية السابق حبيب العادلي إن ما نشرته جريدة قومية عن امتلاكه فلل ومنتجعات سياحية لا أساس له من الصحة وغير معقول. وأكد العادلي أنه موجود في مصر ولم يهرب، كما ردد البعض.

ونشر موقع بوابة الشباب حوارًا مع محمد عباس ناجي الباحث في مركز الدراسات السياسية والإستراتيجية في الأهرام ومنسق مجلة quot;مختارات إيرانيةquot; قال فيه إنه ضد فكرة المدّ الشيعي في مصر. وأضاف quot;هناك شيعة في مصر والتقديرات تقول إن عددهم حوالي 200 ألف شيعي، ليس لهم توجّه معين، ولا نستطيع أن نقول إنهم موالون لإيران، لكنه أكد أن إيران تسعى إلى أن يكون لها في مصر حزب يشبه حزب الله في إيران.

وكشفت صحيفة الوفد الحقائق الكاملة لمعركة الجمل، التي سقط فيها قتلى وجرحى، وكيف أن بطانة النظام ورجال الحزب الوطني هم من أغروا الموالين بالهجوم على المتظاهرين بعد دفع مبالغ مالية لهم.

هيكل: شرم الشيخ بؤرة لهدم الثورة
إلى ذلك، حذّر الكاتب الصحافي محمد حسنين هيكل من خطورة ما أسماه quot;بؤرة شرم الشيخquot;. ووصف هيكل منتجع شرم الشيخ بأنه مكان نموذجي لحماية رأس الدولة البوليسية، فهي مدينة مطلة على البحر وفيها مطار، بعيدة عن العمران المصري وعن سيطرة الجيش، قريبة من إسرائيل ومن القوات الأميركية في سيناء.
وكشف هيكل عن quot;معلوماتquot; تؤكد وجود عناصر أجنبية وعربية في شرم الشيخ تتابع ما يحدث في مصر.
جاءت إشارة هيكل إلى شرم الشيخ عبر تأكيده على أن المظاهرة التي شهدتها ساحة مصطفى محمود الجمعة الماضي نظمتها قوى مقيمة في شرم الشيخ. واصفًا المنتجع المفضل عند الرئيس المخلوع بأنه مستغل من أناس كانوا يرفضون تنحّي الرئيس.. وquot;هناك ناس رايحين.. جايينquot;.. quot;مثلاً لا يجب أن ننسى أن (بن اليعاذر) وصف الرئيس مبارك بأنه كنز استراتيجي للدولة العبريةquot;.
وطالب هيكل السؤولين عن إدارة الدولة المصرية الآن بالتخلص ممن أسماه quot;بؤرة شرم الشيخ الخطرة، والتي تحولت إلى مركز مناوئ للثورة، وقد تخلق مشاكلquot;، مذكرًا بأن quot;أحمد شفيق دائمًا ما يفخر بأنه تلميذ لمباركquot;.. ومؤكدًا أن quot;التليفونات بينهما مستمرة طوال اليومquot;.
وحذر هيكل من أن البعض لم يقتنع حتى الآن بأن الواقع المصري قد اختلف جذرياً، مشيرًا إلى أن الأيام التي سبقت إعلان مبارك عنالتنحي شهدت صراعاً بين قوتين في مطبخ صُنع القرار، الأولى ومركزها القوات المسلحة، تمسكت بأن الجيش quot;يستحيل عليه أن يطلق الرصاص على المتظاهرينquot;، مقابل فريق يرى أن الوضع يجب أن quot;يستمر حتى نهاية الفترة الأخيرة للرئيس.. ولو بمذبحةquot;.
الأهرام: المطالبة بمحاكمة رموز الفساد
من جهتها، طالبت حركةrlm;6rlm; إبريل بمحاكمة رموز الفساد والنظام السابق من أمثال صفوت الشريفrlm; وزكريا عزميrlm; وفتحي سرورrlm;rlm; وسامح فهميrlm; وجمال مباركrlm; وإبراهيم سليمانrlm; ويوسف بطرس غاليrlm;،وكل من تورط في اتهامات كبري في حق مصرrlm;.
المصري اليوم: الجنزوى يتحدث بعد صمت
كمال الجنزوي رئيس الوزراء المصري السابق اعتبر في حوار نشرته quot;المصري اليومquot; وبعد صمت 11 عاماً، أنه رحل لأنه لم يكن الرجل المناسب لمرحلة laquo;التوريثraquo;.. وأعترف بأنه ذهب مرتين إلى ميدان التحرير خلال laquo;الثورةraquo; من دون أن يراه أحد.
وقال الجنزوى خلال كشفه كواليس الحكم في مصر خلال الفترة التي قضاها رئيسًا للوزراء، أن أسماء بعينها سعت إلى الإطاحة به، كشف عن غالبيتها. وأضاف الجنزورى إنه اضطر إلى تجميع بعض السلطات في يده، إلى جانب كونه وزيرًا مسؤولاً عن 6 وزارات quot;لأن عددًا كبيرًا من الوزراء الذين ضمهم هذا التشكيل الوزاري لم يكونوا من أهل الثقةquot;، وأن منهم من اعتاد الحصول على الرشاوى لتسيير الأمور، كما إن بعضهم لم يكن ذا كفاءة للمناصب التي شغلها.
العادلي: لم أهرب من مصر ولا أمتلك قصوراً
قال اللواء حبيب العادلى، وزير الداخلية السابق، إنه لم يخضع لتحقيق أمام أي جهة حتى تلك اللحظة، وإنه لم يدل بأي أقوال عما حدث أيام المظاهرات، ونفى صحة ما نشر طوال الأيام الماضية سواء عن ممتلكاته أو خضوعه للتحقيق.
وكان محامون أدلوا بتصريحات في عدد من الصحف تؤكد أن laquo;العادليraquo; يخضع للتحقيقات. وذكر العادلي أن أحدًا لم يستدعه للمثول أمام جهة قضائية، كما لم يطلب منه أحد مستندات أو تقارير عن أيام المظاهرات، ولم يتعرض laquo;العادليraquo; خلال حديثه لتفاصيل ما جرى طوال أيام المظاهرات، وما إذا كان أصدر قرارًا بالانسحاب من عدمه.
وأضاف وزير الداخلية السابق أنه لم يكلّف أي محام بالدفاع عنه، وأن كل التصريحات التي جاءت على لسان محامين إدعوا أنهم محاموه ليس لها أساس من الصحة، وأنه مستعد للمساءلة أمام أي جهة.
وأكد العادلي أن ما نشرته جريدة قومية عن امتلاكه 3 فيلات في منطقة 22 في الغردقة وأخرى في المنطقة السابعة وقصراً في منتجع سياحي، وأنه حصل عليها بالأمر المباشر ـ لا أساس له من الصحة وغير معقول. وشدد علىأنه موجود في مصر، ولم يهرب، كما ردد البعض، وينتظر أي تحقيقات معه.
محمد عباس ناجي: أعارض المدّ الشيعي
في حوار أجراه موقع quot;بوابة الشبابquot; مع محمد عباس ناجي الباحث في مركز الدراسات السياسية والإستراتيجية في الأهرام ومنسق مجلة quot;مختارات إيرانيةquot; قال إنه يعارض فكرة quot;المد الشيعيquot; في مصر. وأضاف quot;هناك شيعة في مصر، والتقديرات تقول إن عددهم حوالي 200 ألف شيعي، ليس لهم توجه معين، ولا نستطيع أن نقول إنهم موالون لإيران، والقول إن معظم الشيعة ولاؤهم لإيران غير صحيح لأكثر من سبب، أولها أن هناك شيعة عربًا معارضون لإيران منهم في مصر.
كما إنه في العراق يوجد بعض القوى السياسية الشيعية التيتعتبر إيران عدوها الأول، وبالتالي فكرة تبعية الشيعة في الدول العربية لإيران فكرة خاطئة،علمًا أن إيران لا تدعم الشيعة فقط، هذا إذا رصدنا تحركاتها على مستوى منطقة الشرق الأوسط سنجد أنها تحاول كسر هذه القاعدة من خلال تأكيدها على أن وجودها في أماكن عدة ليس مرتبطًا بتعاونها مع الشيعة من أهل المكان. وقال ناجي إن إيران تسعى إلى أن يكون لها في مصر حزب يشبه حزب الله في لبنان.
ومن المعروف أن علاقة مصر مع إيران يشوبها التوتر وعدم الثقة، منذ قيام الثورة الإيرانية الإسلامية، وعلى رغم محاولات للتقارب أخيرًا، إلا أن العلاقة ما زالت عند النقطة صفر، ولا توجد علاقات دبلوماسية بشكل كامل، وهناك مكاتب لرعاية للمصالح، ولكن لا يوجد تطوير في العلاقات السياسية والأمنية.
وبحسب ناجي، فإن إيران تحاول القفز على النتائج التي حققتها ثورة شباب 25 يناير، ومحاولة مصادرة هذه النتائج وإضافتها إلى رصيد إيران، لدعم موقفها على الساحة الإقليمية.
جمال مبارك .. المسؤول الأول
وفي موقع quot; بوابة الشبابquot; نقرأ .. العلاقة بين أحمد عز وجمال مبارك بدأت في جامعة المستقبل، ثم التدرج في المناصب في الحزب الوطني، حتى وصل إلى أمين التنظيم، ووصلت سطوته إلى رفض قانون منع الاحتكار الذي قدمه رشيد إلى مجلس الشعب، وكذلك الأمر عندما تم منح رخص حديد جديدة واشتراط عدم منحها للمناطق الحرة وتقدم عز وقتها وحصل على إحدى الرخص وأعفي من الضرائب والجمارك من خلال تعديل القانون.. جمال مبارك هو المسؤول الرئيس عن إسقاط النظام، حيث إن الرئيس مبارك خلال العامين الماضيين لم يكن سوى quot;باصمquot; على القرارات. المشير طنطاوى أنقذ البلد من إشعال النار فيها، وهو ما كان يريده جمال مبارك من خلال إصراره على عدم تنحّي والده.
وجهة نظر علاء مبارك
كتب نبيل عمر في موقع quot;بوابة الشبابquot; .. كنت مع أحد الزملاء الذي له علاقات قوية بالأمن، وقال لي معلومة أمنية مهمة جدًا، وقمت بتسجيلها ثم حصلت على معلومات أخرى، وهي أن الأمن رصد في موبايلات الشباب رسالة مفادها (خلو الولادة متأخرة)، ورسالة أخرى وهي (اجعلوا الأمة تنتقل من مكان إلى آخر)quot;.
هذه المعلومات وضعت أمام الرئيس، فالذين وضعوها أمام الرئيس، قالوا له إنها من الخارج، وفي مساء الاثنين رفع أحد الوزراء سماعة تليفونه الخاص الواصل إلى رئاسة الجمهورية، واقترح أن يعلن الرئيس تعديلاً وزاريًا يشمل 15 وزيرًا على الأقل.
وقال بالنص quot;15 واحد مننا يلبسوا الجلاليب ويقعدوا في البيت ونحل المشكلةquot;، وكان الرد: quot;بعد ربع ساعة سنرد عليك quot;. وجاء الرد: quot;سيبوا الموضوع لحبيب العادليquot;.
الرئيس مبارك كان يثق في وزير الداخلية السابق ثقة كبيرة جدًا، وخصوصًا بعدما خدعه بقصة وهمية تنصّ على أنه ضبط 19 متطرفًا انتحاريًا مجهزين أنفسهم لعمليات جديدة، وتجرى محاكمتهم، فضلاً عن القبض على متهم في جريمة كنيسة القديسين في الإسكندرية، والكشف عن التنظيم الذي يقف وراءه.
في الوقت نفسه استطاع أن يجنب شخصية قوية جدًا للغاية، ويهمش دورها، فانحصر كله في ملفات خارجية، فيد حبيب العادلي أفردت في التعامل مع مظاهرات 25 يناير سياسياً وإعلاميًا، فأرسل خطابًا إلى اتحاد الإذاعة والتليفزيون فيه تعليمات صارمة وأوامر مباشرة بالكيفية التي يجري عبرها تغطية الأحداث.
الشافعي: تامر حسني ليس لديه وعي سياسي
من جانبه، رأى الملحن عزيز الشافعي أنهquot;لم أشارك في مظاهرات 25 يناير .. وأول مشاركة لي كانت يوم جمعة الغضبquot;.
ويضيف عزيز quot;أنا طول عمري كنت معجباً جدًا بجيل الستينيات، ومؤمن تمامًا بأنهم أهم جيل في مصر، صحافيًا وأدبيًا وفنيًا، وذلك لأنهم جيل الثورة.
ويؤكد عزيز أنه لم يكن من نوعية الملحنين أصحاب الأغنيات الموجهة .. ولكن غير صحيح أن يحدث تقسيم هذه الأيام،إما مع الثورة أو ضدها، فمثلاً عيد الوهاب غنّى للملك فاروق وكذلك أم كلثوم، ولكن بعد الثورة غنّوا لعبد الناصر.
أما عن تامر حسنى فيقول quot;هو اتظلم، ولكنه تسرع في كل مواقفه، سواء عندما صرح بتأييده للرئيس مبارك أو عندما ذهب إلى ميدان التحرير، وهو يعلم جيدًا أنه مرفوض في هذا الوقت.. وعموماً هو غير مسيس تماماً، وليس لديه أي وعي سياسي، لذلك تعرّض لما حدث.
الوفد: أسرار معركة الجمل وتنحّي الرئيس
وكشفت quot;الوفدquot; الحقائق الكاملة لمعركة الجمل التي قادها quot;بلطجيةquot; وفتواتquot; الحزب الوطني: صباح الأربعاء 2 فبراير/شباط الجاري، وراح ضحيتها 11 قتيلاً، وأصيب نحو 1300 جريح.
صفوت الشريف رئيس مجلس الشورى والأمين العام للحزب الوطني، وأحمد عز أمين التنظيم وزكريا عزمي، أمين العضوية، وجمال مبارك أمين لجنة السياسات اتفقوا مع أعضاء الأمانة العامة، مساء الثلاثاء أول فبراير، وعقب إلقاء مبارك خطاب تعيين عمر سليمان نائباً للرئيس وإبدائه رغبته في التنحي والإصلاح قبل الرحيل،تقرر تكليف أمناء الحزب في المحافظات وأعضاء مجلسي الشعب والشورى على جلب بلطجية لإخراج المتظاهرين من ميدان التحرير عنوة، بعد رفضهم المبادرة التي قدمها مبارك.
وطلب الشريف وأعضاء الأمانة العامة للوطني من كل نائب، خاصة من القاهرة والدلتا وشمال الصعيد أن يحضر أتوبيسًا علي الأقل محملاً بالبلطجية المتعاملين مع أجهزة الشرطة والنواب في الانتخابات البرلمانية الأخيرة، للدفع بهم إلي ميدان التحرير، وإحداث فوضى أمنية، تدفع القوات المسلحة إلي إخراج الطرفين من منطقة التظاهر عنوة، والتخلص من الضغط الشعبي والإعلامي الذي يسببه شباب ثورة 25 يناير على النظام. وكلفت اللجنة رجال الأعمال من رجال الحزب بدفع 50 جنيهًا ووجبة لكل مشارك في التظاهرة المضادة لشباب الثورة.
استهدفت الحملة نقل نصف مليون متظاهر إلى ميدان التحرير على الأقل، بهدف التداخل مع المتظاهرين ضد النظام، وإحداث حالة من الفوضى، بينما كلفت قلة من quot;البلطجيةquot; معروفة لدي أجهزة الشرطة، بضرب المنادين بإسقاط النظام، واستخدام القوة، مما دفع البعض إلى إحضار quot;جراكن الكيروسينquot; لتركيب قنابل مولوتوف وإلقائها علي الموجودين في المنطقة الواقعة في مداخل ميدان التحرير. وبينت المصادر أن المستهدف كان دفع القوات المسلحة إلى إطلاق النار على المتظاهرين من الطرفين.
وكتب صعيدي معلقًا على موضوع تفاصيل وأسرار معركة الجمل بالقول: مهندس موقعة الجمل هو صفوت الشريف لأنه يستخدمها في تزوير الانتخابات من زمان قبل أحمد عز، ولكن التنفيذ كان لأحمد عز وأعضاء المجلس، الذين فازوا بالتزوير، ومنهم العقيد جمال النجار نائب قنا الجديد، الذي جهّز سيارة محملة بالمسلحين للتوجه إلى ميدان التحرير لقتل الثوار.
الوفد: quot;كلاب السلطةquot; قادوا الرئيس إلى الهاوية
صحيفة الوفد كذلك رأت أن حاشية الرئيس المخلوع حسني مبارك كانوا من أكثر المدافعين عن نظامه، ليس حباً فيه أو إيماناً منهم بقدرته على إدارة البلاد، وإنما حفاظًا على quot;البيزنسquot; ومصالحهم الشخصية، لذلك حاولوا تسخير كل مؤسسات الدولة للإبقاء على الرئيس، وجعلوا أنفسهم متحدثين رسميين عن نظامه.
وتسترسل الصحيفةquot;أنس الفقيquot; وزير الإعلام كان أكثر الذين نافقوا الرئيس ونظامه، حيث وجّه الإعلام الحكومي المرئي والمقروء لتشويه الثورة، وحاول ترويج شائعات بوجود أجندات خارجية تقف وراء هذه الثورة، ووجّه تعليماته إلي جميع المذيعين بإتباع هذا الأسلوب في تناولهم الأحداث، ولوّح لهم بالفصل والإيقاف، وبدا ذلك واضحاً في تصرفه مع الإعلامي quot;محمود سعدquot; مقدم برنامج quot;مصر النهاردهquot;، حيث عاقبه عبر إيقافه عن العمل، واعتباره في إجازة مفتوحة، بسبب إبداء تعاطفه مع المتظاهرين.
في الطريق نفسه، سار أمين التنظيم في الحزب الوطني quot;أحمد عزquot;، الذي سخّر كل أجهزة وإمكانيات الدولة لخدمة فكرة التوريث، التي كان ينوي تنفيذها في الانتخابات الرئاسية المقبلة، وعلى الرغم من اختفائه تماماً من المشهد السياسي منذ بداية الثورة، إلا أنه استبعد تكرار المشهد التونسي في مصر حينما وقف على منصة المؤتمر السنوي للحزب الوطني وخاطب جموع الحاضرين بقوله quot;تحية إلي جمال مبارك مفجّر الثورةquot;، وعندما انتبه الحاضرون إلى قوله استطرد quot;مفجر ثورة التحديث والتطوير في الحزب الوطنيquot;.
محمد إبراهيم يغير جلده
من أبرز هؤلاء الإعلاميين الذين دافعوا دفاعاً مستميتاً عن النظام، وانقلبوا عليه بمجرد رحيله، محمد علي إبراهيم رئيس تحرير جريدة الجمهورية - الذي يصرّ دائمًا على تبرير أخطاء الوزراء والمسؤولين في حكومة الحزب الوطني، ويدافع عنهم حتي دون علمهم في قضايا لا يجدون لأنفسهم متنفساً للخروج منها، وظل يقلل من قيمة الثوار الشباب، ومقدرتهم وأفكارهم، بمانشيتاته اليومية، التي جاء فيها quot;50 متظاهراً في المنصورة و100 في دمياط و200 في الإسكندرية وبورسعيد والمنوفية هادئةquot;، quot;المتظاهرون عطّلوا المرور، وأثاروا الشغب في ميدان التحريرquot;، quot;عناصر المحظورة وسط 10 آلاف من المتجمهرين ألقوا الحجارة وأتلفوا المنشآتquot;.
وفي البيان الثاني لنائب الرئيس quot;بتنحي مبارك عن رئاسة البلادquot; اتجه رئيس تحرير الجمهورية إلي تغيير جلده تمامًا وكتب مقالة في اليوم التالي مباشرة للتنحي تحت عنوان quot;25 يونيو 76، و25 يناير 2011quot; بدأه بعبارة quot;مبارك وهمquot; مشيداً بهؤلاء الثوار الأبطال، ومنتقداً نظام مبارك، quot;الذي حكمنا على مدار السنوات الماضيةquot;.
وكتبت الصحيفة أيضًا ...وحتى جريدة الأهرام، التي يترأس تحريرها أسامة سرايا، فإنها عالجت الأزمة بانحياز كامل إلى الرئيس مبارك ونظامه، وخصصت صفحاتها للوزراء والمسؤولين لكي يدافعوا عن أنفسهم، ويستمرون في نشر أكاذيبهم التي اعتادوا عليها طوال الفترات السابقة.
وكان أشهر هذه الحوارات اللقاء الذي جمع رئيس التحرير مع اللواء حبيب العادلي وزير الداخلية السابق، الذي راح يؤكد على انتظام الأمن في أداء مهامه وقدرته علي منع هذه المجموعة القليلة من شباب المتظاهرين الذين يعملون وفقاً لأجندات خارجية من قلب نظام الحكم في مصر وزعزعة الأمن، وبمجرد إقالة الحكومة وتحويل عدد من الوزراء إلى المحاكمة وتجميد أموالهم نشرت quot;الأهرامquot; في صدر صفحتها الأولى الخبر، وجاء فيه quot;منع العادلي وعز وجرانة والمغربي من السفر وتجميد أموالهمquot;.
يشار هنا إلى أن quot;الأهرامquot; كانت الجريدة الوحيدة التي نشرت ثلاث حلقات متتالية لأمين التنظيم في الحزب الوطني quot;أحمد عزquot;، والتي دافع فيها عن نزاهة الانتخابات البرلمانية الأخيرة،وغيره من الكتاب المعروفين بانتمائهم إلى الحزب الوطني.
أما صحيفة quot;روزاليوسفquot; فلا يخفي علي أحد أنها تتبع quot;جمال مباركquot; مباشرة، وأنه وعزّ هما ممولاها، وأن سياستها التحريرية في ظل رئيس مجلس إدارتها الحالي quot;عبدالله كمالquot; تتوجه نحو الدفاع عنه وحاشيته، إلى جانب مجموعة رجال الأعمال التابعين له. ولم تكتف الصحيفة بالدفاع عن مموليها فقط، وإنما اتجهت إلى الترويج لهم ولأفكارهم، والهجوم على كل من يعترضهم. من هنا كان وصف quot;عبدالله كمالquot; شباب الثورة بالمتمردين، بل وصل به الأمر إلى وصفه مجموعة شباب 6 أبريل quot;بمدمني الحشيشquot;.
ولو أن الجريدة كانت قد استمرت في خط الدفاع عن العائلة quot;المباركيةquot; حتى بعد التنحّي، لكان من الصعب على أي إنسان أن يتهمها بالنفاق، لكن يحمل عددها الصادر في اليوم الثاني للتنحّي مقالاً افتتاحياً لرئيس مجلس إدارتها بعنوان quot;روح التفاؤلquot;، مجّد فيه الثورة وشبابها، فهذا هو الغريب، حيث قال: إن quot;روح التفاؤل تلم بالمجتمع منذ يوم الجمعة الماضي.. عهد جديد لا شكّ، روح متجددة.. بالتأكيد،آمال عريضة.. لا جدالquot;.